العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

بلينكن يحض إثيوبيا على ترسيخ السلام في أول زيارة منذ حرب تيغراي

الخميس ١٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

أديس‭ ‬أبابا‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬حضّ‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬إثيوبيا‭ ‬على‭ ‬‮«‬تعميق‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬حربا‭ ‬دامية‭ ‬استمرت‭ ‬عامين،‭ ‬وأعلن‭ ‬مساعدات‭ ‬بقيمة‭ ‬331‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬بفعل‭ ‬النزاع‭. ‬ويجري‭ ‬الوزير‭ ‬الأمريكي‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬له‭ ‬لحليفة‭ ‬واشنطن‭ ‬التاريخية‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬تيغراي‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬تقريبا،‭ ‬بحسب‭ ‬التقديرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ودفعت‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الأفضليات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ممنوحة‭ ‬لثاني‭ ‬أكبر‭ ‬بلد‭ ‬إفريقي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭. ‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬تسعى‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬لتعزيز‭ ‬نفوذهما‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‭ ‬وحول‭ ‬القارة،‭ ‬استهل‭ ‬بلينكن‭ ‬زيارته‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬تحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬بينما‭ ‬ارتشف‭ ‬القهوة‭ ‬التي‭ ‬تشتهر‭ ‬بها‭ ‬إثيوبيا‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬إنها‭ ‬لحظة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية،‭ ‬لحظة‭ ‬أمل‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬استتب‭ ‬في‭ ‬الشمال‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬القيام‭ ‬بالكثير‭. ‬الأهم‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬هو‭ ‬تعميق‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬يترسخ‭ ‬في‭ ‬الشمال‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬بلينكن‭ ‬الذي‭ ‬تحدّث‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ارتُكبت‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬العلاقة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬مقر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مساعي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬لتعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إفريقيا‭. ‬واجتمع‭ ‬لاحقا‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإثيوبي‭ ‬أبيي‭ ‬أحمد‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬أنهما‭ ‬‮«‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬بلدينا‭ ‬مع‭ ‬التزام‭ ‬بالشراكة‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬المحادثات‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أضواء‭ ‬الإعلام‭.‬

وأعلن‭ ‬بلينكن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بوم‭ ‬أمس‭ ‬مساعدة‭ ‬إنسانية‭ ‬جديدة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬331‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لإثيوبيا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬جفافا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬مناطقها‭ ‬الجنوبية‭ ‬والجنوبية‭ ‬الشرقية‭. ‬وقال‭ ‬أثناء‭ ‬تفقده‭ ‬مركزا‭ ‬لوجستيا‭ ‬للإعانات‭ ‬الغذائية‭ ‬تابعا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭: ‬‮«‬سيوفر‭ ‬هذا‭ ‬التمويل‭ ‬الدعم‭ ‬المنقذ‭ ‬للحياة‭ ‬لأولئك‭ ‬النازحين‭ ‬والمتضررين‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬والجفاف‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬للصحفيين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المساعدة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬إجمالي‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإثيوبيا‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬780‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬المالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬2023‭ ‬مخصصة‭ ‬‮«‬للجميع،‭ ‬وليس‭ ‬لمجموعة‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‮»‬‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭ ‬سيحصل‭ ‬عليها‮»‬‭. ‬وشاهد‭ ‬أكياس‭ ‬البازلاء‭ ‬والزيت‭ ‬النباتي‭ ‬المعبأ‭ ‬الذي‭ ‬تبرعت‭ ‬به‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والقمح‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لغزو‭ ‬روسي‭ ‬بينما‭ ‬تضغط‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬موسكو‭ ‬لتمديد‭ ‬صفقة‭ ‬لتصدير‭ ‬الحبوب‭. ‬

ونال‭ ‬أبيي‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬واعتبر‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ماضية‭ ‬قائد‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الزعماء‭ ‬الأفارقة‭ ‬التقدميين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬الحرب‭ ‬ضربة‭ ‬لسمعته‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭. ‬واندلعت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬عندما‭ ‬اتهمت‭ ‬الحكومة‭ ‬حركة‭ ‬تحرير‭ ‬شعب‭ ‬تيغراي‭ ‬التي‭ ‬هيمنت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‭ ‬بمهاجمة‭ ‬منشآت‭ ‬عسكرية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬حكومة‭ ‬أبيي‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬تمّت‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬إريتريا‭ ‬المجاورة‭.‬

واقتربت‭ ‬حركة‭ ‬تحرير‭ ‬شعب‭ ‬تيغراي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تصدت‭ ‬لها‭ ‬القوات‭ ‬الموالية‭ ‬لأبيي‭ ‬لتوافق‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬سلاحها‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬نوفمبر‭ ‬تفاوض‭ ‬عليه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وبمشاركة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وتأمل‭ ‬إثيوبيا‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬استئناف‭ ‬العمل‭ ‬بقانون‭ ‬النمو‭ ‬والفرص‭ ‬الإفريقية‭ ‬الذي‭ ‬أتاح‭ ‬لمعظم‭ ‬منتجاتها‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬بدون‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬تقدّم‭ ‬أي‭ ‬التزامات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬وتعهّد‭ ‬أبيي‭ ‬بإعادة‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬إلى‭ ‬تيغراي،‭ ‬لكن‭ ‬يعد‭ ‬تقييم‭ ‬الوضع‭ ‬ميدانيا‭ ‬أمرا‭ ‬مستحيلا‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬الإعلاميين‭ ‬إلى‭ ‬الإقليم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا