(الوكالات): ذكرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أمس أن الوضع في غزة لا يزال خطيرا، رغم أنه لم يعد هناك مجاعة بعد تحسن وصول الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية بعد تنفيذ وقف إطلاق النار الهش في 10 أكتوبر في الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
ويأتي التقييم الأحدث الصادر عن التصنيف، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، بعد أربعة أشهر من إعلان المرصد أن 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع السكان في غزة، يعانون من المجاعة. وحذر أمس من أن الوضع في القطاع لا يزال حرجا.
وذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه «لا توجد مناطق مصنفة ضمن مناطق المجاعة». وأضاف «لا يزال الوضع هشا للغاية ويعتمد على استمرار وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتجارية بشكل منتظم».
وأضاف أن قطاع غزة بأكمله مصنف في مرحلة طوارئ، وهي المرحلة السابقة مباشرة لمستوى الظروف الكارثية. وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: «على مدى فترة 12 شهرا المقبلة، على مستوى قطاع غزة، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 101 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهرا من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العلاج، مع وجود أكثر من 31 ألف حالة خطيرة».
وأضاف التقرير: «خلال الفترة نفسها، ستواجه 37 ألف امرأة حامل ومرضعة سوء تغذية حاد وستحتاج إلى العلاج».
بدورها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن الوضع لا يزال حرجًا وهشًّا للغاية رغم أحدث تحليلات «التصنيف المرحلي للأمن الغذائي».
وأوضحت الأونروا، في تصريح لها منشور على منصة (فيسبوك) أمس، أن نحو 1.6 مليون شخص في قطاع غزة واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2025.
وأضافت الوكالة أن الأطفال الذين يتم رصدهم يظهرون بوادر تقدم محدود في مجال التغذية، إلا أن هذه المكاسب غير كافية لمواجهة حجم الأزمة.
وحذرت الأونروا من أن الظروف المعيشية العامة في غزة لا تزال كارثية، وتتفاقم مع حلول فصل الشتاء. بعد عامين من الحرب وتقييد المساعدات وسوء التغذية المزمن، يعاني نحو ثلث أطفال القطاع من فقر غذائي حاد.
وشددت الوكالة على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة بشكل مستدام ومتواصل وعلى نطاق واسع، لحماية حياة السكان وتعزيز الأمن الغذائي في القطاع.
وتسيطر إسرائيل على جميع منافذ الوصول إلى غزة. وأكدت منظمات الإغاثة مرارا الحاجة الماسة إلى وصول مساعدات أكبر بكثير إلى غزة، واتهمت إسرائيل بمنع دخول مواد تمس الحاجة إليها.
في غضون ذلك توفي أكثر من ألف مريض وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة منذ يوليو 2024، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على «إكس» إن «1092 مريضا توفوا وهم ينتظرون الإجلاء الطبي بين يوليو 2024 ونوفمبر 2025».
وأوضح تيدروس أن مصدر هذا العدد وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وهو «على الأرجح أقل من العدد الفعلي».
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية «منذ أكتوبر 2023، قامت المنظمة وشركاؤها بإجلاء أكثر من 10600 مريض يعانون مشكلات صحية خطيرة من غزة، من بينهم أكثر من 5600 طفل يحتاجون إلى العناية المركزة».
ودعا «مزيدا من الدول للمبادرة إلى استقبال مرضى من غزة»، وحثّ على «استئناف عمليات الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية»، مشيرا إلى أن «هناك أشخاصا يعتمد بقاؤهم على قيد الحياة على ذلك».
ورغم الهدنة الهشة، فإن عمليات الإجلاء الطبي مازالت تسير ببطء شديد.
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش أمس في جنيف إنّ نحو 18500 مريض، من بينهم أكثر من 4000 طفل، ما زالوا بحاجة الى نقلهم للعلاج خارج غزة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك