بيروت – الوكالات: حدّد القضاء اللبناني موعداً جديداً لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام محققين أوروبيين، بعد تغيّبه عن جلسة كانت مقررة أمس، في إطار تحقيقات تتمحور حول ثروته وشبهات غسل أموال، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.
وكان من المفترض أن يمثل سلامة قبل ظهر أمس أمام محققين أوروبيين في قصر العدل في بيروت، لكنه اكتفى بإيفاد موكله القانوني من دون أن يحضر، وفق مراسل لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر إنّ «قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا استدعى حاكم مصرف لبنان إلى جلسة تحقيق تعقد عند العاشرة والنصف من صباح الخميس (8:30 ت ج) للاستماع إلى إفادته تنفيذاً للاستنابة القضائية الأوروبية».
وأوضح أن سلامة «تغيّب عن جلسة اليوم (الأربعاء) لأنه كان ينتظر جواباً على مذكرة تقدم بها، واعتبر فيها أن حضور قضاة دوليين الى لبنان والتحقيق معه بملفات مالية يتعارض مع السيادة الوطنية».
لكن القضاء اللبناني رفض أمس مضمون المذكرة، انطلاقاً من أن «تنفيذ استنابات دولية لا يتعارض مع القانون اللبناني ولا ينتقص من السيادة اللبنانية»، وأرجأ موعد استجوابه، بحسب المصدر ذاته.
وينظر محققون من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج في قضايا غسل أموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة. وقد استمعوا في يناير في بيروت إلى شهود، بينهم مديرو مصارف وموظفون حاليون وسابقون في مصرف لبنان.
وأطلعت القاضية الفرنسية أود بوريزي، ممثلة المحققين الأوروبيين، أبو سمرا الثلاثاء على قائمة تضم مائة سؤال موجهة إلى سلامة، وفق ما أفاد مصدر قضائي آخر وكالة فرانس برس في وقت سابق.
ورجّح المصدر أن تستغرق جلسات الاستماع الى سلامة «بصفة شاهد» ثلاثة أيام «من دون أن يُتخذ في حقه أي إجراء أو أن يتم توقيفه».
وتركز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوشييتس»، المسجلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان. ويُعتقد أن الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب، جرى تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج.
وقبل عام، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية «يوروجاست» أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج جمدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه، بينهم شقيقه، بتهم غسل أموال و«اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021».
وفي إطار تحقيق محلي بدأ قبل عامين بشأن ثروة سلامة ومصدرها، ويسير بشكل منفصل عن التحقيقات الأوروبية، تقدّمت الدولة اللبنانية أمس ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، بادعاء شخصي ضد سلامة وشقيقه ومساعدته وكل مَن يظهره التحقيق، «بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي»، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.
وطلبت القاضية بموجب الادعاء اتخاذ إجراءات عدة في حق المدعى عليهم، بينها «توقيفهم وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية»، إضافة الى «تجميد حسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لدى المصارف اللبنانية والأجنبية» ومنعهم من التصرّف بعقاراتهم.
ولطالما نفى سلامة الذي يشغل منصبه منذ العام 1993 وكان ينظر اليه بمثابة عراب الاستقرار النقدي طيلة سنوات، الاتهامات الموجهة إليه، معتبراً أن ملاحقته تأتي في سياق عملية سياسية «لتشويه» صورته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك