يريفان – (أ ف ب): اتهمت أرمينيا أذربيجان أمس الخميس بالإعداد لـ«استفزاز عسكري» ضدّ قواتها ونشر عناصر على طول الحدود المشتركة بين الخصمين اللدودين وقرب إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، وهو ما سارعت باكو الى نفيه. والجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان تتنازعان منذ أكثر من ثلاثين عامًا السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمينية. وتصاعد التوتر بين باكو ويريفان بشدّة في الأشهر الأخيرة، وتبادل الطرفان التهم بشنّ هجمات عبر الحدود.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في اجتماع حكومي في يريفان «تفاقم الوضع العسكري السياسي في منطقتنا بشكل خطير». وأشار إلى أن أذريبجان «تركّز» قوات لها عند حدود البلدين وقرب الإقليم الجبلي الذي يسيطر عليه انفصاليون. وأضاف «تُظهر أذربيجان نيتها القيام باستفزاز عسكري جديد ضد ناغورني قره باغ وأرمينيا». من جهتها، وضعت باكو الاتهامات في خانة «تلاعب سياسي كاذب جديد». وقالت وزارة خارجية باكو في بيان «على أرمينيا التخلي عن مطالبتها الإقليمية لأذربيجان وإنهاء الاستفزازات العسكرية السياسية والتوقف عن وضع عقبات أمام عملية السلام». وجاءت تصريحات باشينيان قبل انتخابات رئاسية مبكرة في الجيب الانفصالي السبت وقبل أيام من مناورات مشتركة لحفظ السلام بين القوات الأرمينية والقوات الأمريكية تستضيفها يريفان. وانتقد الكرملين أمس الخميس هذه المناورات، معتبرًا أنها ستضرّ بالاستقرار الهشّ في منطقة القوقاز التي تعدها موسكو امتدادا لنطاق أمنها القومي على المستوى الاستراتيجي. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «لا شكّ في أن إجراء هذا النوع من التدريبات لا يساعد في استقرار الوضع أو تعزيز أجواء الثقة المتبادلة في المنطقة». وأضاف «تواصل روسيا أداء دورها كضامنة للأمن» في القوقاز.
وتتهم يريفان باكو منذ أشهر بالتسبب «بأزمة إنسانية» من خلال إعاقة وصول المعونات الانسانية إلى ناغورني قره باغ من خلال إغلاق ممر لاتشين، وهو المعبر البري الوحيد بين الإقليم وأرمينيا. وانتقد باشينيان موسكو لفشلها في فتح المعبر الذي تحرسه قوات حفظ السلام الروسية. وقال رئيس الوزراء مؤخرا إن موسكو «إما عاجزة عن السيطرة على ممر لاتشين وإما انها لا تريد ذلك».
وفيما يُعدّ تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأرمينية، قال باشينيان أيضًا إن اعتماد يريفان الطويل الأمد على روسيا لضمان أمن البلاد كان «خطأ استراتيجيًا». ورأى باشينيان في تصريحات لوكالة فرانس برس في يوليو، أن اندلاع حرب جديدة مع أذربيجان «مرجح جدا». وخاض البلدان حربين للسيطرة على ناغورني قره باغ، آخرها في عام 2020 ونتجت عنها هزيمة أرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.
دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك