نصف قرن من الانضباط والعطاء والإخلاص في العمل الأمني، قضاها في معظم المجالات الأمنية، ظل وفيا مخلصا وحاضرا في كافة الفعاليات والمناسبات الأمنية، حتى بعد تقاعده، ليبقى اللواء متقاعد أحمد عبدالرحمن محمد بوعلـي قامة أمنية متميزة.

بدأ الفقيد، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 91 عاما، مسيرته الوظيفية في شرطة البحرين بتاريخ 9 أكتوبر 1955م، حيث تخرج في مدرسة تدريب الضباط برتبة ملازم، وخلال فترة خدمته تولى عدة مناصب في أكثر من موقع أمني، منها مدرسة تعليم السياقة، الإدارة العامة للتحقيقات والمباحث الجنائية، إدارة أمن المطار، إدارة أمن منطقة المحرق، القيادة العامة، مدير عام الإدارة العامة للعمليات.
كما التحق بالعديد من الدورات التدريبية الأمنية والإدارية داخل البلاد وخارجها ، وتدرج في الرتب العسكرية ، حتى حصل على رتبة لـــــواء في الأول من ديسمبر 2001 حتى تقاعد فـي الأول من فبراير 2002م. ونال العديد من الأنواط والأوسمة، منها نوط الأمن للخدمة الطويلة 25 سنة، نوط الأمن للخدمة الممتازة من الدرجة الأولى، نوط عهد الشيخ عيسى من الدرجة الأولى، نوط الأمن لتقدير الخدمة من الدرجة الأولى، وسام تقدير الخدمة العسكرية من الدرجة الأولى، وسام البحرين من الدرجة الثانية، وسام الشيخ عيسى من الدرجة الثانية.
ولم يأت هذا التكريم من فراغ، وإنما جاء تقديرا واعتزازا بعطائه واخلاصه وانضباطه المهني، وخاصة أنه بدأ حياته الشرطية مدرباً لإعداد الضباط وغرس ثقافة الانضباط لديهم، بما من شأنه تعزيز الجاهزية الأمنية، واعداد رجل أمن واع بمسؤولياته ومهامه التي في مقدمتها حفظ أمن الوطن واستقراره.
ومن جهته، أكد الفريق متقاعد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية السابق، أن الفقيد كان من أوائل الضباط الذين عملوا في الأمن العام وتعرف عليه في بداية التحاقه بسلك الشرطة، وعمل معه بمديرية شرطة المحرق والقيادة العامة، وكان من أصحاب الخبرة الأمنية، وقد استفاد وتعلم منه العديد من الضباط والأفراد.
وأضاف أنه تعلم منه بالتحقيق والإدارة وكان يهتم بعمله كثيرا، ونموذجا يحتذى به للضابط القيادي وكان جادا وملتزما ومخلصا بعمله، كما استطاع الفقيد أن يصل الى مراكز متقدمة في وزارة الداخلية.

من جهته، أكد اللواء متقاعد عبدالله محمد المسلم أن الجميع يشهد للفقيد بالأخلاق الطيبة والتعامل الحسن، وأنه أسهم رحمة الله عليه في تحقيق نجاحات وإنجازات عديدة وبارزة في العمل الأمني بالمملكة، مضيفا أنه كان ملتزما بنظام العمل ومبادئه ويضرب به المثل في الإخلاص والتفاني.
وأوضح أنه أمضى معه سنوات من العمل وعرفه عن قرب وفي مواقع أمنية عديدة، ووجد فيه الضابط الملتزم المخلص في عمله.
ومن جهته، نعى اللواء متقاعد ناجي الهاشل، الفقيد، معربا عن خالص التعازي لأسرته وذويه، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته ورضوانه، مشيرا إلى أنه كان أحد رجال الأمن الأوفياء، الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم في سبيل استتباب الأمن.
وأوضح أن اللواء متقاعد أحمد عبدالرحمن بوعلـي، كان من خيرة ضباط وزارة الداخلية، ويتمتع بدماثة الخلق والانضباط العالي، وكان ضابطا متعاونا حريصا على أداء عمله على أكمل وجه، مجتهدا ومنضبطا وحقق العديد من النجاحات الأمنية.
في سياق متصل، أكد اللواء عبد السلام يوسف العريفي مساعد رئيس الأمن العام لشؤون المجتمع، تشرفه بالعمل مع الفقيد في بداية عمله الأمني، حيث كان طيب الخلق ومن خيرة الضباط، كان مثالاً حقيقياً للانضباط والالتزام والحرص على تطبيق الانضباط والنظام بحذافيره وعمل على تطوير العمل الشرطي، وكان يهتم بتوجيه زملائه الجدد وتعليمهم أساسيات العمل.
وقال اللواء العريفي «تعلمت منه كيف تكون القيادة، قدوة، وكيف يُمارَس الحزم مع الاحترام، يباشر عمله الأمني على أكمل وجه من خلال التزامه بالقوانين وتنفيذها في سبيل استتباب الأمن... رحم الله فقيدنا الغالي، فقد خسرنا ضابطاً مخلصاً، ونسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ويُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
من جهته، أكد اللواء فواز حسن الحسن آمر الأكاديميّة الملكيّة للشرطة، أن الفقيد، كان مثالًا للرجل الخلوق وصاحب سيرة عطرة، يشهد له كل من عرفه أو تعامل معه، كان قريبًا للقلوب ويحمل دائمًا خلقًا رفيعًا وتواضعًا لافتًا، ويمدّ من حوله بروح طيبة تنعكس على الجميع.
وأوضح أنه ترك أثرًا جميلًا لا يُنسى، وبصمة لا تمحوها الأيام؛ وجمع بين حسن المعاملة والسمعة الطيبة التي ظلّت تسبقه أينما ذهب، ولأن الأثر الطيب لا يصنعه إلا أصحاب القلوب النقية، بقي ذكره حاضرًا بيننا، نسترجعه بكل احترام ومحبة ودعاء.
وأضاف أنه قضى حياته في خدمة شرطة البحرين، مقدما بذلك نموذجا يحتذى به في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين، لافتا إلى أن المناصب التي تقلدها، كانت تقديرا مستحقا لجهوده وعطائه الوطني الذي امتد سنوات طوال، حيث عمل على تطوير العمل الشرطي، وجعل من خدمة البحرين وشعبها هاجسه الأول، محافظا على أمن واستقرار الوطن.
وأشار اللواء فواز الحسن إلى أن الفقيد ترك بصمة لا تنسى في قلوب كل من عرفه وعمل معه، فكان مثالا للعطاء والتضحية، يحترمه الجميع ويقدره، لما يحمله من قيم إنسانية، ولما يمتلكه من رؤية شاملة في خدمة المجتمع، سائلا الله أن يجعل ما قدّم في ميزان حسناته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويخلّد ذكراه الطيبة في قلوب أهله ومحبيه وجيرانه وكل من عرفه.
من جهته، أكد اللواء أحمد هجرس مساعد المنسق العام للمحافظات أن اللواء متقاعد أحمد عبد الرحمن بوعلي، كان أحد القامات في مجال العمل الشرطي، وأحد ضباط وقادة الشرطة الذين كانت لهم البصمة الواضحة والأثر الكبير في تأسيس وتطوير العمل الميداني والإداري بوزارة الداخلية طوال فترة خدمته التي امتدت لأكثر من 45 عاماً وتبوأ خلالها العديد من المناصب القيادية سواء الميدانية أو الإدارية.
وتابع: عملت تحت إمرته كضابط مشرف على بعض الدوريات الأمنية، أنا والزميل اللواء عبدالسلام العريفي مساعد رئيس الأمن العام لشؤون المجتمع، وكنا حينها في بدايات عملنا وفي رتبة (ملازم)، وبعد فترة من العمل بالدوريات، انتقلت للعمل معه بمكتبه كضابط إداري، وكان حينها يشغل منصب مساعد مدير عام الأمن العام للشؤون الإدارية والمالية، واستمر العمل معه إلى أن تقاعد عام 2002.
وقال «طوال فترة العمل مع الراحل تعلمت منه الكثير، كان قائداً بمعنى الكلمة، قوي الشخصية والحضور، حازماً في مواقفه وقراراته، متمكناً في أداء عمله ومتخذ قرار لما كان يتمتع به من خبرات متراكمة، متميزاً جداً في الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، فكان بالنسبة لي نعم القائد والمعلم».
وأضاف اللواء هجرس أن علاقته بالفقيد استمرت حتى بعد تقاعده من خلال التواصل معه هاتفياً بين حين وآخر للسؤال عنه وكذلك زيارته في مجلسه في فترة من فترات حياته، حيث لم يكن لي قائداً أو مسؤولاً في العمل فحسب، بل بمثابة الأب الذي يستحق من يذكره ويتواصل معه، رحم الله اللواء متقاعد أحمد عبدالرحمن بوعلي وأسكنه فسيح جناته.
من جهته، أشار العميد سلطان الكعبي مدير عام مديرية شرطة محافظة المحرق، إلى إن الفقيد كان أحد رجال وزارة الداخلية المخلصين والذي أفنى سنوات عمله في خدمة الوطن بإخلاص وانضباط وأمانة، وترك بصمته خلال فترة عمله في مديرية شرطة المحرق وكان مثالًا في التفاني وحسن الخلق.
وأوضح أن الفقيد كان مجتهدا في عمله الأمني ويحترم الجميع ويساعدهم وتعلمنا منه الكثير، حيث كان ضابطا مخلصا وحريصا في عمله على الالتزام بالقانون؛ ما أهّله لتبوأ العديد من المناصب، كما كان رحمه الله على تواصل دائم مع الضباط ويضرب به المثل في الاخلاص والتفاني والعمل الجاد، مخلصا أمينا دقيقا وأسهم في تطوير العديد من برامج وإجراءات العمل الأمني.
في ذات السياق، أشار العقيد متقاعد السفير عبدالله بن فيصل الدوسري إلى أنه كان له شرف العمل في بداية عمله بوزارة الداخلية مع الفقيد ولمس فيه الكفاءة وحسن العمل والانضباط العالي والقدرة التي تحلى بها في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات والصعاب في مختلف قطاعات العمل الشرطي.
وأضاف أنه كان رجل أمن من الطراز الاول الذي استلهمنا منه قواعد ومهارات العمل والانضباط والإخلاص في خدمة الوطن وترك بصمة طيبة ستظل في ذاكرة التاريخ.
وعبر العقيد متقاعد السفير عبدالله بن فيصل الدوسري عن تقديره لكل ما قدمه الفقيد من عمل مخلص دؤوب في سبيل حفظ الامن والنظام العام في بلدنا الغالي طيلة فترة عمله المضيئة.
في ذات السياق، تقدم العقيد متقاعد جاسم محمد إلى أسرة الفقيد، بأحر التعازي وصادق المواساة، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأوضح أن الفقيد كان من الضباط ذوي الخبرة والعلم، واستفاد منه جميع من عمل معه سواء من الضباط أو الأفراد، مضيفا أنه كان صاحب خلق رفيع ويتمتع بشخصية أمنية بارزة، حريصا جدا في أداء عمله الأمني وترك بصمات أمنية بارزة ومرت عليه تجارب عديدة وكان صاحب رأي ومشورة ويولي جل وقته واهتمامه في مباشرة عمله لتنفيذ القانون وحفظ الأمن.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك