القدس المحتلة – رويترز: سمحت إسرائيل أمس الأحد بتشكيل حرس وطني تحت قيادة وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف ايتمار بن جفير الذي قال إن الحرس سيركز على الاضطرابات في مناطق العرب بينما اتهمه خصومه السياسيون بتشكيل «مليشيا» طائفية.
كانت الحكومة السابقة قد بدأت إجراءات لتشكيل قوة شرطة مساعدة لمواجهة العنف السياسي الداخلي في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في المناطق التي يعيش فيها اليهود والعرب معا خلال حرب غزة في مايو 2021، لكن تلك الحكومة رحلت قبل الانتهاء من تشكيل هذه القوة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان إن الصلاحيات المحددة للحرس الوطني الجديد ستناقشها لجنة مؤلفة من جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتي ستقدم توصيات في غضون 90 يوما. ولم يتضح حتى الآن من سيكون له سلطة مباشرة على الحرس الوطني. وعبر مفوض الشرطة يعقوب شبتاي عن مخاوفه إزاء القوة الجديدة في رسالة إلى بن جفير، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وبن جفير مستوطن يهودي من الضفة الغربية المحتلة سبق أن أدين بدعم الإرهاب والتحريض على العرب الذين يشكلون 21 بالمائة من سكان إسرائيل. وسطع نجمه في السياسة لأسباب منها اضطرابات عام 2021. وبعد أن خفف بن جفير بعض مواقفه المتشددة صار مسؤولا عن حقيبة موسعة للقانون والنظام في الائتلاف الحاكم الديني القومي الذي يتزعمه نتنياهو.
وصف بن جفير الحرس الوطني المزمع تشكيله خلال مقابلات مع وسائل اعلام بأنه تحديث لمبادرة الحكومة السابقة. وفي معرض مناقشته لعمليات الانتشار التي من المقرر أن ينفذها ذكر فقط المجتمعات العربية المتضررة من أعمال شغب أو جرائم في إسرائيل، وكذلك على امتداد الحدود مع الضفة الغربية الفلسطينية.
وقال لراديو الجيش الإسرائيلي «ستتعامل مع هذا حصرا. الشرطة لا تتعامل مع هذا حصرا. إنها مشغولة بألف شيء وشيء». وندد ساسة عرب بالحرس الوطني ووصفوه بأنه «مليشيا» لبن جفير.
واتهمت شخصيات معارضة أخرى بن جفير برغبته في تشكيل قوة جديدة لقمع المظاهرات المناهضة لخطة الحكومة بشأن التعديلات القضائية.
وتساءل النائب العربي أيمن عودة على تويتر قائلا «لماذا دولة إسرائيل بحاجة إلى حرس وطني أيضا (رغم أن) لديها جيشا وشرطة ومخابرات عسكرية وشين بيت والموساد ومجلس الأمن القومي ومصلحة السجون وشرطة مكافحة الشغب وقوات خاصة بحاجة إلى حرس وطني آخر..». وقال بن جفير إن التمويل الحكومي سيمكن من ضم 1850 فردا للقوة الجديدة مبدئيا، مضيفا أن هؤلاء يمكن أن يكونوا ضباط شرطة ومتطوعين معارين ومنهم عرب.
وأضاف: إن نشر قوات الحرس الوطني سيستغرق شهورا، وأنه يحاول دعم مراكز الشرطة بالتوازي. وتساءل شبتاي في رسالته إلى بن جفير عن الحاجة إلى الحرس الوطني، وحذر من أن أي فصل له عن الهيكل التنظيمي الهرمي للشرطة قائلا: «يمكن أن يكون مكلفا جدا بل ويضر بأمن المواطنين»، بحسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك