العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

مدونة مي زيادة: أين معرض البحرين للكتاب!!!!

السبت ١٠ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

يتابع‭ ‬المثقفون‭ ‬ومحبو‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع،‭ ‬وفئات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬أخبار‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام؛‭ ‬وفي‭ ‬الجهة‭ ‬الأخرى‭ ‬تتسابق‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬وتنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موسم،‭ ‬وفي‭ ‬جودة‭ ‬وتنوع‭ ‬وتطوير‭ ‬نشاطاتها‭ ‬وزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الناشرين‭ ‬والعارضين،‭ ‬ودعوة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكُتّاب‭ ‬للحضور‭ ‬إلى‭ ‬حفلات‭ ‬التوقيع‭ ‬والتوزيع‭ ‬والتعريف‭ ‬بإصداراتهم‭ ‬الجديدة،‭ ‬والالتقاء‭ ‬بقرائهم،‭ ‬ودعوة‭ ‬المفكرين‭ ‬للحديث‭ ‬في‭ ‬ندوات‭ ‬فكرية‭ ‬وأدبية‭ ‬تليق‭ ‬بقوة‭ ‬المعرض‭ ‬وقيمته‭ ‬المعنوية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المدن‭ ‬والعواصم‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬مقصداً‭ ‬سياحياً‭ ‬معرفياً‭ ‬مهماً،‭ ‬للجماهير‭ ‬الكبيرة‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج؛‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬بعض‭ ‬المعارض‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬راقية‭ ‬لتبادل‭ ‬الرأي‭ ‬ووسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

كانت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬سارت‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬إقامة‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الكتاب‭ ‬مقموعاً‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬سارت‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬واسعة‭ ‬ومتقدمة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬معارض‭ ‬للكتاب‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدارس‭ ‬أو‭ ‬المكتبات‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭. ‬وتقديراً‭ ‬لتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة،‭ ‬اكتسب‭ ‬‮«‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬للكتاب‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬اهتماما‭ ‬وتقديرا‭ ‬كبيرين‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام،‭ ‬ومن‭ ‬دُور‭ ‬النشر‭ ‬والتوزيع؛‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الزوار‭ ‬والمهتمين،‭ ‬واستقطب‭ ‬زواراً‭ ‬عربا‭ ‬وخليجيين،‭ ‬واكتسب‭ ‬سمعة‭ ‬إقليمية‭ ‬جيدة‭ ‬جداً‭ ‬بما‭ ‬حصل‭ ‬لهذا‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬المعروض‭ ‬وتوسيع‭ ‬في‭ ‬مساحته‭ ‬وفي‭ ‬أعداد‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬حيث‭ ‬الانفتاح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬يعد‭ ‬داعماً‭ ‬وملهماً‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والكتاب‭ ‬والأدباء،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬النشر،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬الذين‭ ‬يذكرون‭ ‬أنهم‭ ‬يضعون‭ ‬تاريخ‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬للكتاب‭ ‬في‭ ‬رزناماتهم،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الأكثر‭ ‬انفتاحاً‭ ‬والأفضل‭ ‬تنظيماً‭ ‬وحضوراً‭.‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضور‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬اختفى‭ ‬فجأة‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬للكتاب‭ ‬من‭ ‬خريطة‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬قرّر‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬ظلماء‭ ‬منع‭ ‬إقامة‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬الأسباب،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬نتابع‭ ‬أخبارها،‭ ‬ونتعنى‭ ‬لزيارتها‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬الرباط‭ ‬إلى‭ ‬الرياض‭ ‬ومسقط‭ ‬وأبوظبي‭ ‬والشارقة‭ ‬والدوحة‭ ‬والقاهرة‭ ‬وتونس‭ ‬وغيرها‭ ‬لتغطي‭ ‬كافة‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬تقريباً،‭ ‬هكذا‭ ‬فجأة‭ ‬اختفى‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬رزنامة‭ ‬معارض‭ ‬الكتب،‭ ‬وألغي‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الثقافي‭ ‬المهم،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الجدير‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬اهتماماً‭ ‬أكبر‭ ‬ليكون‭ ‬أحد‭ ‬منارات‭ ‬المعرفة،‭ ‬والتعريف‭ ‬عن‭ ‬بلادنا‭ ‬وعن‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافي‭.‬

وهنا‭ ‬أعيد‭ ‬تكرار‭ ‬سؤالي‭: ‬لماذا؟‭ ‬

لماذا‭ ‬تم‭ ‬منع‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬للكتاب؟؟‭ ‬المعرض‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬جمال‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬جمالاً‭ ‬وتقديراً‭ ‬وحضوراً‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة،‭ ‬وبين‭ ‬الفئات‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬العربية‭ ‬وغير‭ ‬العربية‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬وقف‭ ‬معرض‭ ‬بهذه‭ ‬الأهمية‭ ‬مادياً‭ ‬ومعرفياً‭ ‬وسياحياً؟‭ ‬

نعم،‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سياسات‭ ‬دولية‭ ‬لنشر‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬التفاهة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬سياساتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الخطير،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬منع‭ ‬الكتاب‭ ‬والمعرفة‭ ‬هو‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬اتساع‭ ‬مساحة‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬التفاهة‮»‬‭ ‬وانتشاره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬عمودياً‭ ‬وأفقياً،‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭. ‬

وهكذا‭ ‬تتراجع‭ ‬البحرين‭ ‬ثقافياً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الثقافة‭ ‬سمتها‭ ‬وهويتها‭ ‬الجميلة،‭ ‬بينما‭ ‬تتقدم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬هذه‭ ‬السمة‭ ‬والهوية‭ ‬الرائعة‭.‬

وإلى‭ ‬حين‭ ‬سماع‭ ‬الجواب‭ ‬المقنع‭ ‬عن‭ ‬سؤالنا،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬إلغاء‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬المجحف،‭ ‬سيبقى‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭..‬

مي‭ ‬زيادة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا