موسكو – الوكالات: هدّد رئيس مجموعة فاجنر الروسية يفجيني بريجوجين أمس بسحب مقاتليه هذا الأسبوع من مدينة باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا، بسبب نقص في الذخيرة اتّهم الجيش الروسي بالوقوف خلفه.
واتهم بريجوجين بغضب في عدد من مقاطع الفيديو هيئة الأركان العامة بالتسبب بمقتل وإصابة «عشرات الآلاف» من الروس في أوكرانيا.
وفي حال انسحاب مقاتلي فاجنر من باخموت حيث يحاربون في الخطوط الأمامية سيكون الجيش الروسي في موقع حرج في وقت تستكمل فيه قوات كييف استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق تؤكّد أنّه بات وشيكاً.
ويتّهم بريجوجين منذ أشهر هيئة الأركان الروسية بعدم إمداد مجموعته بكمية كافية من الذخائر لمنعها من تحقيق انتصار في باخموت يعجز عنه الجيش النظامي.
غير أنّ بريجوجين صعد هجماته إلى مستوى غير مسبوق في مقطعي فيديو نشرهما جهازه الإعلامي أمس، كاشفاً بذلك عن توتر شديد داخل صفوف قوات موسكو. وقال في أحد المقطعين: «كنّا على وشك السيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو»، تاريخ احتفال موسكو بالنصر على ألمانيا النازية في 1945. وتابع: «عندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك أوقفوا إمدادات (الذخيرة). لذلك، اعتباراً من 10 مايو 2023، سننسحب من باخموت». وأضاف: «في 10 مايو سنسلم مواقعنا في باخموت إلى وحدات وزارة الدفاع ونسحب عناصر فاجنر إلى الخلف لمداواة جراحنا». وبرّر بريجوجين قراره برفضه: «يعاني رجالي من دون ذخيرة خسائر لا داعي ولا مبرّر لها».
وفي مقطع فيديو آخر حادّ النبرة نُشر ليل الخميس-الجمعة، هاجم بريجوجين تحديداً وزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان فاليري جيراسيموف واعتبرهما مسؤولين عن «مقتل وإصابة عشرات الآلاف» من الروس في أوكرانيا. وقال: «سيتحملان مسؤولية عشرات الآلاف من القتلى والجرحى أمام أمهاتهم وأطفالهم».
وينفي الكرملين أن يكون هناك أيّ توتّر في صفوف القوات الروسية، لكنّ تصريحات بريجوجين تثبت العكس. وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردّاً على أسئلة الصحفيين إنّه «اطّلع على هذه التصريحات في وسائل الإعلام»، رافضاً التعليق عليها.
من جهتها تجاهلت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية تصريحات رئيس «فاجنر»، متحدثةً بشكل مقتضب عن «هجمات» عناصر هذه المجموعة المسلحة في باخموت «مدعومة» بـ«الوحدات المجوقلة» للجيش النظامي.
وفي مواجهة «زيادة القصف» الأوكراني، أعلنت السلطات المعيّنة من روسيا في المناطق التي تحتلها إجلاء 70 ألف شخص من 18 بلدة في منطقة زابوريجيا الجنوبية.
ويرى محللون أنّ زابوريجيا قد تشكل مسرحاً محتملاً للهجوم الكبير الذي أعلنته كييف منذ أسابيع.
إلى جانب ذلك اندلع حريق جديد أمس في مصفاة نفط في جنوب غرب روسيا قرب الحدود الأوكرانية استهدفتها طائرة مسيّرة يوم الخميس، على ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن أجهزة الإغاثة المحلية.
دبلوماسيا، اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مجدّداً الولايات المتحدة بالوقوف خلف هجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين أكّدت موسكو أنّها أحبطته.
ونفت واشنطن أيّ ضلوع لها في هذا الهجوم المفترض، فيما تتّهم كييف موسكو بتدبير هذا الهجوم من أجل تبرير تصعيد في المعارك لشعبها.
وقال لافروف خلال زيارة للهند إنّ «هذا عمل عدائي. من الواضح أنّه ما كان ممكناً لإرهابيي كييف أن يرتكبوه من دون علم رؤسائهم». وقال الوزير الروسي إنّ «قدرة أصدقائنا الأوكرانيين والغربيين على الكذب معروفة جيّداً».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك