واشنطن - (رويترز): نشرت وزارة العدل الأمريكية آلافا من الوثائق المنقحة بشدة من تحقيقاتها في قضية الممول الراحل والمدان باعتداءات جنسية جيفري إبستين يوم الجمعة، لترضخ لضغوط المشرعين الذين أجبروها على الكشف عنها بقانون جديد. ولم تشر الوثائق إلى الرئيس دونالد ترامب إلا بشكل محدود ولكنها تضمنت على نحو مكثف الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون. وكان غياب الإشارات إلى ترامب ملحوظا بالنظر إلى أن صورا ووثائق متعلقة به ظهرت في إصدارات سابقة لسجلات إبستين على مدى سنوات.
ويأتي هذا النشر بعد أشهر من المشاحنات السياسية وسط غضب بعض أشد مؤيدي الرئيس دونالد ترامب من إحجام إدارته عن نشر جميع السجلات المرتبطة بالتحقيقات في قضية إبستين. ويهدف هذا الإصدار الجزئي للوثائق إلى الامتثال لقانون أقره الكونجرس بأغلبية ساحقة في نوفمبر ويقضي بالكشف عن جميع ملفات إبستين، على الرغم من جهود الرئيس الجمهوري التي استمرت شهورا لإبقائها سرية.
وتضمنت الوثائق أدلة من عدة تحقيقات في قضية إبستين، إلى جانب صور لكلينتون. لكن يبدو أنها تضمنت القليل من صور ترامب أو الوثائق التي تشير إليه، إن وجدت، على الرغم من صداقة ترامب وإبستين السابقة التي حظيت بتغطية إعلامية قبل نشوب خلاف بينهما قبل إدانة إبستين لأول مرة في عام 2008. ولم يوجه اتهام الى ترامب بارتكاب مخالفات ونفى معرفته بجرائم إبستين.
وقال نائب مدير مكتب كلينتون في بيان: إن البيت الأبيض يحاول «حماية نفسه» من التدقيق من خلال التركيز على الرئيس الأسبق. وكان ترامب قد أمر وزارة العدل الشهر الماضي بالتحقيق في علاقات كلينتون بإبستين، فيما اعتبره البعض محاولة لتحويل التركيز بعيدا عن علاقته هو نفسه بإبستين. وعبر كلينتون في وقت سابق عن أسفه لمخالطة إبستين وقال إنه لم يكن على علم بارتكابه أي نشاط إجرامي.
وأضافت وزارة العدل ملاحظة إلى صفحة الويب التي نشرت فيها روابط للوثائق قالت فيها: إنها «بذلت كل الجهود المعقولة» لطمس المعلومات الشخصية للضحايا، لكنها حذرت من إمكانية الكشف عن بعضها من دون قصد. وقال نائب المدعي العام تود بلانش لشبكة فوكس نيوز أمس الأول: إن الوزارة ستفرج عن مئات الآلاف من الوثائق، لكنها لن تفرج عن كل الملفات المتعلقة بإبستين. وقال: إنه يتوقع أن يتم الإفراج عن مئات الآلاف من الوثائق الأخرى في الأسابيع المقبلة ريثما تراجعها الوزارة لحماية خصوصية الضحايا.
كان ترامب قد حث في البداية الجمهوريين في الكونجرس على معارضة القانون الجديد، محذرا من أن الإفراج عن سجلات التحقيق الداخلية الحساسة قد يشكل سابقة خطيرة. لكن كثيرا من ناخبي ترامب اتهموا إدارته بالتستر على علاقات إبستين بشخصيات نافذة والتعتيم على التفاصيل المحيطة بوفاته عام 2019، والتي خلصت التحقيقات إلى أنها انتحار، في سجن مانهاتن حيث كان ينتظر المحاكمة بتهمة الاتجار بالفتيات القاصرات والاعتداء عليهن.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك