لا شيء يمنع عودة العلاقات مع إيران.. ونتمنى لها ولشعبها السلام والاستقرار
أمين عام مجلس التعاون: تمرين عسكري خليجي شامل بداية 2027 بالإمارات
تغطية: وليد دياب ومروة أحمد
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
أكد وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني ان قمة البحرين للدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي عقدت امس برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، كانت قمة مميزة ومثمرة اتسمت بروح الاخوة والتفاؤل واسفرت عن قرارات بناءة والتزام راسخ بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون كمنظومة رائدة وتعزيز التضامن الخليجي للدفع بمسيرة التعاون المشترك نحو أهدافها السامية بما فيه خير وصالح شعوبها، لافتا إلى أن أي مواطن خليجي يعتز بمنظومة مجلس التعاون الخليجي وتماسكها وما تقدمه من خدمات لمواطنيها ومتابعة احتياجاتهم ومتطلباتهم وتطلعاتهم في كافة المجالات الامنية والاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في ختام أعمال قمة البحرين.
السلام والتعايش رسالة البحرين إلى العالم
ولفت وزير الخارجية إلى أن أي ازدهار يحتاج إلى أمن واستقرار وسلام، قائلا: «إذا أردنا إقليما مزدهرا ومستقرا ومستداما فلا بد أن نكون محاطين ببيئة مستقرة ومزدهرة ومستدامة، لذلك تجدون رسالة البحرين في القمة العربية 2024 في إعلان الصخير هي الدعوة إلى السلام وإلى منطقة تتعايش فيها كافة شعوب المنطقة وبتكامل وتناغم مع بعض»، مضيفا انه لو تحدثنا إلى مواطني دول الشرق الأوسط فسنجد أنهم يتطلعون إلى تحقيق مثل هذه البيئة الآمنة المزدهرة التي تتعايش فيها الشعوب باختلاف دياناتها ومعتقداتها وتزدهر مع بعضها، وهي البيئة التي نريد أن نورثها للأجيال القادمة.
وأضاف ان رسالة قمة البحرين هي رسالة سلام، وإن هناك إصرارا من قادة الخليج على مواصلة الجهود في إرسال هذه الرسالة وتحقيق هذا الهدف، بالرغم من علمنا أن درب السلام صعب وشائك ويحتاج إلى تماسكنا واتحادنا.
كما لفت الوزير إلى أهمية العمل على التكامل الاقتصادي والتطور العلمي والتقني، مشيرا إلى أن من حق كل خليجي ان يفتخر بما تحقق في مجلس التعاون، لافتا إلى انه على الرغم مما يواجهه العالم حاليا من صراعات، فإن الاذان بدأت تصغي الآن إلى خطاب دول الخليج ودعواتهم، وأكبر مثال على ذلك استجابة الرئيس الأمريكي لدعوة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تحقيق السلام في غزة والانخراط في الجهود لحل الأزمة السودانية.
اهتمام الغرب بتوطيد العلاقات مع دول المجلس
كما أفاد وزير الخارجية بأن التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لا ينحصر فقط على اتفاقية «التجارة الحرة»، بل يتخطى ذلك بكثير، لذلك فإن المنطقتين يهمهما الاستقرار والسلام والازدهار في الشرق الاوسط وأوروبا، لان ما يحدث في القارة الاوروبية يؤثر على منطقة الشرق الاوسط والعكس، مشيرا إلى اهمية ايطاليا كدولة مهمة في الاتحاد الاوروبي واقتصادها ينمو بشكل مميز وقريبة من الثقافة العربية، والعلاقة في كافة المجالات بين الشعوب علاقة طيبة، لافتا إلى ان الدعوة الكريمة من جلالة الملك المعظم إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جاءت لتبث رسالة اهتمام الدول الغربية والصديقة بتوطيد العلاقات مع مجلس التعاون سواء عبر العلاقات الثنائية أو على مستوى المجلس ككل.
وأشار إلى أن المجال مفتوح لتعزيز العلاقات المشتركة ليس فقط على المستوى الاقتصادي، وانما أيضا على مستوى التنسيق الدفاعي والأمني، مؤكدا أنه من خلال كلمة رئيسة الوزراء هناك رغبة في رفع العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي إلى شراكة استراتيجية، حيث دعت إلى عقد قمة في العام المقبل مع الدول المحيطة بالبحر المتوسط وشمال افريقيا والشرق الاوسط، مما يفتح المجال للتعاون المشترك في المجال الثقافي والتعليمي وستكون قفزة في التعاون بين دول المجلس وايطاليا ونعمل مع دول أخرى في المستقبل.
وأشار الوزير إلى أن جلالة الملك المعظم وجه إلى أن يكون هناك أولويات في عمل مملكة البحرين خلال ترؤسها هذه الدورة، وانه تم اعتماد هذه الأولويات من قبل سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفيما يخص الأوضاع في جنوب اليمن، أشار وزير الخارجية إلى ان هناك جهودا دبلوماسية سياسية تقودها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وان دول المجلس تدعم هذه الجهود، مضيفا أنه وبصورة عامة الاصدقاء يدعمون هذه الجهود، مشيرا إلى انه كانت هناك مبادرة خليجية تهدف إلى وحدة اليمن وسيادته واستقراره وامنه وتحقيق تطلعات شبعه، كما ان لدى الأمانة العامة الآن بعض الجهود والنشاطات للتعاون والتنسيق مع اليمن بصورة مباشرة.
وبشأن العلاقات البحرينية الإيرانية، قال الوزير ان إيران دولة جارة، وان جلالة الملك المعظم خلال زيارته لروسيا والصين، أكد انه لا يوجد شيء يمنع عودة العلاقة مع إيران.
وأكد الوزير أن مملكة البحرين لن تكون عقبة في سبيل أي تنسيق أو تعاون أو مباحثات مع مجلس التعاون ككل، سواء وهي في الرئاسة أو كعضو في المجلس، معربا عن تمنياته السلام والاستقرار لإيران وشعبها.
بدوره علق الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، على آخر تطورات مشروع القبة الدفاعية الخليجية، قائلا إنه تم قطع شوط مميز، وان العمل قائم بالشراكة مع الأصدقاء الاستراتيجيين في الولايات المتحدة الامريكية، وإن هناك اجتماعات دورية مشتركة للانتهاء منها، مؤكدا أن وتيرة العمل تسير بشكل صحيح، مضيفا أن العمل العسكري الخليجي هو عمل رائع، كاشفا عن تنظيم تمرين عسكري خليجي مشترك في بداية 2027 بدولة الامارات العربية المتحدة، بمشاركة القوات الخليجية بكل أسلحتها البرية والبحرية والجوية، لافتا إلى أنه أصبح لدى مجلس التعاون الخليجي قيادة عسكرية موحدة لتوحيد الجهود العسكرية والاستخباراتية، مؤكدا الاستمرار في التنسيق في جميع المجالات المتاحة وليست العسكرية فقط.
ورفع، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، على استضافة أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، متمنيًا لجلالته التوفيق والسداد في رئاسة دورة مجلس التعاون لاستكمال وتعزيز منجزات المسيرة المباركة للمجلس، معربا عن شكره وتقديره لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، على الدور الإيجابي الذي لعبته دولة الكويت خلال فترة ترؤسها للدورة الماضية لمجلس التعاون، والتي أسهمت في تحقيق الإنجازات والدفع بالمسيرة المباركة للمجلس وتعزيز مكانته دوليًا.
وأشار إلى أن أصحاب الجلالة والسمو، أطلعوا على العديد من المواضيع المتعلقة بالعمل الخليجي المشترك ووجهوا باعتماد عدد من القرارات المتعلقة بالشأن السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والتشريعي التي من شأنها خدمة شعوب دول المجلس بما يحقق التنمية والرفاه لهم، ويعزز من أوجه التكامل بين دول مجلس التعاون.
كما أشار إلى أن اجتماع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة وممثليهم مع دولة السيدة جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية الصديقة، كضيفة شرف في الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة مع إيطاليا من جانب، ومع دول البحر المتوسط والاتحاد الأوروبي من جانب آخر، مجددًا تأكيد ما حملته القمة الخليجية من رسائل إيجابية عميقة تؤكد صلابة مسيرة العمل الخليجي المشترك وإرادة واضحة وصادقة لتعزيز التكامل بين دول المجلس، والارتقاء بآليات التعاون بما يحقق تطلعات شعوبها، ويعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك