الدوحة – الوكالات: اختتم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان أمس زيارته الخاطفة للدوحة حيث بحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تطورات الوضع في السودان، خلال ثالث زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب في السودان مع قوات الدعم السريع.
وكان البرهان قد توجّه الاثنين إلى دولة جنوب السودان حيث التقى رئيسها سلفا كير بعد زيارته في 29 أغسطس مصر حيث تحادث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارات تعكس مساعيه لتأكيد سلطته كحاكم فعلي لبلاده.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية إن البرهان غادر الدوحة ظهر أمس بعد زيارة عمل للبلاد، استمرّت ساعات قليلة.
وفي وقت سابق، أعلن الديوان الأميري في بيان أن الشيخ تميم والبرهان عقدا «جلسة مباحثات رسمية بقصر لوسيل» وبحثا «التطورات في السودان» وكذلك سبل «تنمية العلاقات» بين بلديهما إضافة إلى «مستجدات الأحداث إقليميًا ودوليًا».
وبحسب الديوان، جدد الأمير التأكيد على موقف بلاده «الداعي إلى وقف القتال في السودان وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات» داعيًا إلى «انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام». وكان البرهان غادر من مدينة بورتسودان، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حاليًا مذ اندلعت المعارك في 15 أبريل بين الجيش بقيادته وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي». ورأى رئيس تحرير صحيفة «الجريدة» السودانية المستقلة أشرف عبدالعزيز لوكالة فرانس برس إن هدف زيارات قائد الجيش إلى الخارج هو «تأكيد شرعية البرهان لدى المجتمع الدولي وبالتالي التعامل معه بفقه الأمر الواقع».
وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد سعياً لإيجاد حلّ للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو خمسة آلاف شخص وتهجير 4,8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. وكانت وساطات سعودية أمريكية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار، لكنها لم تصمد. كذلك، قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا. ولا تظهر المعارك على الأرض أي أفق حل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد.
وأضاف عبدالعزيز «كذلك يمكّن الاعتراف الدولي بحكومة البرهان من التأكيد على أن الصراع في السودان مجرد نزاع داخلي لكن تبقى الأزمة في السيطرة على الأرض».
ومساء الأربعاء، أصدر البرهان مرسوماً دستورياً قضى بحل قوات الدعم السريع متهمًا إياها بـ«التمرد» وارتكاب «انتهاكات جسيمة» ضد المواطنين و«التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد».
وفي اليوم نفسه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في قوات الدعم السريع في السودان، بمن فيهم شقيق قائد هذه القوات عبدالرحيم حمدان دقلو الذي تُتّهم قواته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي خصوصاً في إقليم دارفور في غرب السودان. وفي أول تعليق له بعد الإعلان الأمريكي قال عبدالرحيم حمدان دقلو لمحطة «سكاي نيوز عربية» إن قرار فرض العقوبات «مجحف» معتبرًا أن «الجهات التي أصدرت العقوبات لم تتأنَ ولم تعرف من هو الذي يخلق الفتن في دارفور ومن يقتل الناس».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك