القدس المحتلة – الوكالات: قتلت مستوطنتان إسرائيليتان بالرصاص وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة أمس في هجوم على آليتهن في الضفة الغربية المحتلة، بعدما شنت إسرائيل غارات قبيل فجر الجمعة على جنوب لبنان وغزة في أحدث فصول تصعيد مفاجئ للعنف في المنطقة.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن «المقاومة تضرب من جديد في الضفة الغربية، رداً على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى والعدوان على المعتكفين».
وأعلن متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن القتيلتين والمصابة «من مستوطنة إفرات» جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
كما لقي رجل ثلاثيني حتفه وأصيب خمسة آخرون مساء أمس الجمعة في هجوم بوسط تل أبيب، بحسب حصيلة محدثة أعلنتها خدمة الإسعاف الإسرائيلية. وعلى الأثر قررت الحكومة تعبئة واستدعاء مزيد من قوات الاحتياط لدى الشرطة والجيش. وقالت الشرطة في تصريح لوكالة فرانس برس إن ما وقع «هجوم دهس بسيارة ضد مدنيين» ووصفته بأنه «اعتداء إرهابي». وأعلنت خدمة الإسعاف في بيان وفاة رجل ثلاثيني وإصابة خمسة أشخاص نقلوا إلى مستشفيات في منطقة تل أبيب بعد الهجوم في شارع كوفمان الرئيسي الممتد على طول الشاطئ.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «تم إطلاق النار على سيارة عند مفرق الحمرا» في شمال غور الأردن وهي منطقة فيها تجمع استيطاني وتحتلها إسرائيل منذ 1967. وأضاف أن الجنود قاموا «بإغلاق المنطقة وبدأوا بملاحقة المنفذين».
وقع هذا الهجوم بعد ضربات إسرائيلية على غزة ولبنان في تصعيد مفاجئ للعنف منذ الأربعاء بعد هدوء نسبي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي منذ بداية شهر رمضان في 23 مارس. وهو يشكل تصعيدا غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية.
وجاء التصعيد غداة اعتداءات عنيفة للاحتلال بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى بالقدس الشرقيّة المحتلّة وتوعّدت في أعقابها فصائل فلسطينيّة بشنّ هجمات انتقاميّة.
بدأت الغارات على قطاع غزة قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة واستمرت ساعات.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه قصف ثلاث «منشآت» تابعة لحركة حماس في منطقة الرشيدية حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور في جنوب لبنان. وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها اسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ أبريل 2022.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن «أضرار جزئية» لحقت بمستشفى الدرة للأطفال في شرق مدينة غزة إثر الغارات الإسرائيلية منددة بقصف غير مقبول.
أكد مصدران في حماس والجهاد الإسلامي لفرانس برس أن الحركتين «أبلغتا مصر والوسطاء بأن الفصائل الفلسطينية ستواصل رد العدوان بإطلاق الصواريخ إذا واصل الاحتلال العدوان والغارات الجوية أو اعتداءاته على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى».
وتابع المصدران «اتفقت الغرفة المشتركة للفصائل أنه إذا توقف العدوان سوف توقف فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ وأن المقاومة ملتزمة بقدر التزام الاحتلال».
من جهة أخرى، بدأ القصف على جنوب لبنان حوالي الساعة 01:00 ت ج. وسمع دوي ثلاث انفجارات على الأقلّ فجر الجمعة في منطقة صور.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها كانت «نيران فلسطينية وقد يكون من أطلَقَها حماس وقد يكون الجهاد الإسلامي» مستبعدا حزب الله اللبناني.
وأعلن الجيش اللبناني صباح أمس في بيان أنه عثر «في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها».
أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان فجر أمس أن الطرفين «لا يريدان الحرب»، داعية إلى التهدئة.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية أن لبنان يريد الحفاظ على «الهدوء والاستقرار» في الجنوب داعية الأسرة الدولية إلى «الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد».
ودعت روسيا إسرائيل والفلسطينيين إلى وقف «تصعيد» العنف والتوصّل إلى تسوية.
وأكّدت فرنسا أمس «تمسّكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته»، داعية إلى احتواء التصعيد.
من جهته أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني «بشدة اعتداءات الآن الصهيوني على مناطق في جنوب لبنان وقطاع غزة».
والجمعة قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم «لن تنفع عنتريات القادة الصهاينة في التهديد والتهويل فتوازن الردع قائم وحاضر».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك