واشنطن – (رويترز): قال مسؤولان أمريكيان ان أجهزة الامن القومي الامريكية تسعى جاهدة للتعامل مع تداعيات تسريب عشرات الوثائق السرية بما في ذلك تأثير هذه التسريبات على تبادل المعلومات الحساسة بين مؤسسات الحكومة وعلى العلاقات مع الدول الاخرى.
وراجعت رويترز أكثر من 50 من هذه الوثائق المدرجة تحت تصنيفي «سري» و«سري للغاية» التي ظهرت لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل مارس وتكشف بالتفصيل عن نقاط ضعف الجيش الاوكراني وعن معلومات عن حلفاء للولايات المتحدة من بينهم اسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
وكان التسريب مقلقا بما يكفي داخل وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) لدرجة أنها أحالت الامر الى وزارة العدل التي فتحت تحقيقا جنائيا حول تسريب الوثائق.
وقال اثنان من مسؤولي الدفاع الامريكيين شريطة عدم الكشف عن هويتهما في التقرير بسبب حساسية الامر ان البنتاجون يراجع الاجراءات التي تحكم النطاق الذي يجري فيه تداول بعض الاسرار الامريكية الاكثر حساسية.
وذكر أحد المسؤولين أن بعض الوثائق كانت متاحة على الأرجح لآلاف الاشخاص الحاصلين على تصاريح أمنية من الولايات المتحدة وإحدى الحكومات الحليفة رغم أنها شديدة الحساسية لان المعلومات أثرت بشكل مباشر على هذين البلدين.
وقالت البنتاجون الاحد في بيان ان عملية مشتركة تجريها عدة وكالات تعمل على تقييم تأثير الوثائق المصورة على الأمن القومي الأمريكي، وكذلك على أمن الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة وهو اجراء متبع يعرف باسم «تقييم الضرر» الناجم عن تسريب معلومات سرية.
وقال المسؤول الاول ان عدد الاشخاص الذين تمكنوا من الوصول الى الوثائق يؤكد أن المعلومات الحساسة ربما يجري تداولها على نطاق واسع جدا مع أفراد قد لا يحتاجون الى الاطلاع على مستوى التفاصيل الواردة في بعض الوثائق.
وأضاف: كان يتعين على البنتاجون الحد من الوصول بدون قيود الى بعض من أكثر معلومات المخابرات حساسية حين لا يكون هناك مبرر منطقي للحصول عليها.
وقال دانييل هوفمان الضابط السري السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) انه بالنظر الى الانشطة السابقة لاجهزة المخابرات في موسكو «فمن المحتمل جدا» أن يكون عملاء روس قد نشروا وثائق تتعلق بأوكرانيا في إطار عملية تضليل تنفذها روسيا.
وذكر أن مثل هذه العمليات التي تهدف الى اثارة الشكوك ان لم تكن الفتنة بين خصوم روسيا هي ممارسة «كلاسيكية» لاجهزة التجسس الروسية التي تسرب وثائق أصلية أدخل عليها معلومات كاذبة.
وأضاف أن الهدف على ما يبدو هو احداث وقيعة بين أوكرانيا والولايات المتحدة وهي أكبر داعم عسكري لكييف.
ويقول بعض خبراء الامن القومي ومسؤولون أمريكيون انهم يشتبهون حاليا في أن الذي سرب الوثائق أمريكي نظرا لاتساع حجم الموضوعات التي تغطيها الوثائق، لكنهم لا يستبعدون وجود عناصر موالية لروسيا.
وردا على سؤال حول اتهامات باحتمال ضلوع موسكو في تسريب الوثائق الأمريكية قال الكرملين أمس ان هناك اتجاها عاما لتحميل روسيا مسؤولية كل شيء.
ووصف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين التسريبات بأنها «مثيرة جدا للاهتمام». وفي رد على سؤال عن احتمال تجسس واشنطن على الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قال بيسكوف ان هذا غير مستبعد.
وأضاف: «تكررت كثيرا حقيقة أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على عدد من رؤساء الدول، خاصة في العواصم الاوروبية منذ فترة طويلة، وتسبب هذا في مواقف فاضحة عديدة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك