لاهاي – الوكالات: اتهمت موسكو كييف أمام محكمة العدل الدولية أمس بتدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا بقصف مدفعي «مكثف»، رافضة ادعاءات أوكرانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تفجيره.
كما نفت موسكو أمام القضاة في محكمة العدل الدولية اتهامات أوكرانية أخرى بأنها انتهكت قوانين الإرهاب من خلال دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا منذ عام 2014.
وقال الدبلوماسي الروسي ألكسندر شولجين لمحكمة العدل الدولية في لاهاي «أعلنت أوكرانيا أن روسيا فجرت السد الكبير في نوفا كاخوفكا. في الواقع، أوكرانيا هي التي فعلت ذلك».
وأضاف «نظام كييف لم يشن هجمات مدفعية مكثفة على السد ليلة 6 يونيو فحسب، بل أيضا رفع منسوب المياه في خزان كاخوفكا عمدا إلى مستوى حرج» عن طريق فتح بوابات السد في محطة توليد الطاقة الكهرومائية.
وتسبّب تدمير السد الخاضع للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا بفيضانات عارمة، كما تسبّب في وفيات وإصابات.
بدأت أوكرانيا مرافعاتها الرسمية في محكمة العدل الدولية الثلاثاء في القضية التي رفعتها لأول مرة عام 2017.
ووصفت روسيا بأنها «دولة إرهابية» وقالت إن دعمها للمتمردين في شرق أوكرانيا كان مقدمة للغزو الشامل في فبراير 2022.
وتسعى أوكرانيا للحصول على تعويضات عن الهجمات التي شنّها الانفصاليون، بينها إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية «ام اتش 17» (MH17) في يوليو 2014 فوق أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل 298 شخصاً.
وأشار الوفد الأوكراني إلى أنّ معاملة موسكو لأقلية التتار وللناطقين بالأوكرانية في شبه جزيرة القرم المحتلّة، تنتهك اتفاقية دولية بشأن التمييز العنصري.
ورد شولجين إنّ أوكرانيا تلجأ إلى «الأكاذيب الصارخة... ضد روسيا الاتحادية، حتّى أمام هذه المحكمة».
وقال ألكسندر شولجين إنّ الحكومة الأوكرانية الحالية تضم «نازيين جدداً» نشروا «الرعب» في كلّ أنحاء البلاد.
وتابع «وصل هذا النظام إلى السلطة على خلفية انقلاب عنيف في عام 2014 على أكتاف قوميين هم الأحفاد المباشرون للمتعاونين مع النازيين في الحرب العالمية الثانية».
من جهة أخرى، شكّك محامو روسيا أيضاً في مزاعم أوكرانيا بشأن إسقاط طائرة «ام اتش 17» والهجمات الانفصالية على المدن الأوكرانية منذ عام 2014.
وأكد المحامي البريطاني مايكل سواينستون الذي يدافع عن موسكو، أنّ «الإصابات التي تطال المدنيين في النزاعات المسلّحة أمر حتمي، وهذا لا علاقة له بالإرهاب».
وقال للقضاة «بالطبع، يُخطئ الجنود أيضاً».
وأشار المحامي البريطاني إلى أنّ التصريحات بأنّ روسيا زوّدت المتمرّدين الذين أسقطوا طائرة «ام اتش 17» بالصاروخ ودعمتهم، تستند إلى «سخافات رقمية من دون مصدر».
وكانت المحكمة الهولندية قد حكمت العام الماضي على ثلاثة رجال بالسجن مدى الحياة لإسقاط الطائرة «ام اتش 17».
من غير المتوقع صدور حكم سريع من محكمة العدل الدولية التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية للتعامل مع النزاعات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك