العدد : ١٧٤٠٢ - الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٢ - الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

بعد انتخاب البرلمان العراقي... معضلة تشكيل الحكومة

الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

بغداد‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بعد‭ ‬انتخاب‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭ ‬الجديد،‭ ‬تنطلق‭ ‬مرحلة‭ ‬اختيار‭ ‬رئيس‭ ‬للوزراء‭ ‬يشكّل‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يشهد‭ ‬عادة‭ ‬تشرذما‭ ‬سياسيا‭ ‬وتعقيدات‭ ‬تُطيل‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬مرشّح‭. ‬وتصدّر‭ ‬الائتلاف‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الحالي‭ ‬محمّد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬أولية‭ ‬أعلنتها‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬المستقلة‭ ‬للانتخابات‭ ‬مساء‭ ‬الأربعاء‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يكفيه‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬فهو‭ ‬يواجه‭ ‬حاليا‭ ‬مهمّة‭ ‬صعبة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬المُنافسة‭ ‬له‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬الغالبية‭ ‬الشيعية،‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ولاية‭ ‬حكومية‭ ‬ثانية‭. ‬

وفي‭ ‬ظلّ‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬غالبية‭ ‬مطلقة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬329‭ ‬مقعدا،‭ ‬قد‭ ‬تقضي‭ ‬الأطراف‭ ‬الرئيسية‭ ‬أسابيع‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أشهرا،‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬تحالفات‭ ‬لبناء‭ ‬كتلة‭ ‬كبرى‭ ‬تتمكّن‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المقبل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬نُشرت‭ ‬نتائج‭ ‬فرز‭ ‬الأصوات‭ ‬لكل‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬يُعلن‭ ‬لاحقا‭ ‬توزيع‭ ‬المقاعد‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭. ‬ومنذ‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬متعددة‭ ‬شهدها‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬2005‭ ‬بعد‭ ‬عامَين‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬أطاح‭ ‬بنظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬أصبح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬شيعيا،‭ ‬وهو‭ ‬الممثل‭ ‬الفعلي‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬كُرديا‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬سنيا،‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬محاصصة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬النافذة‭.‬

وشهدت‭ ‬تسمية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬عقب‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعقيدات،‭ ‬واستغرق‭ ‬التوافق‭ ‬أشهرا‭ ‬عدّة‭. ‬ففي‭ ‬البرلمانات‭ ‬السابقة،‭ ‬كانت‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬تتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسويات‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬وكان‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬غالبا‭ ‬إلى‭ ‬استبعاد‭ ‬مرشحين‭ ‬أقوياء‭ ‬قبل‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬اسم‭.  ‬وتُستخدم‭ ‬المقاعد‭ ‬كأوراق‭ ‬مساومة،‭ ‬ويمكن‭ ‬للمشرّعين‭ ‬المنتخبين‭ ‬التخلّي‭ ‬عن‭ ‬كتلهم‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

ومنذ‭ ‬2005،‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬مرّتين‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬إلّا‭ ‬نوري‭ ‬المالكي‭ (‬2006-2014‭). ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭ ‬واسعة‭ ‬طالته‭ ‬بالفساد‭ ‬وإثارة‭ ‬التوترات‭ ‬الطائفية‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المالكي‭ ‬يشكّل‭ ‬قوة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬العراقية‭. ‬وبعد‭ ‬جمود‭ ‬استمرّ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬نتيجة‭ ‬خلافات‭ ‬سياسية‭ ‬بين‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬و«الإطار‭ ‬التنسيقي‮»‬‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬شيعية‭ ‬موالية‭ ‬لإيران،‭ ‬جاء‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحظى‭ ‬بأكبر‭ ‬كتلة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته،‭ ‬بالسوداني‭ ‬رئيسا‭ ‬للحكومة‭ ‬في‭ ‬2022‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬معروفا‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أو‭ ‬يتمتع‭ ‬بقاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬تذكر‭.‬

وصرّح‭ ‬سياسي‭ ‬بارز‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬التنسيقي‮»‬‭ ‬منقسم‭ ‬بشأن‭ ‬دعم‭ ‬السوداني‭ ‬لتولّي‭ ‬ولاية‭ ‬ثانية‭. ‬ويُقلق‭ ‬تنامي‭ ‬سلطة‭ ‬السوداني‭ ‬الذي‭ ‬اعتمد‭ ‬سياسة‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬دقيق‭ ‬بين‭ ‬حليفي‭ ‬العراق‭ ‬العدوين،‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران،‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬وواجه‭ ‬السوداني‭ ‬اتهامات‭ ‬بأن‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬كانوا‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التنصت‭ ‬على‭ ‬هواتف‭ ‬سياسيين‭ ‬بارزين،‭ ‬وقد‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬كذبة‭ ‬القرن‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬مستبعد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬حيث‭ ‬المصالح‭ ‬السياسية‭ ‬والانقسامات‭ ‬الطائفية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬خطين‭ ‬متوازيين‭. ‬فمثلما‭ ‬قد‭ ‬يتمكّن‭ ‬السوداني‭ ‬من‭ ‬حشد‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬منافسيه‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬قد‭ ‬تتحدّ‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬ضده‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا