خبراء: النظام الإيراني لا يثق في عبداللهيان ووزارة الخارجية
أصول شمخاني العربية ونفوذه الكبير عززا إسناد المهمة إليه
لماذا أسندت إيران مهمة الاتفاق مع السعودية بوساطة صينية إلى علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وليس إلى وزارة الخارجية، رغم أنه ملف يندرج تحت اختصاص الأخيرة؟ يحاول تحليل نشره موقع «مودرن دبلوماسي»، وكتبته أستاذة العلوم السياسية المصرية والباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط (CMES) نادية حلمي، الإجابة عن هذا السؤال، إذ تجادل أن دور وزارة الخارجية الإيرانية ووزيرها حسين أمير عبداللهيان كان بروتوكوليا فقط، من دون أي صلاحيات خلال المفاوضات، على العكس من السعودية التي شاركت خارجيتها في التفاوض بفاعلية.
ترى الكاتبة ابتداء أن اختيار شمخاني يعكس انعدام الثقة بوزارة الخارجية الإيرانية، واقتناع القيادة في طهران بأن فريق الخارجية ليس لديه الفعالية اللازمة للحصول على الثقة للقيام بهذه المهمة مع السعودية في ظرف إقليمي ودولي حساس، وهو ما يذهب إليه أيضا تحليل نشرته صحيفة «أرمان ملي» الإيرانية الموالية للحركة الإصلاحية. وأوضحت أن اختيار شمخاني وهيئة الأمن القومي لتولي المفاوضات يعكس رغبة القيادة والمؤسسات الإيرانية في إزالة الآثار السلبية التي كانت وزارة الخارجية الإيرانية أحد أركانها بموقعها في العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إيران ودول الخليج وأوروبا خلال الفترة الماضية.
أيضا كانت إيران تعوّل على دور علي شمخاني مقارنة بوزير الخارجية بوصف الأول أحد أبرز القادة السياسيين الإيرانيين، وله تاريخ حافل بالعديد من المناصب المهمة، أهمها منصب أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي المعني بتقرير سياسات الدفاع والأمن القومي، ومكانته بين كل من المحافظين والإصلاحيين وقربه الكبير من المرشد الإيراني علي خامنئي. نقطة أخرى مهمة تسوقها الكاتبة هي أن علي شمخاني ينحدر من منطقة الأحواز، ومن ثم فإن أصوله عربية وليست فارسية، وهو أول شخص من أصل عربي يتولى إدارة العديد من ملفات السياسة الخارجية الإيرانية. وترى أن انتماء شمخاني العربي كان أحد مؤهلاته التي جعلت النظام الإيراني حريصا على وضعه في المقدمة دائما؛ كونه من أبناء الشعب العربي الأحوازي، ما يضعف أي اتهامات أمريكية أو غربية أو خليجية بشأن تمييز إيران ضد الأحواز.
وعلي شمخاني شغل منصب وزير الدفاع في الحكومة الإيرانية من 19 أغسطس 1997 حتى 27 أغسطس 2005. وكان علي شمخاني أيضا قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقا، وكان له دور بارز في القضاء على الحركات المعارضة للثورة الإسلامية سنة 1979.
ويعتبر علي شمخاني من الشخصيات الإصلاحية بحسب المصادر الغربية، ونشطا على الصعيد السياسي والديني في الشارع الإيراني. ولد علي شمخاني عام 1955 بمدينة الأحواز في محافظة خوزستان لأسرة عربية. ودرس الزراعة ثم نال شهادة ماجستير في الشؤون العسكرية وأخرى في الإدارة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك