بين حب اللعب وروح التدريب، نسج الكابتن حسين الخباز مدرب الفئات العمرية للكرة الطائرة في نادي الشباب مسيرة عنوانها الإخلاص والعمل المتواصل، وظل حضوره ثابتا ومؤثرا، مسهما في صناعة جيل جديد من المواهب التي تواصل حمل راية النادي بكل فخر. في هذا الحوار المتجدد مع الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» يفتح الكابتن حسين الخباز قلبه ليتحدث عن بداياته، رؤيته الفنية، علاقته بالمنظومة الشبابية، وطموحاته المستقبلية في عالم التدريب.
البدايات والدوافع
{ كيف بدأت رحلتك التدريبية مع نادي الشباب؟ وهل كنت تتوقع أن تصل إلى هذه المرحلة من المسؤولية؟
-كانت بدايتي في التدريب منذ أواخر سنوات لعبي، إذ بدأت أعمل مع الفئات العمرية في النادي، أساعد المدربين وأشارك في الإشراف على اللاعبين الصغار، وكانت تلك التجربة هي الانطلاقة الحقيقية لي في مجال التدريب.
{ ما الذي دفعك لاختيار مجال التدريب بدلا من الاستمرار كلاعب؟
- ربما يعود السبب إلى شغفي الكبير بتطوير اللاعبين، وحبي أن أكون قريبا منهم، لكن في الوقت نفسه، واقع التدريب في البحرين يفرض على المدرب أن يتحمل مسؤوليات متعددة، تتجاوز الجانب الفني أحيانا.
{ من هم أبرز من أثروا في مسيرتك التدريبية ومن ساعدك في بداياتك؟
- أكثر شخص أثر في كلاعب قبل أن أصبح مدربا هو الكابتن عامر خليل (عراقي)، فقد كان تأثيره كبيرا في جيلي بأكمله، بل وعلى لعبة الكرة الطائرة في نادي الشباب، ولا أنسى كذلك فضل المدربين الذين أشرفوا على تدريبي في النادي، مثل الكابتن محمد حسن بوريس، الكابتن علي جعفر، الكابتن مصطفى ضيف (مصري)، والكابتن القدير حسن بورشيد، فجميعهم كان لهم دور مهم في تكويني، وأتوجه لهم بالشكر والتقدير من هذا المنبر.
بين الكبار والفئات العمرية
{خضت تجارب تدريبية متنوعة بين الفريق الأول والفئات العمرية.. ما الفرق الأكبر بين قيادة الكبار وتكوين الناشئين؟
- قيادة الفريق الأول تختلف كثيرا عن تدريب الفئات العمرية، سواء من حيث الأهداف أو المتطلبات أو حتى القدرات الفنية والذهنية للاعبين، التعامل مع الناشئين يكون بهدف التعلم والتطور، بينما في الفريق الأول الهدف هو المنافسة وتحقيق الانتصارات، ولذلك تكون المسؤولية أكبر.
{ في أي فئة تجد نفسك أكثر؟ ولماذا؟
- أجد متعة في العمل مع كلا المستويين، لأنني أحب تطوير اللاعبين، وفي الوقت ذاته أستمتع بأجواء المنافسة التي ترافق الفريق الأول.
*ما التحديات التي تواجه المدرب عند الانتقال من تدريب الفئات إلى تدريب الفريق الأول؟
- أبرز الفروقات بين الفئات السنية والفريق الأول تكمن في نضج اللاعبين واختلاف أهداف كل مرحلة، فكل مستوى له متطلباته الخاصة.
{ كيف تصف العلاقة بين الجهاز الفني للفريق الأول ومدربي الفئات العمرية داخل النادي؟
- العلاقة بين المدربين في نادي الشباب تتسم بروح الأخوة والعمل الجماعي، وهذا ينعكس إيجابا على الأداء العام ويسهم في خلق بيئة تدريبية إيجابية ومثمرة.
الرؤية الفنية ومستقبل اللعبة
{ ما تقييمك لمستوى كرة الطائرة في نادي الشباب حاليا مقارنة بالسنوات الماضية؟
- التطور في النادي واضح من خلال عدد اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الوطنية، وكذلك من خلال الحضور الكبير لأبناء النادي في صفوف الفريق الأول، وتعد بطولة دوري الاتحاد التي حققها الفريق الموسم الماضي خير دليل على هذا التقدم.
{ النادي معروف بتفريخ المواهب.. ما العوامل التي ساعدت على ذلك؟
-ثقة الإدارة بالمدربين ومنحهم الحرية والمساحة والوقت الكافي للعمل، كل ذلك ساهم كثيرا في هذا النجاح والتطور.
{ كيف تعملون في النادي على صقل المواهب الشابة وإعدادها للمستقبل؟
- نجاح الفئات العمرية يبدأ من الاختيار الدقيق للاعبين ذوي القدرات البدنية المميزة، مع الاهتمام بالتدريب المهاري والبدني والذهني، والابتعاد عن التفكير في الفوز كهدف أساسي في هذه المراحل، بل التركيز على التطوير والتعلم.
{ برأيك، ما الذي يحتاجه فريق الشباب ليعود إلى منصات التتويج؟
- الفريق بحاجة إلى بعض الوقت لينضج اللاعبون أكثر، مع سد بعض النواقص وفقا للإمكانات المادية المتاحة للنادي.
{ كيف ترى مستقبل اللعبة في النادي خلال السنوات القادمة؟
المستقبل مبشر بالخير، فهناك مواهب واعدة قادمة في الطريق، ومع دعم الإدارة ومساندتها المستمرة، ستواصل اللعبة في نادي الشباب مسيرتها التصاعدية بإذن الله.
العمل الجماعي والعائلة الرياضية
{ عائلة الخباز مرتبطة ارتباطا وثيقا بنادي الشباب.. كيف تصف هذه العلاقة الخاصة؟
- بالنسبة لنا، النادي هو بيتنا، نعيش فيه وننتمي إليه بكل ما نملك.
{ ما الذي يميز «روح العائلة» في منظومة الكرة الطائرة بالشباب؟
- الأجواء الحالية في النادي إيجابية جدا، فالجميع يحب ويساند الآخر، والنجاح ينظر إليه كنجاح جماعي وليس فرديا.
{ العمل الأسري في اللعبة.. هل هو عامل قوة أم قد يشكل تحديا في بعض الأحيان؟
- العمل الجماعي في رأيي مصدر قوة، وليس تحديا، بل هو عنصر أساسي يضيف قيمة للعمل ويزيد من فاعليته.
{ كيف تصف التعاون بينك وبين شقيقك الكابتن محمود الخباز؟
- هو رفيق دربي في جميع المراحل، كل منا يكمل الآخر، ونحن دائما سند لبعضنا البعض.
{ ما تقييمك لعمل شقيقك الكابتن محمود مع الفريق الأول؟
- الكابتن محمود ليس غريبا عن الفريق، فهو من ساهم معي في بنائه منذ الفئات السنية وحتى الفريق الأول، ما نراه اليوم من نتائج ومستوى مميز خير دليل على نجاحه، وأتمنى له دوام التوفيق.
الطموحات والرؤية الشخصية
{ ما أهدافك التدريبية القادمة على المدى القريب والمتوسط؟
- حاليا أعمل مع الفئات العمرية في النادي، إضافة إلى وجودي كمساعد مع الفريق الأول، وأنا في المستوى الرابع من برنامج الأكاديمية الوطنية للمدربين، وأسعى دائما لتطوير نفسي من الناحية العلمية والفنية.
{ هل تفكر في خوض تجربة تدريب خارج نادي الشباب مستقبلا؟
- في حال توفر عرض مناسب من حيث الأهداف والبيئة، فلا مانع لدي من خوض تجربة جديدة، فالتطور هو هدف دائم بالنسبة لي.
{ ما الرسالة التي تود توجيهها لجماهير النادي وللاعبين الشبان الذين يسيرون على خطاكم؟
- أتمنى من جماهير النادي الحضور ومساندة الفريق، فدعمهم يشكل دافعا كبيرا للاعبين لتقديم الأفضل، وأقول للاعبينا: كل جهد تبذلونه اليوم سيثمر نجاحا غدا، فاستمروا بعطائكم وتفانيكم، وبإذن الله القادم أجمل.
وبين واقعية الطموح وصدق الانتماء، يواصل الكابتن حسين الخباز مسيرته بروح العطاء والإصرار على بناء أجيال جديدة تعي قيمة الشعار الذي ترتديه. فحكاية الكرة الطائرة في نادي الشباب هي مسيرة وفاء وصناعة أمل، عنوانها الإخلاص وروح العائلة التي تجمع كل من ينتمي إلى هذا الكيان العريق.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك