بورتسودان - (أ ف ب): أعلنت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني أنها سيطرت أمس الاثنين في إقليم كردفان الاستراتيجي الغني بالموارد والذي يشهد معارك منذ أسابيع، على حقل نفطي هو الأكبر في السودان، وهو ما أكده الجيش ومصادر في المنطقة.
ومنذ سيطرت قوات الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في دارفور نهاية أكتوبر الفائت، تركّزت المعارك على إقليم كردفان المجاور، حيث قُتِلَ عشرات الأطفال الخميس بضربات مسيّرات على روضة أطفال ومستشفى، وفقا لما أفادت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين.
وأفادت قوات الدعم السريع في بيان إنها تمكنت «من تسلم منطقة هجليج الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان (...) وتحريرها».
واعتبرت أن «تحرير منطقة هجليج النفطية يشكل نقطة محورية في مسار تحرير كامل تراب الوطن بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية». واشار مصدر في قوات الدعم السريع في تصريح لوكالة فرانس برس إلى السيطرة أيضا على القاعدة التي كانت تتمركز فيها فرقة الجيش المحلية.
وأكد مهندس في حقل هجليج الواقع في أقصى جنوب كردفان سيطرة قوات الدعم السريع عليه، وأوضح لوكالة فرانس برس أن فريق العمل «أغلق المنشأة وأوقف الإنتاج»، فيما «أُجلِيَ العمال إلى جنوب السودان».
وقال مصدر في الجيش السوداني لوكالة فرانس برس: «غادرت قواتنا هجليج حفاظا على المنشآت النفطية وحتى لا يحدث فيها دمار».
وأسفرت الحرب المتواصلة منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت نحو 12 مليونا إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى خارجها، وأدت إلى تدمير البنية التحتية.
ويُعّدَ حقل هجليج أكبر حقول النفط في السودان، وهو كذلك المنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات جنوب السودان النفطية، والمصدر الوحيد تقريبا لكل إيرادات حكومة جوبا.
وقال المهندس الذي تحدث لوكالة فرانس برس: إن «منشأة المعالجة القريبة من الحقل الذي يمر عبره نفط جنوب السودان أُغلقت أيضا».
كذلك يُمثل خط الأنابيب الذي ينقل نفط جنوب السودان من الحدود الجنوبية إلى بورتسودان على البحر الأحمر مصدر دخل رئيسيا للسودان الفقير، الذي انهار اقتصاده خلال الحرب.
وبالإضافة إلى هجليج، تسيطر قوات الدعم السريع أيضا على حقول نفط رئيسية في الغرب، كانت الصين تديرها منذ تسعينيات القرن العشرين قبل أن تُضطر إلى إغلاقها في بداية الحرب. وأبلغت شركة البترول الوطنية الصينية الشهر الفائت الحكومة السودانية بعزمها على إنهاء استثماراتها، وفقا لنسخة من الرسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
ورأى وزير الطاقة السوداني السابق جادين علي عبيد أن الوضع «كارثة» على السودان.
ولاحظ أن السودان «خسر منطقتيه الرئيسيتين لإنتاج النفط، وهما هجليج والمربع 6»، وهو الموقع الذي تديره الصين غربا.
وشرح أن «إنتاج السودان النفطي بأكمله يتأتى من هذين الحقلين.. وحتى نفط المربع 6 كان يُعالَج في (منشأة) هجليج التي كانت تُعالج ما بين 80 ألفا و100 ألف برميل يوميا للسودان وجنوب السودان».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك