العدد : ١٧٤٢١ - الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢١ - الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

السياحي

جمع تذكارات من 103 دول وأكثـر من 500 مدينة
محمد الحمد يوثق ذاكرة أسفاره من خلال متحف شخصي للتحف والملصقات المغناطيسية

الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬علي‭ ‬

تصوير‭: ‬محمود‭ ‬بابا‭ ‬

يشكل‭ ‬السفر‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬محمد‭ ‬الحمد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬انتقال‭ ‬بين‭ ‬بلد‭ ‬وآخر،‭ ‬فهو‭ ‬ممارسة‭ ‬تتجاوز‭ ‬كونها‭ ‬تجربة‭ ‬وقتية‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬متكامل‭ ‬يجمع‭ ‬فيه‭ ‬تفاصيل‭ ‬الأماكن‭ ‬وثقافاتها‭ ‬عبر‭ ‬تذكارات‭ ‬تحفظ‭ ‬ذاكرة‭ ‬الرحلات‭ ‬وتوثق‭ ‬محطات‭ ‬العمر‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مسار‭ ‬امتد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الترحال،‭ ‬تمكن‭ ‬الحمد‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬103‭ ‬دول‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬والتنقل‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مدينة،‭ ‬ليعود‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وجهة‭ ‬بقطعة‭ ‬تذكارية‭ ‬تحمل‭ ‬بصمتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتتيح‭ ‬له‭ ‬بناء‭ ‬أرشيف‭ ‬متنامٍ‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬متحف‭ ‬شخصي‭ ‬يوثق‭ ‬عبره‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬ويمنحه‭ ‬إطاراً‭ ‬دائماً‭ ‬ومستقراً‭.‬

ويرى‭ ‬الحمد‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬السفر‭ ‬ليست‭ ‬علاقة‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬مسارا‭ ‬طويلا‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مبكرة،‭ ‬ورافقه‭ ‬بفكرة‭ ‬واضحة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬تذكارات‭ ‬تعكس‭ ‬هوية‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬يزوره‭. ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اهتمامه‭ ‬الأول‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الملصقات‭ ‬المغناطيسية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬الدول‭ ‬والمدن،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المجسمات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬والأكواب،‭ ‬والتحف‭ ‬المصغرة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬معالم‭ ‬معروفة‭ ‬أو‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬محددة‭. ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬يعود‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ترتبط‭ ‬بذكرى‭ ‬معينة،‭ ‬وتمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬حدثاً‭ ‬لا‭ ‬يتكرر،‭ ‬إذ‭ ‬يمنحه‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬اللحظة‭ ‬والمكان‭ ‬والشعور‭ ‬الذي‭ ‬عاشه‭ ‬عند‭ ‬جمعها‭.‬

ويشير‭ ‬الحمد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجموعته‭ ‬تتضمن‭ ‬قطعاً‭ ‬نادرة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مراحل‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬أسفاره،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬حجر‭ ‬بركاني‭ ‬من‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي،‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الجزر‭ ‬المتجمدة‭ ‬هناك،‭ ‬ويعتبره‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القطع‭ ‬ارتباطاً‭ ‬بذاكرته‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬ارتباطه‭ ‬برحلة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الرحلات‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭. ‬ويصف‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬بأنها‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬التذكارات‭ ‬النادرة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬القطعة،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬خوض‭ ‬ظروف‭ ‬مناخية‭ ‬قاسية‭ ‬للوصول‭ ‬إليها‭. ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬تمثل‭ ‬لديه‭ ‬قيمة‭ ‬معنوية‭ ‬استثنائية،‭ ‬لكونها‭ ‬ترتبط‭ ‬ببيئة‭ ‬نائية‭ ‬وصعبة‭ ‬وتاريخ‭ ‬جيولوجي‭ ‬فريد‭.‬

ويتحدث‭ ‬الحمد‭ ‬عن‭ ‬مجموعاته‭ ‬المفضلة،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬ثلاث‭ ‬محطات‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬مع‭ ‬السفر‭. ‬فالأولى‭ ‬ترتبط‭ ‬بمقتنيات‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬جمعه‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬أوشوايا‭ ‬وهي‭ ‬أقرب‭ ‬نقطة‭ ‬إلى‭ ‬القطب،‭ ‬والتي‭ ‬يحمل‭ ‬لها‭ ‬ذكريات‭ ‬خاصة‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬متجمدة‭ ‬نادرة‭ ‬ومزيج‭ ‬ثقافي‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬معظم‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭. ‬أما‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬فتأتي‭ ‬من‭ ‬سيبيريا‭ ‬الروسية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬تجربة‭ ‬إنسانية‭ ‬ذات‭ ‬قيمة،‭ ‬إذ‭ ‬ترتبط‭ ‬بمدن‭ ‬شديدة‭ ‬البرودة‭ ‬وثقافات‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل،‭ ‬وتضم‭ ‬قطعاً‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬مميز‭. ‬فيما‭ ‬تبرز‭ ‬المجموعة‭ ‬الإفريقية‭ ‬بوصفها‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬الأكثر‭ ‬ثراءً‭ ‬وتنوعاً،‭ ‬بما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬تحف‭ ‬خشبية‭ ‬مصنوعة‭ ‬يدوياً،‭ ‬غالباً‭ ‬من‭ ‬خشب‭ ‬الزيتون،‭ ‬وتحمل‭ ‬صوراً‭ ‬لقبائل‭ ‬إفريقية‭ ‬وحيوانات‭ ‬برية‭ ‬وتفاصيل‭ ‬تراثية‭ ‬فريدة‭.‬

ويؤكد‭ ‬الحمد‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬جمع‭ ‬التذكارات‭ ‬تتضمن‭ ‬تحديات‭ ‬عديدة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عند‭ ‬نقلها‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬التلف‭ ‬خلال‭ ‬الرحلات‭ ‬الطويلة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحف‭ ‬الخزفية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تتطلب‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬لتصل‭ ‬سليمة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬أصبحت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬ثروة‭ ‬معنوية‭ ‬ومادية،‭ ‬إذ‭ ‬كلفته‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬حمايتها‭ ‬وعدم‭ ‬تداولها‭ ‬أو‭ ‬مشاركتها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬قيمتها‭ ‬وخصوصيتها‭.‬

ويشير‭ ‬الحمد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الجمع،‭ ‬وأنه‭ ‬يحتفظ‭ ‬بمعظم‭ ‬التذكارات‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬مكتبه،‭ ‬ويفكر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬عرضها‭ ‬مستقبلاً‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬متخصص،‭ ‬أو‭ ‬توثيقها‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬رقمية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عرضها‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي‭ ‬ضمن‭ ‬مساحة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭.‬

يؤكد‭ ‬الحمد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الإنسان‭ ‬ذاكرة‭ ‬حيّة‭ ‬تتجسد‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬وتراجع‭ ‬فرص‭ ‬السفر‭. ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اقتناء‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬يزوره‭ ‬يمنحه‭ ‬شعوراً‭ ‬بأنه‭ ‬يحتفظ‭ ‬بصفحة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬حياته،‭ ‬إذ‭ ‬يتحول‭ ‬كل‭ ‬تذكار‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها‭.‬‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬مبكراً،‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬طول‭ ‬رحلة‭ ‬جمع‭ ‬التذكارات‭ ‬وكلفتها،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اقتناء‭ ‬ذكرى‭ ‬يفرغ‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أبعادها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا