بكين – (أ ف ب): قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنه ناقش مسألة حقوق الإنسان في «كل لقاء» جمعه بكبار المسؤولين الصينيين خلال زيارة دولة لبكين أمس الأربعاء. وأجرى كليفرلي، أول وزير خارجية لبريطانيا يزور الصين منذ خمس سنوات، محادثات مع نائب الرئيس الصيني هان جينغ ونظيره الصيني وانغ يي.
وكانت وزارة الخارجية قد ذكرت في وقت سابق أن جدول المحادثات سيتضمن مسألة تقليص الحريات في هونج كونج والانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان في إقليمي شينجيانغ والتيبت الصينيين. وقال كليفرلي أمس الأربعاء: «أجريت محادثات مع ممثلين كبار عن الحكومة الصينية وأثرت مسألة حقوق الإنسان في كل تلك اللقاءات». وأضاف: «هذه مسألة تُناقش على نطاق واسع وليس فقط ثنائيا، ولكن في الأمم المتحدة».
وتابع: «أعتقد أن الحكومة الصينية تدرك أن المملكة المتحدة متسقة في نهجنا... وسأستمر في إثارة هذه القضايا (معها)». من جهته قال وانغ الذي التقى كليفرلي في قصر الضيافة ديايوتاي: إن الصين «دائما ما علقت أهمية على وضع بريطانيا كقوة عظمى ودوركم الفريد». وأضاف وانغ أن «الحوار والتعاون هما الكلمتان الأساسيتان... في سياسات الصين تجاه المملكة المتحدة».
لكنه قال: «لاحظنا أيضا تشويشا في العلاقة الصينية البريطانية من وقت إلى آخر، بل إن بعض الأشخاص يشككون في زيارتكم لبكين». وفي يوليو، اتّهمت الصين بريطانيا بحماية الهاربين بعدما ندد كليفرلي بقرار حكومة هونج كونج تقديم مكافآت لقاء أي معلومات تقود إلى القبض على ناشطين بارزين مؤيّدين للديمقراطية يقيمون في الخارج.
وحكمت بريطانيا هونج كونج أكثر من قرن إلى أن أعيدت إلى الصين عام 1997 بموجب اتفاق تعهّد بالمحافظة على الحريات المدنية للمدينة وأسلوب الحياة الديمقراطي. لكن منسوب التوتر ارتفع في ظل الغضب الواسع في المدينة التي تعد مركزا ماليا حيال ما يراها البعض محاولات صينية متعمّدة لتقليص تلك الحريات.
ودعا كليفرلي إلى نهج غربي براغماتي وبنّاء وموحّد حيال ازدياد النفوذ الصيني، مقرّا بضرورة العمل بالشراكة مع بكين فيما يتعلق بقضايا عالمية. غير أن تقريرا بالغ الأهمية أعده نواب بريطانيون أمس الأربعاء قال إن نهج لندن مع الصين يفتقر إلى الوضوح ويحتاج إلى «مقاربة منسقة تشمل الحكومة بكاملها».
واعتبر تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم المؤلف من 87 صفحة الصين بمثابة «تهديد للمملكة المتحدة ومصالحها»، وحث لندن على تعزيز «دبلوماسية الردع» لمواجهة المخاطر من بكين. وحثت شخصيات متشددة في حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة كليفرلي على التصرف بشكل أكثر صرامة تجاه الصين.
وقال كليفرلي إن «محاولات اختصار علاقة المملكة المتحدة مع الصين بكلمة واحدة أو مقطع صوتي معيبة بشكل أساسي». ورأى أن حجم الصين ونفوذها وتعقيدها يعني أن علاقة بريطانيا ببكين ستكون «معقدة». وأضاف كليفرلي: «لدينا رؤية واضحة بشأن المجالات حيث لدينا خلافات جوهرية مع الصين، وأنا أثير هذه القضايا عندما نلتقي». وتابع: «سنواصل علاقة عمل براغماتية، لكن ذلك يعني بالطبع إثارة القضايا الخلافية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك