مراكش - المغرب: استيقظ المغرب أمس على هول الصدمة والهلع غداة زلزال عنيف ضرب المملكة ليل الجمعة السبت، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى ملحقا أضرارا مادية جسيمة.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7.2 درجات على مقياس ريختر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش.
وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنه وصف أيضا «بالاستثنائي» نظرا لبؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير حيث تنتشر العديد من القرى التي يصعب الوصول إليها.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الداخلية أمس فقد بلغ عدد قتلى الزلزال ٢٠١٢ و٢٠٥٩جريح، من بينهم ١٤٠٤ في حالة حرجة، معظمهم في مناطق جبلية جنوبي مراكش.
وسجل أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321)، ويضمان العديد من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي في معظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
من جهته رجح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا «بالنظر إلى قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة».
وأضاف: «هناك طرق ومسالك جبلية، والوصول إليها صعب في بعض الأحيان بسبب انزلاقات التربة. لا ننسى ان أشكال أنماط البناء في المنطقة نسبة كبيرة منه تقليدي». وتسبب الزلزال بأضرار مادية جسيمة بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وفضل الكثيرون في مراكش خصوصا قضاء الليل في العراء جراء الهلع وشائعات من احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يتعود الزلازل العنيفة.
وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين.
وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.
وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، على ما أظهرت مشاهد متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت ركام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.
خلّف هول الزلزال صدمة ورعبا امتدا الى مدن عدة، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريبا من بؤرته، كما هي حال حسناء التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.
وتقول المرأة الأربعينية لفرانس برس: «إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة». وتضيف: «رغم أن أسرتي لم يمسها سوء لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثر من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف». صباح أمس أعلنت القوات المسلحة في بيان أنها «نشرت بشكل مستعجل وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني».
وأضاف البيان: «تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة».
وأعلن المغرب حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام بعد الزلزال المدمر.
وتوالت ردود الفعل المعزية في ضحايا الزلزال عارضة مساعدات، من السعودية والإمارات ومصر والأردن، إلى فرنسا والولايات المتحدة واسبانيا وروسيا والصين وغيرها من البلدان.
وأعربت السعودية ومصر عن تعازيهما للمغرب مؤكدتين تضامنهما مع هذا البلد، كما قدم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعازيه إلى المغرب. وأعرب عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني عن تعازيه بضحايا الزلزال، مؤكدا في بيان صادر عن الديوان الملكي «وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في المملكة المغربية في هذا الحادث الأليم».
كذلك، قدم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعازيه مؤكدا في رسالة إلى العاهل المغربي «تضامن العراق حكومة وشعبا».
وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني تعازيه «لشعب المغرب وحكومته» بعد «الزلال المروع»، في بيان نشر على موقع الوزارة.
وفتحت الجزائر مجالها الجوي المغلق منذ سبتمبر 2021 أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى جراء الكارثة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك