العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

علماء دين وفعاليات وطنية يشددون على أهمية المنابر الدينية باعتبارها منارة للسلام والتسامح

الخميس ١٥ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

أجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬والفعاليات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬عدم‭ ‬تسييس‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية،‭ ‬وعلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬معتدلاً‭ ‬وداعيًا‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأركانه‭ ‬وصيانة‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬أداة‭ ‬لنشر‭ ‬الفتنة‭ ‬والتناحر‭ ‬وتشتيت‭ ‬الكلمة‭ ‬وتفريق‭ ‬الصف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭.‬

وقالوا‭ ‬إن‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬دائمًا‭ ‬منارة‭ ‬للهداية‭ ‬والنور‭ ‬ومكانًا‭ ‬للسلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والسكينة،‭ ‬مضيفين‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كلماتهم،‭ ‬داعمة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬منوهين‭ ‬بالجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬للحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬تشييد‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬وتهيئتها‭ ‬لتمكين‭ ‬المصلين‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬عباداتهم‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬السكينة‭ ‬والراحة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قال‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬عدنان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬القطان‭ ‬خطيب‭ ‬جامع‭ ‬الفاتح‭ ‬الإسلامي،‭ ‬إن‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬هي‭ ‬منارة‭ ‬للهداية‭ ‬والنور‭ ‬ومكان‭ ‬للسلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والسكينة،‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬الخطباء‭ ‬والدعاة‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬خطبهم‭ ‬ودروسهم‭ ‬ومحاضراتهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينفع‭ ‬الناس،‭ ‬يرققوا‭ ‬قلوبهم‭ ‬بالمواعظ‭ ‬القرآنية‭ ‬والأحاديث‭ ‬النبوية‭ ‬التي‭ ‬تصلح‭ ‬ما‭ ‬فسد‭ ‬منها‭ ‬وتعالج‭ ‬أمراضها‭ ‬التي‭ ‬أصيبت‭ ‬بها‭ ‬بسبب‭ ‬بعدها‭ ‬عن‭ ‬هدي‭ ‬القرآن‭ ‬والسنة،‭ ‬وانشغالها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬ينفعها‭ ‬في‭ ‬دينها‭ ‬ودنياها‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الخطباء‭ ‬عليهم‭ ‬واجب‭ ‬كبير‭ ‬ومسؤولية‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الناس‭ ‬أمور‭ ‬دينهم‭ ‬وتذكيرهم‭ ‬بالآخرة‭ ‬وتصحيح‭ ‬عباداتهم‭ ‬وتنقية‭ ‬عقائدهم،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬عبادة،‭ ‬والعبادة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬التوقيف،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بالنص‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وما‭ ‬ثبت‭ ‬عن‭ ‬رسوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم،‭ ‬فلها‭ ‬ضوابطها‭ ‬وشروطها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الخروج‭ ‬عنها‭.‬

وأكد‭ ‬القطان‭ ‬أن‭ ‬تسييس‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬وخطير‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهو‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الفتنة‭ ‬والتناحر‭ ‬وتشتيت‭ ‬الكلمة‭ ‬وتفريق‭ ‬الصف‭ ‬وإيجاد‭ ‬الفرصة‭ ‬للأعداء‭ ‬لنيل‭ ‬مرادهم‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬وتكالبهم‭ ‬عليهم،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التشتت‭ ‬والفرقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬آثارا‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬الانحراف‭ ‬الفكري‭ ‬لدى‭ ‬المتلقين،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التسييس‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إلباسه‭ ‬لبوس‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المنابر‭ ‬والفتاوى‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬شدد‭ ‬جميل‭ ‬المصلّي‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قيم‭ ‬التعددية‭ ‬والتعايش‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬خطاب‭ ‬التشنج‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬العواقب،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬فإذا‭ ‬خلصت‭ ‬النوايا‭ ‬ظهرت‭ ‬بركاتها‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬برئاسة‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬الوسطي‭ ‬المعتدل‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬معالم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المتعايش‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭.‬

أما‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العرادي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬فأكد‭ ‬أهمية‭ ‬ومكانة‭ ‬المنبر‭ ‬الديني،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رسالة‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬وشريعتنا‭ ‬السمحة،‭ ‬لاسيما‭ ‬عبر‭ ‬اضطلاعه‭ ‬بدور‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬الهدى‭ ‬والرشاد،‭ ‬وإعلاء‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تهذيب‭ ‬النفس‭ ‬وتنقيتها،‭ ‬عبر‭ ‬ترجمته‭ ‬أحكام‭ ‬ومبادئ‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬معاش،‭ ‬فهو‭ ‬المدرسة‭ ‬الروحية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬توحد‭ ‬صفوف‭ ‬المسلمين‭ ‬وتعلي‭ ‬شأنهم‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬ورسالته‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وقدسية‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تكون‭ ‬بعدم‭ ‬تسييسه‭ ‬وتنزيهه‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬والتأزيم،‭ ‬وألا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬لزرع‭ ‬الفتن‭ ‬والسموم،‭ ‬أو‭ ‬مكانًا‭ ‬لبث‭ ‬روح‭ ‬الكراهية‭ ‬والتنافر‭ ‬والاختلاف،‭ ‬أو‭ ‬تبني‭ ‬أفكار‭ ‬ومبادرات‭ ‬خارجية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬وتمزيق‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬مرفوض،‭ ‬وأن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬انتهج‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬فيها‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬باتت‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬بؤرة‭ ‬للإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬الجرائم‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭.‬

بدوره‭ ‬أعرب‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬جناحي‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬تسييس‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬عرف‭ ‬بالتسامح‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬كمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تسييس‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول،‭ ‬وبخاصة‭ ‬وأن‭ ‬وطننا‭ ‬معروف‭ ‬بالتسامح‭ ‬وبالتعددية‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬وفق‭ ‬نسيج‭ ‬مجتمعي‭ ‬متآلف،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬الجميع‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬ولدينا‭ ‬إرث‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬الثابتة‭ ‬التي‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬التآخي‭ ‬والتكافل‭ ‬ونبذ‭ ‬الكراهية‭ ‬والفتنة‮»‬‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الدرازي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬سابقا،‭ ‬أن‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬وأطيافه‭ ‬كبارا‭ ‬وصغارا،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خطابه‭ ‬معتدلا‭ ‬ومركزا‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأركانه‭ ‬ويصون‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يبتعد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬عما‭ ‬يثير‭ ‬الفتنة،‭ ‬وأن‭ ‬يدعو‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬والتكافل‭ ‬واحترام‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬وإلى‭ ‬التكاتف‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭.‬

وقال‭ ‬د‭. ‬الدرازي‭ ‬إن‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬تقع‭ ‬عليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والحقوقية‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والمعتقد،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬مشروع‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬التي‭ ‬أرسى‭ ‬قواعدها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬علماء‭ ‬الدين،‭ ‬باختلاف‭ ‬طوائفهم،‭ ‬خطابهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬مبادئ‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التصعيد‭ ‬والتوتر‭ ‬والتأزيم،‭ ‬لكي‭ ‬يعيش‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬وئام‭ ‬ورقي،‭ ‬وأن‭ ‬يبتعدوا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬الفرقة‭ ‬والتعصب‭ ‬الأعمى‭ ‬والحقد‭ ‬والكراهية‭.‬

من‭ ‬ناحيته،‭ ‬شدد‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬العريض‭ ‬رئيس‭ ‬مأتم‭ ‬العريض‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوعية‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬ومساعدة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بكل‭ ‬أوامر‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬تعالى‭ ‬وما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬الشريفة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تهذيب‭ ‬الإنسان‭ ‬وهدايته‭ ‬وتقويمه،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬تعاليمنا‭ ‬الدينية‭ ‬هي‭ ‬مرجعيتنا،‭ ‬والمنابر‭ ‬وجدت‭ ‬لنشر‭ ‬التوعية‭ ‬وليس‭ ‬لهدف‭ ‬آخر‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المساجد‭ ‬والمآتم‭ ‬وجدت‭ ‬للعبادة‭ ‬والصلاة‭ ‬والشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬والسكينة،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬توجيهات‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬وأن‭ ‬يحمل‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬قدسية‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬قلبه،‭ ‬وأن‭ ‬يتحلى‭ ‬بالأخلاق‭ ‬والمحبة‭ ‬والتواد‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬الخير،‭ ‬لأن‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬خارجة‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬والقطيعة‭ ‬والعداء‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الآخرين‭ ‬وعقائدهم‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ ‬غالب‭ ‬مختار‭ ‬العلوي‭ ‬رئيس‭ ‬مأتم‭ ‬القصاب‭ ‬أهمية‭ ‬المنبر‭ ‬الديني،‭ ‬كونه‭ ‬يحتل‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المؤمنين‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطابة‭ ‬والتوعية‭ ‬الدينية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬أسس‭ ‬العقيدة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالقيم‭ ‬العليا‭ ‬وتسهيل‭ ‬شؤون‭ ‬العباد‭ ‬في‭ ‬التقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬الكريم‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المعاملات‭ ‬الحياتية‭ ‬وفهم‭ ‬العقيدة‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬مأتم‭ ‬القصاب‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للإمام‭ ‬والخطيب‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والمآتم‭ ‬ويضطلع‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬المؤمنين‭ ‬وتوحيد‭ ‬كلمتهم‭ ‬وصفهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬لهم‭ ‬ولمجتمعاتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بيان‭ ‬أمور‭ ‬الدين‭ ‬والدنيا‭ ‬للمسلمين،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بالصفات‭ ‬الدينية‭ ‬النبيلة،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬الخطيب‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬والأحاديث‭ ‬النبوية‭ ‬والعقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬وتعاونه‭ ‬وتكاتفه‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬الفرقة‭ ‬والطائفية‭ ‬والبغضاء‭.‬

وأكد‭ ‬هادي‭ ‬السيد‭ ‬هاشم‭ ‬آل‭ ‬أسعد‭ ‬رئيس‭ ‬مأتم‭ ‬عين‭ ‬الدار،‭ ‬أهمية‭ ‬التزام‭ ‬الأئمة‭ ‬والخطباء‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والمآتم‭ ‬بروحانية‭ ‬وقداسة‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬كون‭ ‬ذلك‭ ‬أمرًا‭ ‬نابعًا‭ ‬من‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي‭ ‬والتآلف‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬جميعًا‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالته،‭ ‬وبخاصة‭ ‬خلال‭ ‬إحياء‭ ‬الشعائر‭ ‬والمناسبات‭ ‬الدينية‮»‬‭.‬

بدوره،‭ ‬أكد‭ ‬المستشار‭ ‬الحقوقي‭ ‬المحامي‭ ‬فريد‭ ‬غازي،‭ ‬أن‭ ‬المنبر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تجاذبات‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لأن‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬له‭ ‬قدسيته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتباطه‭ ‬بمسائل‭ ‬روحانية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالعبادة‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬تعالى،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬يفرق‭ ‬بينهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬عليه‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬موضعًا‭ ‬للتجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬أو‭ ‬أداة‭ ‬للتحريض‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬أو‭ ‬سياسات‭ ‬أو‭ ‬أفراد،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬لإلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬والمس‭ ‬بالسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الانحراف‭ ‬بدور‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬وجره‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬القانون‭ ‬يحمي‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أيضا‭ ‬يمنع‭ ‬أي‭ ‬تجاوز‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬سواء‭ ‬بالتحريض‭ ‬القولي‭ ‬أو‭ ‬الفعلي،‭ ‬لأن‭ ‬غاية‭ ‬القانون‭ ‬وهدفه‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬المواطنين‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬تجاوزات‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الحقوقي‭ ‬عطية‭ ‬الله‭ ‬روحاني‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬عبر‭ ‬نبذ‭ ‬الخطابات‭ ‬التحريضية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤجج‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬ويؤولها‭ ‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬هما‭ ‬دعائم‭ ‬وركائز‭ ‬الحياة‭ ‬السليمة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتوازنة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬والخطباء‭ ‬في‭ ‬المنابر‭ ‬بدورهم‭ ‬المسؤول‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬والأفراد،‭ ‬فهم‭ ‬ذوو‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالدعائم‭ ‬السلمية‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬يحث‭ ‬عليها‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والأمن‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬الناس‭ ‬بمسؤوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬بلدانهم‭ ‬وأوطانهم‮»‬‭.‬

من‭ ‬ناحيته،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬الدكتور‭ ‬فؤاد‭ ‬محمد‭ ‬الأنصاري‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬الإسلام‭ ‬كانت‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬أدوات‭ ‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الخير‭ ‬والسلام،‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬والتقوى،‭ ‬ولطالما‭ ‬ارتقى‭ ‬المنابر‭ ‬الوعاظ‭ ‬والخطباء،‭ ‬للتذكير‭ ‬بالقيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬الألفة‭ ‬والمحبة،‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مستوياته،‭ ‬وذم‭ ‬البغضاء‭ ‬والشحناء‭ ‬والكراهية‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬من‭ ‬المستهجن‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬بعض‭ ‬المنابر‭ ‬‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬المنبر‭ ‬من‭ ‬رمزية‭ ‬‭ ‬منهجًا‭ ‬مغايرًا‭ ‬لطبيعة‭ ‬المنبر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأخلاقياته‭ ‬وقيمه،‭ ‬فيدور‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الفئوية‭ ‬أو‭ ‬التفرقة،‭ ‬أو‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬الموضوعية‭ ‬والصدق‭ ‬فيما‭ ‬يطرحه‭ ‬ويبثه‭ ‬لعامة‭ ‬الناس‮»‬‭.‬

ونوه‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬من‭ ‬عناية‭ ‬بدور‭ ‬العبادة‭ ‬وعمارتها،‭ ‬لأداء‭ ‬دورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخطاب‭ ‬المعتدل‭ ‬المسؤول،‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بالمملكة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأبعاد،‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

أما‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬محميد‭ ‬المحميد،‭ ‬فأكد‭ ‬أن‭ ‬للمنبر‭ ‬الديني‭ ‬تاريخا‭ ‬عريقا‭ ‬ومشهودا،‭ ‬ومكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المسلمين‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬لعالم‭ ‬الدين‭ ‬وخطيب‭ ‬الجمعة‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬ومقدرة‭ ‬عند‭ ‬الناس،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬للمنبر‭ ‬الديني‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬ونبيلة،‭ ‬ولعالم‭ ‬الدين‭ ‬دور‭ ‬ومسؤولية‭ ‬عظيمة،‭ ‬حددها‭ ‬الإسلام‭ ‬ورسم‭ ‬حدودها‭ ‬القانون،‭ ‬وأهمها‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬والفضيلة،‭ ‬والسمو‭ ‬بالإنسان‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة،‭ ‬ومحاربة‭ ‬العنف‭ ‬والفوضى‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬وعدم‭ ‬تسييسه‭ ‬واجبا‭ ‬وطنيا‭ ‬ومسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬معا،‭ ‬فالمنبر‭ ‬الديني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬والتأزيم‭ ‬وشق‭ ‬الصف‭ ‬الوطني،‭ ‬وألا‭ ‬يتحدى‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬بتعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا