أديس أبابا – (أ ف ب): حضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الأربعاء إثيوبيا على «تعميق السلام» في شمال البلاد الذي شهد حربا دامية استمرت عامين، وأعلن مساعدات بقيمة 331 مليون دولار خلال زيارة تهدف إلى إصلاح العلاقات التي تضررت بفعل النزاع. ويجري الوزير الأمريكي أول زيارة له لحليفة واشنطن التاريخية منذ حرب تيغراي التي أودت بحياة 500 ألف شخص تقريبا، بحسب التقديرات الأمريكية، ودفعت واشنطن إلى التخلي عن الأفضليات التجارية التي كانت ممنوحة لثاني أكبر بلد إفريقي بناء على عدد السكان.
وفي وقت تسعى الصين وروسيا بشكل متزايد لتعزيز نفوذهما في إثيوبيا وحول القارة، استهل بلينكن زيارته بالتعبير عن أمله تحسن العلاقات بينما ارتشف القهوة التي تشتهر بها إثيوبيا في مقر وزارة الخارجية. وقال: «إنها لحظة مهمة للغاية، لحظة أمل نظرا إلى السلام الذي استتب في الشمال». وأضاف: «يجب القيام بالكثير. الأهم على الأرجح هو تعميق السلام الذي يترسخ في الشمال».
وأكد بلينكن الذي تحدّث عن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال الحرب أن هدفه «تعزيز العلاقة» مع إثيوبيا، مقر الاتحاد الإفريقي، في ظل مساعي الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعميق العلاقات مع إفريقيا. واجتمع لاحقا مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الذي كتب على تويتر أنهما «اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا مع التزام بالشراكة» خلال المحادثات التي جرت بعيدا عن أضواء الإعلام.
وأعلن بلينكن في وقت لاحق بوم أمس مساعدة إنسانية جديدة بأكثر من 331 مليون دولار لإثيوبيا التي تواجه جفافا غير مسبوق في مناطقها الجنوبية والجنوبية الشرقية. وقال أثناء تفقده مركزا لوجستيا للإعانات الغذائية تابعا للأمم المتحدة في أديس أبابا: «سيوفر هذا التمويل الدعم المنقذ للحياة لأولئك النازحين والمتضررين من الصراع والجفاف وانعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا».
وأضاف للصحفيين أن هذه المساعدة الجديدة التي ترفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لإثيوبيا إلى أكثر من 780 مليون دولار في السنة المالية الأمريكية 2023 مخصصة «للجميع، وليس لمجموعة أو منطقة واحدة». وتابع: «نريد أن نتأكد من أن كل من يحتاج إلى تلك المساعدة سيحصل عليها». وشاهد أكياس البازلاء والزيت النباتي المعبأ الذي تبرعت به الولايات المتحدة والقمح الذي قدمته أوكرانيا الدولة التي تتعرض لغزو روسي بينما تضغط واشنطن على موسكو لتمديد صفقة لتصدير الحبوب.
ونال أبيي جائزة نوبل للسلام واعتبر في مرحلة ماضية قائد جيل جديد من الزعماء الأفارقة التقدميين قبل أن تسدد الحرب ضربة لسمعته في واشنطن. واندلعت أعمال العنف عندما اتهمت الحكومة حركة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت في الماضي على الحياة السياسية في إثيوبيا بمهاجمة منشآت عسكرية، ما دفع حكومة أبيي إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تمّت بدعم من إريتريا المجاورة.
واقتربت حركة تحرير شعب تيغراي في مرحلة ما من الوصول إلى العاصمة لكن سرعان ما تصدت لها القوات الموالية لأبيي لتوافق على نزع سلاحها بموجب اتفاق تم التوصل إليه في 2 نوفمبر تفاوض عليه الاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا وبمشاركة الولايات المتحدة. وتأمل إثيوبيا بشكل أساسي استئناف العمل بقانون النمو والفرص الإفريقية الذي أتاح لمعظم منتجاتها إمكانية الوصول بدون رسوم جمركية إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم، لكن الولايات المتحدة لم تقدّم أي التزامات في هذا الصدد. وتعهّد أبيي بإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي، لكن يعد تقييم الوضع ميدانيا أمرا مستحيلا نظرا إلى القيود المفروضة على وصول الإعلاميين إلى الإقليم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك