بغداد - د. حميد عبدالله:
استجاب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لضغوط من قادة الإطار التنسيقي لاسترضاء المالكي بعد قطيعة وجفاء بسبب التغيير الوزاري الذي يروم السوداني البدء به.
وقال مصدر من داخل الإطار التنسيقي لـ(أخبا الخليج) إن رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس ائتلاف الفتح هادي العامري ضغطا على السوداني لإنهاء القطيعة مع المالكي، مبينا أن رغبة الإطار التنسيقي كانت باتجاه أن يزور السوداني غريمه الذي يعكر عليه خطط التغيير ويبقيه مكتوف الأيدي أمام رغبة شعبية عارمة بضرورة التغيير.
وقال مكتب السواني إن زيارة الأخير للمالكي جاءت لمناقشة إجراءات الحكومة وتعزيز الجانب الخدمي.
السوداني بات يدرك أن قطيعته مع المالكي تعني أنه سيتعرض إلى ضغوط من قوى الإطار التي يضطلع المالكي بدور محوري في رسم توجهاتها وبالتالي فإن استرضاء المالكي يعني بالنسبة إلى السوداني إرضاء الإطار ولو على حساب رغباته في التغيير.
المالكي قال في وقت سابق إنه لا يمكن إجراء أي تغيير دون موافقة القوى السياسية التي شكلت الحكومة فيما رد السوداني بأن التغيير قادم ولا أحد يستطيع منع الحكومة من تحقيقه.
ويرى مراقبون أن الفتور الذي طبع مؤخرا العلاقة بين السوداني والمالكي وكلاهما ينتمي إلى حزب الدعوة يتجاوز مجرد تباين في وجهات النظر أو المواقف حيال سبل تدبير الشأن الحكومي، إلى وجود نوع من المنافسة بين الرجلين.
ويشير المراقبون إلى أن السوداني أظهر منذ توليه رئاسة الحكومة في أكتوبر الماضي نزعة استقلالية عن رئيس الوزراء الأسبق، الذي يعد صاحب اليد الطولى في الإطار التنسيقي.
وبعكس ما يشاع فإن نوري المالكي كان معترضا منذ البدء على اختيار السوداني رئيسا للحكومة خلفا لمصطفى الكاظمي.
وقال مصدر في الإطار التنسيقي إن المالكي آخر من صوت على السوداني بعد أن رأى أن جميع قادة الإطار قد صوتوا له.
وتفيد المصادر نفسها أن السوداني عقد سلسلة اجتماعات مع شيوخ عشائر مؤثرين في الحراك السياسي والاجتماعي وأبلغهم أن الحكومة بحاجة إلى دعمهم إذا شرعت بالتغيير الذي سيضر بمصالح قوى سياسية فاعلة.
ونقلت المصادر عن السواني قوله لعدد من رؤساء العشائر إن مشروع التغيير جرى تداوله مع قوى دولية وإقليمية، ليس من باب التدخل في الشأن الداخلي، لكن من باب إعلام العالم، بوقوف العراق على سكة جديدة، فيما وعد السوداني رؤساء العشائر، بأن التغيير الحقيقي، سيكون بالواجهات السياسية، والتوجهات، وأولوياتها، بما يضمن عدم انخراط العراق مجددا في أي صراع إقليمي أو دولي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك