العدد : ١٧٤٠٩ - الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٩ - الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

قامة أمنية متميزة رحلت عن عالمنا:
اللواء متقاعد أحمد عبدالرحمن بوعلـي.. نصف قرن من الانضباط والعطاء والإخلاص في العمل الأمني

الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الانضباط‭ ‬والعطاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأمني،‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المجالات‭ ‬الأمنية،‭ ‬ظل‭ ‬وفيا‭ ‬مخلصا‭ ‬وحاضرا‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمناسبات‭ ‬الأمنية،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬تقاعده،‭ ‬ليبقى‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬محمد‭ ‬بوعلـي‭ ‬قامة‭ ‬أمنية‭ ‬متميزة‭.‬

 

بدأ‭ ‬الفقيد،‭ ‬الذي‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬91‭ ‬عاما،‭ ‬مسيرته‭ ‬الوظيفية‭ ‬في‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬بتاريخ‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭ ‬1955م،‭ ‬حيث‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬تدريب‭ ‬الضباط‭ ‬برتبة‭ ‬ملازم،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬خدمته‭ ‬تولى‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬أمني،‭ ‬منها‭ ‬مدرسة‭ ‬تعليم‭ ‬السياقة،‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتحقيقات‭ ‬والمباحث‭ ‬الجنائية،‭ ‬إدارة‭ ‬أمن‭ ‬المطار،‭ ‬إدارة‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬المحرق،‭ ‬القيادة‭ ‬العامة،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للعمليات‭.‬

كما‭ ‬التحق‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬الأمنية‭ ‬والإدارية‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها‭ ‬،‭ ‬وتدرج‭ ‬في‭ ‬الرتب‭ ‬العسكرية‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬رتبة‭ ‬لـــــواء‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2001‭ ‬حتى‭ ‬تقاعد‭ ‬فـي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2002م‭. ‬ونال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنواط‭ ‬والأوسمة،‭ ‬منها‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬للخدمة‭ ‬الطويلة‭ ‬25‭ ‬سنة،‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬للخدمة‭ ‬الممتازة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬نوط‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬نوط‭ ‬الأمن‭ ‬لتقدير‭ ‬الخدمة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وسام‭ ‬تقدير‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وسام‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وسام‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭.‬

ولم‭ ‬يأت‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬جاء‭ ‬تقديرا‭ ‬واعتزازا‭ ‬بعطائه‭ ‬واخلاصه‭ ‬وانضباطه‭ ‬المهني،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬الشرطية‭ ‬مدرباً‭ ‬لإعداد‭ ‬الضباط‭ ‬وغرس‭ ‬ثقافة‭ ‬الانضباط‭ ‬لديهم،‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬الجاهزية‭ ‬الأمنية،‭ ‬واعداد‭ ‬رجل‭ ‬أمن‭ ‬واع‭ ‬بمسؤولياته‭ ‬ومهامه‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره‭.‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬الفريق‭ ‬متقاعد‭ ‬الشيخ‭ ‬دعيج‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق،‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الضباط‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬وتعرف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التحاقه‭ ‬بسلك‭ ‬الشرطة،‭ ‬وعمل‭ ‬معه‭ ‬بمديرية‭ ‬شرطة‭ ‬المحرق‭ ‬والقيادة‭ ‬العامة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬الأمنية،‭ ‬وقد‭ ‬استفاد‭ ‬وتعلم‭ ‬منه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬والأفراد‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬تعلم‭ ‬منه‭ ‬بالتحقيق‭ ‬والإدارة‭ ‬وكان‭ ‬يهتم‭ ‬بعمله‭ ‬كثيرا،‭ ‬ونموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬للضابط‭ ‬القيادي‭ ‬وكان‭ ‬جادا‭ ‬وملتزما‭ ‬ومخلصا‭ ‬بعمله،‭ ‬كما‭ ‬استطاع‭ ‬الفقيد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬عبدالله‭ ‬محمد‭ ‬المسلم‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يشهد‭ ‬للفقيد‭ ‬بالأخلاق‭ ‬الطيبة‭ ‬والتعامل‭ ‬الحسن،‭ ‬وأنه‭ ‬أسهم‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬عديدة‭ ‬وبارزة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬بالمملكة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ملتزما‭ ‬بنظام‭ ‬العمل‭ ‬ومبادئه‭ ‬ويضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬الإخلاص‭ ‬والتفاني‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬أمضى‭ ‬معه‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬وعرفه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬وفي‭ ‬مواقع‭ ‬أمنية‭ ‬عديدة،‭ ‬ووجد‭ ‬فيه‭ ‬الضابط‭ ‬الملتزم‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬عمله‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬جهته،‭ ‬نعى‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬ناجي‭ ‬الهاشل،‭ ‬الفقيد،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬التعازي‭ ‬لأسرته‭ ‬وذويه،‭ ‬داعيا‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬ورضوانه،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬الأوفياء،‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بوقتهم‭ ‬وجهدهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭. ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بوعلـي،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬ضباط‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ويتمتع‭ ‬بدماثة‭ ‬الخلق‭ ‬والانضباط‭ ‬العالي،‭ ‬وكان‭ ‬ضابطا‭ ‬متعاونا‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬مجتهدا‭ ‬ومنضبطا‭ ‬وحقق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬الأمنية‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أكد‭ ‬اللواء‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬يوسف‭ ‬العريفي‭ ‬مساعد‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬لشؤون‭ ‬المجتمع،‭ ‬تشرفه‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬الفقيد‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عمله‭ ‬الأمني،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬طيب‭ ‬الخلق‭ ‬ومن‭ ‬خيرة‭ ‬الضباط،‭ ‬كان‭ ‬مثالاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬للانضباط‭ ‬والالتزام‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الانضباط‭ ‬والنظام‭ ‬بحذافيره‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي،‭ ‬وكان‭ ‬يهتم‭ ‬بتوجيه‭ ‬زملائه‭ ‬الجدد‭ ‬وتعليمهم‭ ‬أساسيات‭ ‬العمل‭.‬

وقال‭ ‬اللواء‭ ‬العريفي‭ ‬‮«‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬القيادة،‭ ‬قدوة،‭ ‬وكيف‭ ‬يُمارَس‭ ‬الحزم‭ ‬مع‭ ‬الاحترام،‭ ‬يباشر‭ ‬عمله‭ ‬الأمني‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التزامه‭ ‬بالقوانين‭ ‬وتنفيذها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭... ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬فقيدنا‭ ‬الغالي،‭ ‬فقد‭ ‬خسرنا‭ ‬ضابطاً‭ ‬مخلصاً،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجزيه‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭ ‬ويُلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‮»‬‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬اللواء‭ ‬فواز‭ ‬حسن‭ ‬الحسن‭ ‬آمر‭ ‬الأكاديميّة‭ ‬الملكيّة‭ ‬للشرطة،‭ ‬أن‭ ‬الفقيد،‭ ‬كان‭ ‬مثالًا‭ ‬للرجل‭ ‬الخلوق‭ ‬وصاحب‭ ‬سيرة‭ ‬عطرة،‭ ‬يشهد‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬أو‭ ‬تعامل‭ ‬معه،‭ ‬كان‭ ‬قريبًا‭ ‬للقلوب‭ ‬ويحمل‭ ‬دائمًا‭ ‬خلقًا‭ ‬رفيعًا‭ ‬وتواضعًا‭ ‬لافتًا،‭ ‬ويمدّ‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬بروح‭ ‬طيبة‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬ترك‭ ‬أثرًا‭ ‬جميلًا‭ ‬لا‭ ‬يُنسى،‭ ‬وبصمة‭ ‬لا‭ ‬تمحوها‭ ‬الأيام؛‭ ‬وجمع‭ ‬بين‭ ‬حسن‭ ‬المعاملة‭ ‬والسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬ظلّت‭ ‬تسبقه‭ ‬أينما‭ ‬ذهب،‭ ‬ولأن‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬لا‭ ‬يصنعه‭ ‬إلا‭ ‬أصحاب‭ ‬القلوب‭ ‬النقية،‭ ‬بقي‭ ‬ذكره‭ ‬حاضرًا‭ ‬بيننا،‭ ‬نسترجعه‭ ‬بكل‭ ‬احترام‭ ‬ومحبة‭ ‬ودعاء‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين،‭ ‬مقدما‭ ‬بذلك‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الإخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المناصب‭ ‬التي‭ ‬تقلدها،‭ ‬كانت‭ ‬تقديرا‭ ‬مستحقا‭ ‬لجهوده‭ ‬وعطائه‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬امتد‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬هاجسه‭ ‬الأول،‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭.‬

وأشار‭ ‬اللواء‭ ‬فواز‭ ‬الحسن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬وعمل‭ ‬معه،‭ ‬فكان‭ ‬مثالا‭ ‬للعطاء‭ ‬والتضحية،‭ ‬يحترمه‭ ‬الجميع‭ ‬ويقدره،‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬إنسانية،‭ ‬ولما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬سائلا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬ما‭ ‬قدّم‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬حسناته،‭ ‬وأن‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬ويخلّد‭ ‬ذكراه‭ ‬الطيبة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أهله‭ ‬ومحبيه‭ ‬وجيرانه‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬هجرس‭ ‬مساعد‭ ‬المنسق‭ ‬العام‭ ‬للمحافظات‭ ‬أن‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بوعلي،‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬القامات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي،‭ ‬وأحد‭ ‬ضباط‭ ‬وقادة‭ ‬الشرطة‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬البصمة‭ ‬الواضحة‭ ‬والأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬وتطوير‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬والإداري‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬خدمته‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬عاماً‭ ‬وتبوأ‭ ‬خلالها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬سواء‭ ‬الميدانية‭ ‬أو‭ ‬الإدارية‭.‬

وتابع‭: ‬عملت‭ ‬تحت‭ ‬إمرته‭ ‬كضابط‭ ‬مشرف‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الدوريات‭ ‬الأمنية،‭ ‬أنا‭ ‬والزميل‭ ‬اللواء‭ ‬عبدالسلام‭ ‬العريفي‭ ‬مساعد‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬لشؤون‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكنا‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬عملنا‭ ‬وفي‭ ‬رتبة‭ (‬ملازم‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بالدوريات،‭ ‬انتقلت‭ ‬للعمل‭ ‬معه‭ ‬بمكتبه‭ ‬كضابط‭ ‬إداري،‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬مساعد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬للشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية،‭ ‬واستمر‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقاعد‭ ‬عام‭ ‬2002‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير،‭ ‬كان‭ ‬قائداً‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬قوي‭ ‬الشخصية‭ ‬والحضور،‭ ‬حازماً‭ ‬في‭ ‬مواقفه‭ ‬وقراراته،‭ ‬متمكناً‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عمله‭ ‬ومتخذ‭ ‬قرار‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬متراكمة،‭ ‬متميزاً‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬فكان‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬نعم‭ ‬القائد‭ ‬والمعلم‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬اللواء‭ ‬هجرس‭ ‬أن‭ ‬علاقته‭ ‬بالفقيد‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬تقاعده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬هاتفياً‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر‭ ‬للسؤال‭ ‬عنه‭ ‬وكذلك‭ ‬زيارته‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬فترات‭ ‬حياته،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لي‭ ‬قائداً‭ ‬أو‭ ‬مسؤولاً‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بمثابة‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬من‭ ‬يذكره‭ ‬ويتواصل‭ ‬معه،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬اللواء‭ ‬متقاعد‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بوعلي‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أشار‭ ‬العميد‭ ‬سلطان‭ ‬الكعبي‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬مديرية‭ ‬شرطة‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬المخلصين‭ ‬والذي‭ ‬أفنى‭ ‬سنوات‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬بإخلاص‭ ‬وانضباط‭ ‬وأمانة،‭ ‬وترك‭ ‬بصمته‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬مديرية‭ ‬شرطة‭ ‬المحرق‭ ‬وكان‭ ‬مثالًا‭ ‬في‭ ‬التفاني‭ ‬وحسن‭ ‬الخلق‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬مجتهدا‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬الأمني‭ ‬ويحترم‭ ‬الجميع‭ ‬ويساعدهم‭ ‬وتعلمنا‭ ‬منه‭ ‬الكثير،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ضابطا‭ ‬مخلصا‭ ‬وحريصا‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون؛‭ ‬ما‭ ‬أهّله‭ ‬لتبوأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬الضباط‭ ‬ويضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬الاخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد،‭ ‬مخلصا‭ ‬أمينا‭ ‬دقيقا‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬وإجراءات‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬العقيد‭ ‬متقاعد‭ ‬السفير‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬الدوسري‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬شرف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عمله‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬الفقيد‭ ‬ولمس‭ ‬فيه‭ ‬الكفاءة‭ ‬وحسن‭ ‬العمل‭ ‬والانضباط‭ ‬العالي‭ ‬والقدرة‭ ‬التي‭ ‬تحلى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والصعاب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رجل‭ ‬أمن‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الاول‭ ‬الذي‭ ‬استلهمنا‭ ‬منه‭ ‬قواعد‭ ‬ومهارات‭ ‬العمل‭ ‬والانضباط‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬وترك‭ ‬بصمة‭ ‬طيبة‭ ‬ستظل‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭.‬

وعبر‭ ‬العقيد‭ ‬متقاعد‭ ‬السفير‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬الدوسري‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الفقيد‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬مخلص‭ ‬دؤوب‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حفظ‭ ‬الامن‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬الغالي‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬المضيئة‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬تقدم‭ ‬العقيد‭ ‬متقاعد‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬الفقيد،‭ ‬بأحر‭ ‬التعازي‭ ‬وصادق‭ ‬المواساة،‭ ‬داعيا‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬ورضوانه‭ ‬وأن‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وأن‭ ‬يلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والعلم،‭ ‬واستفاد‭ ‬منه‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬معه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬أو‭ ‬الأفراد،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬خلق‭ ‬رفيع‭ ‬ويتمتع‭ ‬بشخصية‭ ‬أمنية‭ ‬بارزة،‭ ‬حريصا‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عمله‭ ‬الأمني‭ ‬وترك‭ ‬بصمات‭ ‬أمنية‭ ‬بارزة‭ ‬ومرت‭ ‬عليه‭ ‬تجارب‭ ‬عديدة‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬رأي‭ ‬ومشورة‭ ‬ويولي‭ ‬جل‭ ‬وقته‭ ‬واهتمامه‭ ‬في‭ ‬مباشرة‭ ‬عمله‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬وحفظ‭ ‬الأمن‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا