بغداد - د. حميد عبدالله:
حط أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني والوفد المرافق له في بغداد متطلعا إلى توقيع اتفاقية أمنية شاملة بين العراق وإيران. لكن المسؤول الإيراني سمع كلاما مشفرا من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مفاده بأن العراق لن يسمح بأن تكون أراضيه ساحة للفصائل المسلحة. وفسر مراقبون في بغداد كلمة الفصائل المسلحة بأنها إشارة إلى الفصائل الشيعية المدعومة من إيران والتي تستحوذ على السلطة والنفوذ والمال في العراق. وقال مكتب السوداني في ختام اللقاء الذي ضم شمخاني والسوداني إن رئيس الوزراء العراقي أبلغ شمخاني رفضه القاطع لأن تكون أرض العراق مسرحا لوجود الجماعات المسلحة، أو أن تكون منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية.
ويقول مصدر في مكتب السوداني إن الأخير أشار بنحو واضح إلى الفصائل الشيعية التي تستهدف من قبل الطائرات المسيرة الأمريكية والإسرائيلية ما ينعكس بالضعف على الأمن الوطني العراقي.
وبحسب المصدر فإن شمخاني تجاهل هذه المفردة في الاجتماع وراح يكرر قوله: «إن أمن العراق وإيران قضية واحدة لا تنفصل».
وتسعى إيران إلى توقيع اتفاقية أمنية شاملة مع العراق غير أن حكومة السوداني ترى أن بقاء الفصائل الشيعية المتنفذة والتي يحجم دورها أية حكومة عراقية منتخبة سوف يجهض أية اتفاقية، وعلى إيران أن تكون صريحة في موقفها من المليشيات وما إذا كانت مستعدة فعلا للتخلي عنها أم أنها ستستمر بدعمها مهما كان الأمر. وتزعم طهران في لقاءاتها مع المسؤولين العراقيين ألا سلطة لها على المليشيات العراقية، وأن تلك المليشيات تعمل في معزل عن توجهات إيران ومواقفها لكن الحكومات العراقية المتعاقبة كانت تلمس الدور الإيراني في دعم تلك المليشيات وتغولها على حساب القرار السيادي العراقي. وتريد إيران أن تستثمر تطبيع علاقاتها مع المملكة العربية لتوسع من دائرة علاقاتها الاقتصادية والأمنية في الإقليم تحت غطاء العمل على استقرار المنطقة أمنيا واقتصاديا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك