العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

سواحل.. تفتقد الخدمات
الأهالي يطالبون بتطبيق التخصيص للمنفعة العامة

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مرافق متهالكة.. وسلوكيات لا أخلاقية بسبب غياب الإنارة

بعد 13 عاما.. لم يبق من مشروع تطوير ساحل دمستان سوى «حجر الأساس»!


تصوير‭ - ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

وفقا‭ ‬للتقارير‭ ‬الرسمية،‭ ‬تشكل‭ ‬البيئة‭ ‬البحريّة‭ ‬بالمملكة‭ ‬90‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض،‭ ‬ويقيم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬البحرين‭ ‬حول‭ ‬السواحل‭ ‬التي‭ ‬يزيد‭ ‬طولها‭ ‬على‭ ‬510‭ ‬كم‭. ‬

بالمقابل،‭ ‬تشير‭ ‬دراسات‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الشواطئ‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬14%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحة‭ ‬السواحل‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وهذه‭ ‬الشواطئ‭ ‬تعتبر‭ ‬هي‭ ‬المتنفس‭ ‬الوحيد‭ ‬لأغلب‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭. ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬الى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الشواطئ‭ ‬العامة‭ ‬مهيئة‭ ‬ومزودة‭ ‬بكافة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬والفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬وتوجهات‭ ‬المملكة‭ ‬لتعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭.‬

لا‭ ‬ننكر‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لتطوير‭ ‬سواحل‭ ‬وشواطئ‭ ‬وفق‭ ‬أرقى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية‭. ‬ولكننا‭ ‬نتساءل‭ ‬عن‭ ‬شواطئ‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تمثل‭ ‬فرصا‭ ‬استثمارية‭ ‬وسياحية‭ ‬خصبة‭ ‬لو‭ ‬استثمرت‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭. ‬

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تجولت‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬شواطئ‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وقابلت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المرتادين‭ ‬ورصدت‭ ‬الوضع‭ ‬فيها‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬إجازة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭. ‬

 

ساحل‭ ‬دمستان

البداية‭ ‬في‭ ‬ساحل‭ ‬دمستان،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬الوصول‭ ‬اليه‭ ‬أشبه‭ ‬بالمهمة‭ ‬الصعبة‭ ‬نظرا‭ ‬لأضرار‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬طرقات‭ ‬غير‭ ‬مرصوفة‭ ‬وتجاوز‭ ‬الحفر‭ ‬والمرتفعات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بإتلاف‭ ‬المركبة‭. ‬

أما‭ ‬الساحل‭ ‬نفسه،‭ ‬فللأسف،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬ترتاده،‭ ‬فهو‭ ‬أشبه‭ ‬بمجمع‭ ‬للنفايات،‭ ‬والكراسي‭ ‬او‭ ‬الألعاب‭ ‬المتهالكة‭. ‬عدا‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬المرافق‭. ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود،‭ ‬يؤكد‭ ‬الأهالي‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬بسواعدهم‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مدخل‭ (‬الطراريد‭) ‬وشبكة‭ ‬مياه‭ ‬الري‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬حكاية‭ ‬هذا‭ ‬الساحل‭ ‬غريبة،‭ ‬ففي‭ ‬فبراير‭ ‬2001،‭ ‬وضع‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬آنذاك‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬ساحل‭ ‬دمستان‭ ‬النموذجي‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬المخططات‭ ‬تتضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬والمساحات‭ ‬والأنشطة‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬الأخير‭ ‬للساحل،‭ ‬حيث‭ ‬بقي‭ ‬الساحل‭ ‬كما‭ ‬هو‭. ‬واضطر‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬ينعى‭ ‬المشروع‭ ‬برمته‭.‬

ولكن‭ ‬عاد‭ ‬الامل‭ ‬عندما‭ ‬خرج‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2019‭ ‬بتصريح‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬تطوير‭ ‬ساحل‭ ‬قرية‭ ‬دمستان،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬الوضع‭ ‬عن‭ ‬السابق‭. ‬

وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬أفاد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬بانه‭ ‬تعذر‭ ‬توافر‭ ‬ارض‭ ‬مخصصة‭ ‬لساحل‭ ‬دمستان‭ ‬ضمن‭ ‬عقارات‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭!‬

حول‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬حدثنا‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأهلية‭ ‬لقرية‭ ‬دمستان‭ ‬عبدالحسين‭ ‬ضيف‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬بتخصيص‭ ‬الموقع‭ ‬لساحل‭ ‬عام‭. ‬ووضع‭ ‬وزير‭ ‬البلديات‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬مؤكدا‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬بتطوير‭ ‬الساحل‭. ‬كما‭ ‬عرض‭ ‬الوزير‭ ‬مجسما‭ ‬لتصميم‭ ‬الساحل‭ ‬خلال‭ ‬مهرجان‭ ‬كبير‭ ‬نظم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الساحل‭ ‬ليس‭ ‬مخصصا‭ ‬لأهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬او‭ ‬البحرينيين‭ ‬فقط‭ ‬وانما‭ ‬ترتاده‭ ‬جاليات‭ ‬متعددة‭. ‬

ويضيف‭ ‬ضيف‭: ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬توقف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬‭ ‬ثم‭ ‬صرنا‭ ‬نحاول‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوزراء‭ ‬المعنيون،‭ ‬ومازلنا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬نحاول‭. ‬

ويتابع‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الاستملاك‭ ‬غير‭ ‬ممكن،‭ ‬فإن‭ ‬التخصيص‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الحلول‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استقطاع‭ ‬نسب‭ ‬من‭ ‬الأملاك‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتعمير‭ ‬السواحل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬طبق‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السواحل‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬تعويض‭ ‬أصحاب‭ ‬الأملاك‭ ‬بأراض‭ ‬أخرى‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭. ‬وطالما‭ ‬ان‭ ‬الموقع‭ ‬لم‭ ‬يخصص‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬المرافق‭ ‬والخدمات،‭ ‬وسيبقى‭ ‬الساحل‭ ‬يعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواقص‭. ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بالشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬مستعدة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الساحل،‭ ‬ولكننا‭ ‬نحتاج‭ ‬الى‭ ‬الوضع‭ ‬الرسمي‭.‬

ساحل‭ ‬كرباباد

أو‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬للبعض‭ ‬ان‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬ساحل‭ (‬الحب‭ ‬والرومانسية‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬دمستان،‭ ‬فوفقا‭ ‬للتصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬مازال‭ ‬خارج‭ ‬خطة‭ ‬التطوير‭. ‬ويبقى‭ ‬هذا‭ ‬الساحل‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬وجهة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وأحيانا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬موطأ‭ ‬قدم‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الاقبال‭ ‬عليه‭. ‬ولكنه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬يفتقد‭ ‬الى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللمسات‭ ‬التي‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬سياحي‭ ‬جميل‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬المساء‭ ‬فيتحول‭ ‬الساحل‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬موحش‭ ‬مظلم،‭ ‬وبالكاد‭ ‬يمكن‭ ‬للسيارات‭ ‬أن‭ ‬تجتاز‭ ‬المخلفات‭ ‬والصخور‭ ‬والحفر‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬الساحل‭ ‬القاحل‭ ‬الذي‭ ‬يفتقد‭ ‬الى‭ ‬أبسط‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭.‬

في‭ ‬حديثنا‭ ‬معه،‭ ‬أكد‭ ‬أحد‭ ‬مرتادي‭ ‬الساحل‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬كون‭ ‬اغلب‭ ‬السواحل‭ ‬خاصة،‭ ‬فإن‭ ‬ساحل‭ ‬كرباباد‭ ‬يعتبر‭ ‬ملاذا‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وعدا‭ ‬عن‭ ‬الأكشاك‭ ‬والمطاعم‭ ‬والألعاب‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مشاريع‭ ‬خاصة،‭ ‬فإن‭ ‬الموقع‭ ‬يفتقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬والمساحات‭ ‬النظيفة‭ ‬والكراسي‭ ‬والمظلات‭ ‬وغيرها‭. ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للجميع‭ ‬تحمل‭ ‬كلفة‭ ‬السواحل‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بشواطئ‭ ‬قريبة‭ ‬ومجهزة‭. ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مقتنع‭ ‬بكون‭ ‬الأراضي‭ ‬أملاكا‭ ‬خاصة،‭ ‬لأن‭ ‬المنفعة‭ ‬العامة‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭.‬

ساحل‭ ‬المالكية

الوصول‭ ‬الى‭ ‬ساحل‭ ‬المالكية‭ -‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬السواحل‭ ‬الداخلية‭ ‬بالمملكة‭- ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬نظرا‭ ‬لوعورة‭ ‬الطريق‭ ‬غير‭ ‬المرصوف‭ ‬والممتلئ‭ ‬بالعثرات‭ ‬والحفر‭. ‬وأول‭ ‬ما‭ ‬يطالع‭ ‬الزائر‭ ‬عند‭ ‬الوصول‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬السور‭ ‬الترابي‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬الأهالي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المتبرعين‭ ‬لمنع‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الساحل‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬تخطيط‭ ‬منظم‭.‬

ورغم‭ ‬وجود‭ ‬الألعاب‭ ‬والمشاريع‭ ‬الخاصة،‭ ‬لفت‭ ‬نظرنا‭ ‬تلك‭ ‬المقاعد‭ ‬المتهالكة،‭ ‬وبقايا‭ (‬العريش‭) ‬هنا‭ ‬وهناك‭. ‬فيما‭ ‬امتلأ‭ ‬الساحل‭ ‬بالكامل‭ ‬بالمرتادين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬جنسيات‭ ‬أوروبية‭. ‬والحق‭ ‬يقال،‭ ‬ان‭ ‬المكان‭ ‬لا‭ ‬يفتقد‭ ‬النظافة‭. ‬وبسؤال‭ ‬الأهالي‭ ‬أكدوا‭ ‬ان‭ ‬وزارة‭ ‬البلدية‭ ‬لا‭ ‬تقصر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وتقوم‭ ‬بدورها‭ ‬مشكورة‭ ‬في‭ ‬تنظيف‭ ‬الحاويات‭ ‬والموقع‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬حملات‭ ‬التنظيف‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الأهالي‭ ‬للساحل،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬وعي‭ ‬بعض‭ ‬الزوار‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظافة‭.‬

على‭ ‬الساحل‭ ‬التقينا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬الاجتماعيين،‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬جمعة‭ ‬جعفر‭ ‬والسيد‭ ‬أحمد‭ ‬العلوي،‭ ‬اللذين‭ ‬لخصا‭ ‬الإشكاليات‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬أبرزها‭:‬

‭- ‬المشكلة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬والمدخل‭ ‬المؤدي‭ ‬الى‭ ‬الساحل‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬إشكالية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فهو‭ ‬غير‭ ‬مرصوف‭ ‬وغير‭ ‬مهيأ‭ ‬لاستقبال‭ ‬هذه‭ ‬الاعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬مرتادي‭ ‬الساحل‭.‬

‭- ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬الشمال،‭ ‬غير‭ ‬مهيأة‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭. ‬وقد‭ ‬عمد‭ ‬الأهالي‭ ‬بمساعدة‭ ‬بعض‭ ‬المتبرعين‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬سور‭ ‬ترابي‭ ‬للتنظيم‭ ‬ولتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭. ‬ولو‭ ‬توافرت‭ ‬أشجار‭ ‬مكان‭ ‬هذا‭ ‬التراب‭ ‬لتوافر‭ ‬تنظيم‭ ‬أفضل‭ ‬ومنظر‭ ‬أجمل‭.‬

‭- ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الانارة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الشمالي،‭ ‬ففي‭ ‬المساء‭ ‬يكون‭ ‬المكان‭ ‬معتما‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المكان‭ ‬يعاني‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والسلوكيات‭ ‬اللاأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬نضبطها‭ ‬ولا‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نفعل‭ ‬شيئا‭ ‬إزاءها‭. ‬والوضع‭ ‬الحالي‭ ‬يخلق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬لدى‭ ‬الأهالي‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬افراد‭ ‬من‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬والأمن‭.‬

‭- ‬الساحل‭ ‬ومع‭ ‬تغيرات‭ ‬الجو‭ ‬صار‭ ‬يتآكل‭ ‬وتتقلص‭ ‬اليابسة‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬المياه،‭ ‬فمثلا‭ ‬المظلات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبعد‭ ‬30‭ ‬مترا‭ ‬عن‭ ‬الساحل‭ ‬باتت‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أمتار‭ ‬معدودة‭ ‬عن‭ ‬المياه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكراسي‭ ‬غاصت‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬وتتكسر‭. ‬

‭- ‬توفير‭ ‬الكراسي‭ ‬والعرشان‭ ‬والمظضلات‭ ‬والحاويات‭. ‬فهي‭ ‬قديمة‭ ‬ومتهالكة‭ ‬تماما‭. ‬ويشمل‭ ‬الأمر‭ ‬أيضا‭ ‬زيادة‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬فالعدد‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬وحجم‭ ‬الاقبال‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الساحل‭.‬

‭- ‬توفير‭ ‬المرافق‭ ‬المناسبة‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬

‭ - ‬زيادة‭ ‬المسطحات‭ ‬الخضراء‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬كونه‭ ‬ساحلا‭ ‬يستقطب‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬بمن‭ ‬فيها‭ ‬الخليجية‭ ‬والأجنبية‭. ‬وحتى‭ ‬الأشجار‭ ‬الموجودة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ (‬السوس‭).‬

‭- ‬ادخال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬الساحل‭. ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭. ‬فمثلا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬وقاعات‭ ‬مناسبات‭ ‬يتم‭ ‬تأجيرها‭. ‬كما‭ ‬يفترض‭ ‬تطوير‭ ‬الملاعب‭ ‬الموجودة‭ ‬بشكل‭ ‬يجعلها‭ ‬تمثل‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬للساحل‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬ملعبين،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬تأجيرها‭ ‬طوال‭ ‬العام‭. ‬وللأسف‭ ‬الملعب‭ ‬الشمالي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬مهمل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

‭- ‬تطوير‭ ‬ممشى‭ ‬مناسب،‭ ‬فهناك‭ ‬اعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬يمارسون‭ ‬رياضة‭ ‬المشي‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬غير‭ ‬مهيأة‭ ‬ولا‭ ‬مناسبة‭.‬

‭- ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬الساحل‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬بصمات‭ ‬جميع‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬ليخرج‭ ‬بصورة‭ ‬مشرقة‭ ‬تناسب‭ ‬التطلعات‭ ‬السياحية‭ ‬للمملكة‭. ‬

ويؤكد‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬انهم‭ ‬رفعوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الالتماسات‭ ‬للوزارة‭ ‬وللمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬والنواب‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬الساحل‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحرك‭ ‬ساكنا‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا