العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

مقالات

الأبواب الملكية المفتوحة وتعزيز الوحدة الوطنية

بقلم: إجلال عيسى بوبشيت

الجمعة ١٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬امتداد‭ ‬قرون‭ ‬كان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬يمثلون‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويتبعون‭ ‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬لتتخذ‭ ‬كل‭ ‬القرارات‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬الأمة‭ ‬وتحقق‭ ‬تطلعاتها‭ ‬وطموحاتها،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عاملاً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ثقة‭ ‬وطيدة‭ ‬وعلاقة‭ ‬لا‭ ‬تنفصم‭ ‬عراها‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقيادة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تثبته‭ ‬بوضوح‭ ‬ودون‭ ‬التباس‭ ‬أي‭ ‬قراءة‭ ‬موضوعية‭ ‬لتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ذروة‭ ‬تبنيها‭ ‬لقيم‭ ‬التواصل‭ ‬والمشاركة‭ ‬مع‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬لتشكل‭ ‬مصدراً‭ ‬للإلهام‭ ‬لدولٍ‭ ‬أخرى‭ ‬مازالت‭ ‬تحاول‭ ‬استقراء‭ ‬المشهد‭ ‬تجاه‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الضروري‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المعاصرة‭ ‬الحديثة‭.‬

وتمثل‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬جلالته‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬تتويجاً‭ ‬لهذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬المودة‭ ‬والتآخي‭ ‬والتراحم‭ ‬والتآلف‭ ‬واللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبعث‭ ‬الهمة‭ ‬لمراحل‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭.‬

فالبيت‭ ‬الملكي‭ ‬الشامخ‭ ‬يبقى‭ ‬مفتوحاً،‭ ‬وديوان‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬يعتبر‭ ‬دائماً‭ ‬بيتاً‭ ‬لكل‭ ‬بحريني،‭ ‬فجلالته‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وغير‭ ‬مُتخيّلة‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬هو‭ ‬المؤسس‭ ‬لهذه‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬التواصل،‭ ‬لأنه‭ ‬جعل‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬غير‭ ‬مفارقة‭ ‬لتقاليده‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وفي‭ ‬حضرته‭ ‬مازال‭ ‬البحرينيون‭ ‬يستشعرون‭ ‬كل‭ ‬الثقة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬فيتحدثون‭ ‬لجلالته‭ ‬بمنتهى‭ ‬الصدق‭ ‬والولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والانتماء،‭ ‬ويشجعهم‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬حدود،‭ ‬ليصبح‭ ‬الحديث‭ ‬والتواصل‭ ‬مبنياً‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬والإيمان‭ ‬اللذين‭ ‬تفرضهما‭ ‬شخصية‭ ‬الملك‭ ‬الجليلة‭ ‬والقديرة،‭ ‬فتكون‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬مثمرة‭ ‬ومنتجة‭ ‬ومنهجاً‭ ‬متجذراً‭ ‬يجعل‭ ‬البحرين‭ ‬ظاهرةً‭ ‬متفردةً‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتمثيلاً‭ ‬لمدرسة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬صنعت‭ ‬التاريخ،‭ ‬وستصنع‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬ينشده‭ ‬البحرينيون‭ ‬ويستحقونه‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬مازالت‭ ‬تتمسك‭ ‬بهذه‭ ‬التقاليد‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬صيانتها،‭ ‬وتؤكد‭ ‬مدى‭ ‬جدواها‭ ‬وأهميتها،‭ ‬ويأتي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬ليثبت‭ ‬للعالم‭ ‬خصوصية‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية،‭ ‬والأركان‭ ‬المؤسسة‭ ‬لنجاحها‭ ‬وازدهارها،‭ ‬فالقيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬بكل‭ ‬حكمةٍ‭ ‬واقتدار‭ ‬من‭ ‬ممازجة‭ ‬الأصالة‭ ‬بالمعاصرة‭ ‬وضعت‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬إدارة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والرعية،‭ ‬ومضى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭- ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬بخطوات‭ ‬واثقة‭ ‬ليجعلها‭ ‬رافداً‭ ‬للتواصل‭ ‬النموذجي‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والمواطنين،‭ ‬فحضوره‭ ‬الكريم‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬وآخر،‭ ‬بهمته‭ ‬الكبيرة‭ ‬ومصداقيته‭ ‬العميقة‭ ‬ورؤيته‭ ‬الثاقبة،‭ ‬يجعل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬البناء‭ ‬فرصة‭ ‬لتقصي‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة‭ ‬واحتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ومن‭ ‬مسافة‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬أي‭ ‬قيادة‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬خارجه،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحتفظ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكثافة‭ ‬والمزامنة‭.‬

في‭ ‬المجالس‭ ‬التي‭ ‬يشرّفها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬بزياراته،‭ ‬يستطيع‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬متصل‭ ‬لكل‭ ‬التفاعلات‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬سموه‭ ‬تجاه‭ ‬ترجمة‭ ‬الرؤى‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬وبذلك‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬قدرة‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬بصورة‭ ‬مبهرة،‭ ‬فالمواطنون‭ ‬يتحدثون‭ ‬بلغتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬ترتيبات‭ ‬مسبقة،‭ ‬والأمير‭ ‬بشخصيته‭ ‬المحبوبة‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ونزعته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بمحبة‭ ‬أسرية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬يمنح‭ ‬الفرصة‭ ‬كاملة‭ ‬للحديث،‭ ‬ويستمع‭ ‬باهتمام،‭ ‬وبذهنه‭ ‬المتقد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يصوغ‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬أفكاره‭ ‬المنظمة‭ ‬بحكم‭ ‬نشأته‭ ‬وتأهيله‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬منجزاته‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬وجعلتها‭ ‬نموذجاً‭ ‬يشار‭ ‬إليه‭ ‬بالبنان‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مضطربة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬تجعل‭ ‬التحديات‭ ‬أكثر‭ ‬جسامة‭ ‬وخطورة‭ ‬من‭ ‬غيرها‭. ‬

 

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا