الدوحة - (أ ف ب): اعتبر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أمس أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا من شأنه أن يدخل بلاده في «مكان خطر»، فيما تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة أسفر آخرها عن مقتل 13 شخصا.
في الوقت نفسه أكّد الشرع خلال حوار على هامش مشاركته في منتدى الدوحة أن المفاوضات لا تزال جارية مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة من أجل «معالجة المخاوف الأمنية» للطرفين.
وبعيد إطاحة تحالف فصائل مسلّحة الحكم السابق في الثامن من ديسمبر 2024 بعد نزاع استمر نحو 14 عاما، شنّت اسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة: إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق.
وأعلنت اسرائيل خلال العام الأخير مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص تشتبه في قيامهم بأنشطة «إرهابية» في الجنوب السوري. وفي موازاة ذلك، توغّلت قواتها في المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.
وأكّد الشرع أن كل الدول الفاعلة تؤيد سوريا «في مطالبها انسحاب اسرائيل وإعادة التموضع إلى ما قبل 8 ديسمبر».
وأضاف أن «سوريا أصرت على احترام اتفاق الـ1974 وهو اتفاق صمد أكثر من خمسين سنة، هو اتفاق بشكل أو بآخر كان اتفاقا ناجحا، فالعبث في هذا الاتفاق.. وهو يحصل على إجماع دولي وإجماع مجلس الأمن، والبحث عن اتفاقات أخرى كمنطقة عازلة.. أعتقد أن هذا ربما يدخلنا في مكان خطر».
وقتل 13 شخصا أواخر نوفمبر بنيران إسرائيلية خلال عملية توغل نفذها الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت جنّ في جنوب سوريا، ووصفتها دمشق بأنها «جريمة حرب»، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه نفّذ عملية تهدف إلى «توقيف مشتبه فيهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة الإسلامية».
وقال الشرع في منتدى الدوحة: «هناك مفاوضات الآن جارية والولايات المتحدة الأمريكية منخرطة معنا في هذه المفاوضات»، مضيفا أن هناك تأييدا دوليا من أجل «معالجة المخاوف الأمنية المنطقية.. بحيث يخرج كلا الطرفين في حالة أمان».
وأضاف متسائلا: «سوريا هي التي تتعرض لهجمات من إسرائيل.. فمن الأولى أن يطالب بمنطقة عازلة وانسحاب؟».
في سبتمبر، حذّر الرئيس السوري من نيويورك من خطر حدوث اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط إذا لم تتوصّل بلاده وإسرائيل إلى اتفاق أمني، متهما إسرائيل بأنها «تؤخّر المفاوضات وتواصل انتهاك مجالنا الجوي واختراق أراضينا».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك