غزة – الوكالات: شنّت مقاتلات إسرائيليّة سلسلة غارات على أهداف في قطاع غزّة منتصف الليلة الماضية، بحسب مصادر فلسطينيّة وإسرائيليّة.
وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ «طائرات الاحتلال شنّت سلسلة غارات على مواقع تدريب عدّة تابعة لكتائب عزّ الدين القسّام في مناطق متفرّقة في قطاع غزّة». وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دويّ انفجارات ضخمة في غزّة بينما دوّى صوت المقاتلات الإسرائيليّة خلال تحليقها في سماء القطاع.
وأكّد الجيش الإسرائيلي في بيان بدء تنفيذ سلاحه الجوّي غارات على القطاع.
أعلنت إسرائيل أنّ ما لا يقلّ عن 34 صاروخاً أُطلقت أمس من لبنان باتّجاه شمالها، وذلك غداة اعتداءات عنيفة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المصلين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية.
وإثر اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي دعت اليه الاربعاء الامارات واليابان بعد التدخل العنيف للشرطة الاسرائيلية في الحرم القدسي بالقدس الشرقية المحتلة، ابدى العديد من اعضاء المجلس خشيتهم من التصعيد.
وقالت سفيرة الإمارات لانا زكي نسيبة إن «الأعضاء موحّدون بوضوح على ضرورة نزع فتيل التصعيد وإرساء الهدوء في المنطقة».
وأضافت: «إنه شهر مقدس بالنسبة الى الديانات الثلاث. التصعيد ليس في مصلحة أحد».
لكن اعضاء المجلس الـ15 لم يتبنّوا أيّ نص او موقف مشترك.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا «توافقنا على مواصلة النقاش، ربما للعودة بشيء أكثر دلالة لاحقا»، موضحا انه يتكلم باسمه وليس بصفته رئيسا لمجلس الامن في نيسان/ابريل كون المجلس «لم يفوّضه التحدث باسمه». واضاف ان «التصعيد الذي نشهده خطير».
وتابع أنّ «تصعيدا جديدا لن يساعد في معالجة الوضع في القدس، وهو من وجهة نظرنا تمهيد لما حصل لاحقا. المسائل مترابطة».
من جهته، صرح مساعد السفير الامريكي لدى المنظمة الدولية روبرت وود «كلّ ما يمكنني قوله إن هناك جهودا قائمة لمحاولة تقليص التوتر ووقف اعمال العنف. انه هدف الجميع».
ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين جميع الاطراف الى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس، مشددا على ضرورة «تجنب أي فعل احادي الجانب قد يؤدي الى تصعيد جديد للوضع».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه تمّ رصد إطلاق 34 صاروخاً من الأراضي اللبنانية باتّجاه اسرائيل، وأضاف انه تمّ اعتراض 25 منها من قبل الدفاعات الجوية، فيما سقطت 5 قذائف شمال اسرائيل.
وأضاف أنّ الأمكنة التي سقطت فيها الصواريخ المتبقّية لا تزال «قيد الفحص»، مشيراً إلى أنّ «هذه الحصيلة غير نهائية».
وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال متحدّث عسكري إسرائيلي إنّ الجيش «لم يردّ حتّى الآن» على مصادر النيران.
لكنّ وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية قالت إنّ «مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور» في جنوب لبنان.
ويأتي القصف الصاروخي غداة اعتداءات عنيفة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المصلين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية. وشهدت الأيام الأخيرة تصاعداً للإعتداءات الإسرائيلية، ولا سيّما اقتحام شرطة الإحتلال الحرم القدسي وضربها مصلّين كانوا بداخله واعتقالها نحو 350 منهم بعدما وصفتهم بأنّهم «مثيرو شغب».
وإثر القصف الصاروخي على شمال أسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ الأخير «يتلقّى تقارير محدّثة حول الوضع الأمني وسيقوم بإجراء تقييم مع رؤساء المؤسّسة الأمنية».
من جهته، قال المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنّه اطّلع على تفاصيل الأحداث الأمنية الأخيرة على الحدود الشمالية.
وأضاف المتحدّث أنّ غالانت «أعطى توجيهات أولية لرئيس هيئة أركان الجيش ولباقي أذرع المؤسسة الأمنية».
من ناحيتها، حذّرت قوة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان «يونيفيل» من أنّ «الوضع الحالي خطير للغاية»، داعية إلى «ضبط النفس». وقالت اليونيفيل في بيان إنّ رئيسها أرولدو لازارو «على اتّصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق» الذي يقوم مقام خط الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ولاقت الإعتداءات الاسرائيلية في الحرم القدسي إدانات عربية ودولية واسعة، وخصوصاً أنها حدثت في خضمّ شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى حيث يؤدّون الصلاة ليلاً.
وتزامن القصف من جنوب لبنان على شمال إسرائيل مع زيارة يقوم بها رئيس حركة حماس اسماعيل هنيّة إلى لبنان. وفي أعقاب القصف ألغى هنية زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها عصر أمس إلى صيدا في جنوب لبنان، بحسب ما أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس. ووصل هنية إلى بيروت الأربعاء في زيارة تستمرّ أياماً.
وردّاً على اقتحام شرطة الإحتلال المسجد الأقصى، أطلقت ليل الثلاثاء-الأربعاء صواريخ عدّة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل التي ردّت عليها بشنّ غارات جوية على القطاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك