تحول المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة إلى كارثة إنسانية، حيث أسفر عن استشهاد 20 مواطنا وانهيار 49 مبنى سكنيا وباتت آلاف العائلات في العراء بعد غرق أكثر من 127 ألف خيمة.
واستشهدت أمس شابة إثر سقوط جدار منزل متضرر على خيمتها قرب ميناء مدينة غزة، فيما سقطت نخلة على خيمة لعائلة في مخيم الست أميرة بدير البلح جراء العواصف الشديدة.
وسجل طاقم الدفاع المدني استشهاد طفلين اثنين نتيجة البرد الشديد داخل خيام النازحين، فيما لا يزال 3 مواطنين في عداد المفقودين تحت أنقاض مبان انهارت بفعل المنخفض الجوي.
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في الشهر الجاري، لقي 17 فلسطينيا بينهم أربعة أطفال حتفهم، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع.
وغمرت المياه خياما تؤوي نازحين في مناطق منخفضة، فيما اقتلعت الرياح خياما أخرى، ما اضطر عائلات، بينها أطفال، الى الخروج إلى العراء وسط طقس بارد.
وأكد المتحدث باسم بلدية غزة أن آلاف العائلات أصبحت دون مأوى بعد غرق خيامها جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت القطاع، مطالبا بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات العاجلة.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في بيان رسمي أن السلطات الإسرائيلية لم تدخل سوى 19764 شاحنة مساعدات من أصل 48000 مفترضة خلال 80 يوما، بنسبة التزام لا تتجاوز 42%، فيما بلغت شحنات الوقود 425 شاحنة فقط من أصل 4000 مطلوبة، بنسبة التزام 10% فقط.
وحذر المكتب من أن استمرار المنخفضات الجوية في ظل هشاشة البنية التحتية المدمرة وتدمير شبكات الصرف الصحي سيؤدي إلى كوارث بيئية وصحية وتشكل سيول قد تحصد المزيد من الأرواح.
وحذر الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل من أن الأيام المقبلة، وفي ظل استمرار المنخفضات، ستكون صعبة على المواطنين في غزة، وسيكون لها انعكاسات على كل الأصعدة وليس فقط على خيام النازحين. وطالب بضرورة تحرك المنظمات الدولية من أجل إدخال مواد البناء ومستلزمات الإيواء لإنهاء الكارثة بغزة، وتوفير مقدرات المنظومة الخدماتية، «بدلا من الحديث عن خيام لا فائدة منها».
وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية استمرار تأثير المنخفض بأمطار غزيرة ورياح تصل سرعتها إلى 50 كيلومترا في الساعة، محذرة من مخاطر الفيضانات وتشكل السيول.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة الأونروا إن «طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة استمرت لأكثر من عامين»، مشيرا إلى أن سكان غزة «يعيشون في خيام واهية غارقة بالمياه والمساعدات لا تصل بالكمية المطلوبة».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك