الخرطوم – (رويترز): قال شهود ان الجيش السوداني شن غارات جوية أمس بمحاذاة نهر النيل شمالي العاصمة الخرطوم حيث يواصل محاولاته لصد قوات الدعم السريع الطرف الاخر في الصراع الدائر منذ شهر.
وتستعر المعارك الكثيفة في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان على الرغم من المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة بين طرفي الصراع بهدف تأمين وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار.
وامتد القتال إلى إقليم دارفور في غرب البلاد والذي يعاني بالفعل من صراع طويل الأمد لكنه يحتدم بشكل أساسي في العاصمة حيث تتمركز قوات الدعم السريع وسط الاحياء السكنية ويستخدم الجيش الضربات الجوية ونيران المدفعية الثقيلة لاستهدافها.
وقالت عواطف صالح (55 عاما) «نحن في شرق النيل الان تحت قصف عنيف والدعم يرد بالمضادات الأرضية كل هذا بالقرب من منازلنا نحن في حالة رعب وخوف».
ونفى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي شائعات بأنه قتل أو جرح في المعارك.
وقال حميدتي في رسالة صوتية نشرتها قوات الدعم السريع «أنا الان أتجول داخل القوات في بحري موجود في أم درمان موجود في الخرطوم موجود في شرق النيل موجود والان هم بيروجو لمقتل محمد حمدان ودي دعايات ودي كلها أكاذيب بتدل على أنهن مغلوبين... أنا الحمد لله موجود داخل القوات».
ووردت تقارير عن احتدام القتال في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور حيث تم تسجيل مقتل ما لا يقل عن مئة في أعمال عنف يومي الجمعة والسبت كما قتل مئات جراء الاضطرابات الشهر الماضي.
وتقول الأرقام الرسمية ان الصراع أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 676 قتيلا و5576 مصابا ومع ذلك فانه من المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير نظرا لوجود العديد من البلاغات عن مفقودين ووجود جثث لم يتم دفنها. وتسببت الاشتباكات في فرار نحو 200 ألف من السودان الى دول مجاورة ونزوح نحو 700 ألف في الداخل مما أسفر عن أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة برمتها. يكابد أولئك الباقون في الخرطوم للعيش وسط القتال مع انهيار الخدمات الصحية وانقطاع امدادات الطاقة والمياه وتناقص المخزونات الغذائية.
وشكا السكان من تزايد أعمال النهب والخروج على القانون بعد اختفاء الشرطة من الشوارع منذ بداية الصراع. واندلع الصراع بينما كان السودان يواجه بالفعل تحديات إنسانية شديدة حيث يحتاج نحو ثلث السكان البالغ عددهم 46 مليون نسمة الى المساعدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس انه بدأ أول عمليات توزيع للأغذية على الاطلاق في ولاية الجزيرة وهي منطقة زراعية جنوب الخرطوم فر اليها نازحون من العاصمة.
كما خيم الصراع على الاقتصاد والتجارة. وأصدر البرهان الاحد قرارا بتجميد الحسابات المصرفية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية والشركات التابعة لها إلى جانب اعفاء محافظ البنك المركزي من منصبه.
في جدة، يجري الطرفان محادثات حول وقف إطلاق نار «إنساني» للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات. لكنهما لم يتفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات.
يقول الباحث علي فرجي «إذا لم يغير الطرفان طريقة تفكيرهما، فمن الصعب تصور ترجمة حقيقية على الأرض للالتزامات التي يوقعان عليها على الورق».
ويكرر الخبراء والدبلوماسيون أن كلّا من الجنرالين «مقتنع بأنه يستطيع حسم الأمر عسكريا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك