تحديث الأنظمة الجمركية والتحول الرقمي يسرع التخليص ويهيئ للربط الإقليمي
كتبت: ياسمين العقيدات
أكد جاسم الموسوي رئيس لجنة النقل والخدمات اللوجستية في غرفة تجارة وصناعة البحرين، أن مملكة البحرين خطت خطوات متقدمة لتسهيل الربط اللوجستي مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبر توافر نظام الإعفاء للبضائع الخليجية المنشأ، وتطبيق نظام المقاصة للضرائب الجمركية المدفوعة، ومنع الازدواج الضريبي وعدم تكرار دفع الضريبة الجمركية، بما يسهم في تعزيز انتقال البضائع وتنشيط التجارة البينية الخليجية.
وأوضح الموسوي أن البحرين عملت كذلك على تطوير إجراءاتها الداخلية لتهيئة بيئة مناسبة للربط الإقليمي المستقبلي، من خلال تحديث الأنظمة الجمركية والقوانين، وتبسيط الإجراءات، وتسريع عمليات التخليص الجمركي عبر التحول الرقمي والعمل عن بُعد، إلى جانب تطوير الموانئ والمناطق اللوجستية، لافتًا إلى قرب افتتاح قرية الشحن الجوي.
وأضاف أن البحرين عززت تعاونها الثنائي مع عدد من الدول الخليجية لتحسين انسيابية حركة البضائع عبر المنافذ البرية والبحرية، من بينها تطبيق «النقطة الواحدة» للمسافرين، الذي سيُطبق تجريبياً قريباً بين المنامة وأبو ظبي، بما يسهم في تسريع انتقال ومرور الأفراد.
وبين أن مشاريع النقل الحالية مثل الموانئ الحديثة، منها ميناء خليفة، والمطار المطور ممثلاً في مطار البحرين الدولي إضافة إلى جسر الملك فهد أسهمت في زيادة سرعة وكفاءة نقل البضائع، موضحًا أن المشاريع المستقبلية في مقدمتها مشروع السكك الحديدية الخليجية، ستوفر قناة نقل جديدة أكثر استقراراً وأقل كلفة، ما يعزز حركة التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون. وأشار كذلك إلى مشاريع مستقبلية أخرى من بينها مشروع جسر البحرين وقطر، وجسر الملك حمد بين البحرين والسعودية، باعتبارها مشاريع استثمارية كبرى تعزز التعاون الخليجي.
وحول جاهزية البحرين للانضمام إلى شبكة السكك الحديدية الخليجية الموحدة، أكد الموسوي أن المملكة جاهزة من حيث التخطيط والبنى التشريعية والتنظيمية، حيث تم إعداد التصاميم الأولية لمسار القطار داخل البحرين، وإصدار أوامر استملاك الأراضي الواقعة ضمن مسارات السكك الحديدية، ونشرها في الجريدة الرسمية، إضافة إلى استعداد الموانئ والمطار للتكامل مع الشبكة مستقبلاً، وأفاد بأن نقاط الربط المقترحة مع المملكة العربية السعودية عبر جسر الملك حمد تشكّل أساسًا متقدمًا للجاهزية التشغيلية في المستقبل.
وأشار الموسوي إلى أن قطاع النقل والسكك الحديدية يمثل ركيزة أساسية في تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، لما يقدمه من تسهيل لحركة البضائع والأفراد، وتقليص تكاليف التجارة، وربط الأسواق الوطنية ضمن شبكة اقتصادية واحدة، فضلًا عن تشجيع الاستثمارات المشتركة وخلق فرص صناعية ولوجستية عابرة للحدود.
ولفت إلى أن السكك الحديدية تسهم في خفض تكاليف النقل مقارنة بالنقل البري الثقيل، وتوفر طاقة استيعابية أكبر ومستوى أعلى من الاستدامة، كما تمنح الشركات استقرارًا أكبر في عمليات التوريد، وتسرّع نقل المواد الخام والبضائع، ما يرفع كفاءة سلاسل الإمداد ويحد من المخاطر.
وفيما يتعلق بدور لجنة النقل والخدمات اللوجستية، أوضح الموسوي أن دور اللجنة استشاري، ويتمثل في متابعة التحديات التي تواجه القطاع ورفعها إلى الجهات المختصة، ودعم تحسين بيئة الأعمال من خلال الأفكار المبتكرة، إلى جانب العمل وفق أهداف استراتيجية تهدف إلى تطوير القطاع وتشجيع الاستثمارات اللوجستية. وأضاف أن اللجنة تتواصل مع القطاعين العام والخاص، وتقترح مبادرات تسهم في رفع التنافسية وتحفيز النمو الاقتصادي.
وعن الفوائد الاقتصادية المرتقبة من الربط السككي الخليجي على البحرين، قال الموسوي إن المشروع سيمنح المملكة قدرة أكبر على لعب دور محوري في حركة التجارة الإقليمية، ويعزز مكانتها كمركز لوجستي وصناعي، إلى جانب خفض تكاليف النقل، وزيادة الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين قدرة القطاع الخاص على المنافسة.
وأكد أن مشاريع النقل والسكك الحديدية تسهم أيضًا في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز النمو الصناعي، من خلال توفير بنية تحتية عالية الكفاءة تضمن وصول المستثمرين بسرعة إلى الأسواق الخليجية الست عبر شبكة مترابطة، ما يعزز ثقة المستثمرين ويشجع الشركات العالمية على إنشاء مراكز تصنيع وتوزيع في البحرين، نظرًا لقربها الاستراتيجي من السوق السعودية وبقية دول المجلس.
وأوضح الموسوي أن القمة الخليجية تؤدي دورًا محوريًا في تسريع مشاريع الربط اللوجستي والنقل المشترك، عبر توحيد الرؤى واتخاذ القرارات الاستراتيجية على مستوى القادة، وهو ما ينعكس مباشرة على تسريع تنفيذ المشاريع، من خلال الاتفاق على الجداول الزمنية، وحسم آليات التمويل، وتجاوز التحديات التشريعية والفنية بين الدول، إضافة إلى الدفع بمشاريع كبرى مثل الربط السككي وجسر الملك حمد من مرحلة الدراسة إلى مرحلة التنفيذ بوتيرة أسرع.
وأشار إلى أن مشاريع النقل الحديثة تعتمد بصورة مباشرة على الأنظمة الرقمية، سواء في تتبع البضائع أو إدارة العمليات أو تحسين حركة النقل، مؤكدًا أن هذه التقنيات تعزز الشفافية، وتقلل الأخطاء، وترفع كفاءة الربط بين الدول، إلى جانب دعم التحول نحو النقل الذكي بالاعتماد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
وبين الموسوي أن جسر الملك حمد الرابط بين البحرين والسعودية يعد من أهم المشاريع الاستراتيجية، إذ يوفر ممرًا مشتركًا يضم السكك الحديدية والمسار البري، ما يعزز حركة الركاب والبضائع بين البلدين، ويخلق نقطة ربط مركزية للمشروع السككي الخليجي، فضلًا عن زيادة الطاقة الاستيعابية للحركة التجارية، وتحويل مملكة البحرين إلى مركز لوجستي رئيسي في المنطقة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك