في أمسية جمعت بين أصالة التراث وحداثة التشكيل، افتتح البروفيسور عبدالله الحواج الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية، مساء أمس الأول المعرض الثنائي «التراث والطبيعة» في «أبعاد آرت غاليري» بعالي، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين ومحبي الفن التشكيلي، في حفل ثقافي.
يقدم المعرض، الذي يستمر حتى الخميس المقبل الموافق 27 نوفمبر 2025، حواراً بصرياً مثيراً بين تجربتين فنيتين متباينتين؛ فبينما ينطلق الفنان عبدالله سبت في عشرين لوحة واقعية تلتقط أدق تفاصيل الحياة البحرينية بكل مكوناتها من بحرٍ وخضرةٍ وتراثٍ إنساني، ويأخذنا الفنان صلاح الموسوي في اثنتي عشرة لوحة تنتمي في غالبيتها إلى المدرسة الانطباعية، مقدماً رؤية ذاتية تذوب فيها ملامح الطبيعة في حساسية فنية عالية، مع ظهور محدود لأعمال واقعية تكشف عن الوجه الآخر لموهبته وتنوع أساليبه.
ويكشف المعرض عن مفاجآت فنية لا تُفوت؛ فالفنان عبدالله سبت يقدم لوحات واقعية تختزل ذاكرة البحرين في أدق تفاصيلها، بينما يقدم صلاح الموسوي تجربة انطباعية تجمع بين الضوء واللون والحركة في حوار جمالي يلامس وجدانيات المشاهد. وتتميز أعمال سبت بالقدرة على تجسيد المشهد اليومي بأسلوب يعكس حياة الناس والطبيعة المحيطة بهم، فيما تتسم أعمال الموسوي بالانصهار الفني بين الشكل والانفعال، لتخلق لغة بصرية تتجاوز حدود التقليد إلى الإحساس العميق.
وفي كلمة مميزة خلال حفل الافتتاح، كشف البروفيسور الحواج عن تجربة شخصية مع أعمال الفنان سبت قائلاً: «هذا المعرض يحمل لي ذكريات عزيزة، فقبل أربعين عاماً اقتنيتُ إحدى أولى لوحات الفنان سبت، واليوم أراه يتوج مسيرة إبداعية حافلة. هذا الحوار الفني بين جيلين وتجربتين هو رسالة جمالية إلى كل محبي الفن الأصيل». كما أضاف: «المعرض ليس مجرد عرض للوحات، بل نافذة تشكيلية على تنوع المشهد الفني في البحرين، ورحلة بصرية تقدم للجمهور فرصة لاكتشاف جماليات الطبيعة والإنسان عبر رؤى فنية تجمع بين الأصالة والحداثة، بين العمق التراثي والشجون التعبيرية المعاصرة».
ويُفتح المعرض يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى الثامنة مساءً، ليمنح الزوار فرصة التأمل في هذا التمازج البصري الفريد، واستكشاف الرموز الجمالية التي تختزل الهوية البحرينية في أبعادها الإنسانية والفنية الأكثر عمقاً، في رحلة ممتعة بين التراث والطبيعة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك