شنغهاي - (أ ف ب): أكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أمس الخميس أن بلاده «عادت» إلى الساحة الدولية، في اليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها للصين سيركز خلالها خصوصا على النزاع في أوكرانيا. وبدأ لولا (77 عامًا) زيارته في شنغهاي حيث حضر صباح الأربعاء حفل تنصيب رئيسة البرازيل اليسارية السابقة ديلما روسيف (2011-2016) رئيسة لبنك مجموعة بريكس للدول الناشئة التي تضم البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا.
وقال الرئيس البرازيلي: «ولى زمن غياب البرازيل عن القرارات العالمية الكبرى وعدنا إلى الساحة الدولية بعد غياب يتعذر تفسيره». ووعد لولا أحد رموز اليسار البرازيلي، بإعادة بلاده «إلى قلب الجغرافيا السياسية العالمية الجديدة» بعد العزلة التي فرضها سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. ويلتقي لولا في شنغهاي رئيس أكبر مجموعة لإنتاج السيارات الكهربائية «بي واي دي» ثم يزور مركز أبحاث لمجموعة هواوي العملاقة للصناعات التقنية.
وخلال لقاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ اليوم الجمعة في بكين، سيبحث خصوصا في النزاع في أوكرانيا. ومن النقاط المشتركة بين البلدين أنهما لم يفرضا عقوبات على روسيا. يأمل لولا أن يلعب مرة أخرى دور الوسيط الذي أسهم في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة خلال ولايته الثانية (2007-2010). وتواجه الصين ضغوطا دولية متزايدة للتأثير على موسكو ودفعها إلى طاولة المفاوضات.
وهذه رابع زيارة رسمية للصين يقوم بها لولا الذي بدأ ولايته الرئاسية الثالثة في يناير بعد ولايتين امتدتا من 2003 إلى 2010. قال الرئيس البرازيلي مساء الاثنين قبل أن يتوجه إلى الصين «سنعزز علاقتنا مع الصين». وأضاف: «سأدعو شي جينبينغ إلى البرازيل لحضور اجتماع ثنائي ليكتشف البلاد ويطلع على المشاريع التي يهمنا توظيف استثمارات صينية فيها».
وكانت مجموعة «بي واي دي» أعلنت في أكتوبر خططا لإنشاء مصنع في باهيا بشمال البرازيل.
وتقوم المجموعة الصينية أساسا بتصنيع حافلات وسيارات كهربائية في هذا البلد لأسواق أمريكا اللاتينية. وتعد البرازيل سوقًا مهمًة لهواوي التي وجدت منفذا هناك بعد منع الشركات الأمريكية من التعامل معها. وتعد الصين أيضًا سوق التصدير الرئيسية للبرازيل. وهي تشتري منها ما قيمته مليارات الدولارات من فول الصويا ولحم البقر وركاز الحديد كل عام.
كان يفترض أن يقوم لولا بزيارته من 25 إلى 31 مارس لكن الأطباء أوصوا بتأجيلها لإصابته «بالتهاب رئوي خفيف» شفي منه الآن. وسيركز بشكل أساسي على قضايا مرتبطة بالسياسة الدولية إذ إن الشق الاقتصادي نوقش في موعد الزيارة الأولى عندما سافر أكثر من 500 رئيس مجموعة برازيلية - معظمهم من قطاع الأعمال الزراعية - إلى الدولة الآسيوية. ووقع حينذاك أكثر من عشرين اتفاق تعاون يسمح أحدها بتبادل تجاري بين البلدين بعملتيهما من دون استخدام الدولار الأمريكي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك