الرباط - (د ب أ): يحتضن الملعب الكبير بمدينة طنجة المغربية مشهدا كرويا يختزل الفوارق الشاسعة في القارة السمراء، حين يلتقي المنتخب السنغالي المدجج بالنجوم مع نظيره البوتسواني صاحب التاريخ المتواضع، اليوم الثلاثاء في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة بكأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب.
هذه المواجهة هي الأول تاريخيا بين الطرفين في كأس أمم إفريقيا، والثالثة على مستوى كافة المسابقات، بعد فوز أسود التيرانجا في المواجهتين السابقتين على بوتسوانا بنتيجة 2 /صفر و3 /صفر في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015.
وتأتي المباراة في وقت يسعى فيه «أسود التيرانجا» لاستعادة بريقهم المفقود في النسخة الأخيرة، بينما تحاول بوتسوانا الصمود أمام إعصار هجومي لا يرحم.
على الجانب الأخر، يواجه منتخب بوتسوانا مهمة شاقة في رحلة العودة الى كأس أمم إفريقيا بعد غياب دام 13 عاما، إذ ما زال يبحث عن انتصاره الأول تاريخيا في البطولة بعدما خسر جميع مبارياته في ظهوره الوحيد عام 2012. ورغم «الصلابة النسبية» التي أظهرها الفريق في التصفيات بانتزاع تعادلات من مصر وموريتانيا، إلا أن حصيلته التهديفية الهزيلة بتسجيله 4 أهداف فقط، تضعه في موقف حرج أمام دفاع سنغالي صلب لم يستقبل سوى هدف واحد في سبع مباريات أخيرة بدور المجموعات.
ويحاول مدرب بوتسوانا مورينا راموريبولي وهو أحد أصغر المدربين في البطولة القارية، الاعتماد على خبرة كابيلو سياكانييج، خلال المواجهة الصعبة أمام الترسانة السنغالية التي يقودها ساديو ماني.
وتظهر الفوارق الكروية بوضوح عند النظر إلى قائمة الفريق السنغالي، إذ حشد باب ثياو، مدرب السنغال وأحد نجوم جيل 2002، أسماء رنانة مثل نيكولاس جاكسون مهاجم بايرن ميونخ، وإسماعيلا سار، والبير كاليدو كوليبالي، والحارس العملاق إدوارد ميندي، هؤلاء النجوم يمثلون قوة ضاربة هدفها ليس فقط الفوز على بوتسوانا، بل إرسال رسالة شديدة اللهجة الى فرق المجموعة الكونغو الديمقراطية وبنين، بأن السنغال قادمة لاسترداد عرشها القاري الذي فقدته في كوت ديفوار.
إنها مواجهة بين «الزعامة السنغالية» التي تأسس اتحادها عام 1960 وتملك باعا طويلا في المونديال والنهائيات الإفريقية، وبين منتخب بوتسوانا الذي ما زال في «طور البناء» ويفتقر الى الخبرة في المحافل الكبرى.
سيكون اليوم الثلاثاء هو الفيصل في تحديد ما إذا كانت بوتسوانا قادرة على الصمود لأكثر من 90 دقيقة أمام أسد جريح يسعى لتعويض خيبات الماضي وتأكيد أحقيته باللقب قبل التوجه لمونديال 2026.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك