كشفت دراسة وراثية حديثة عن تفاصيل غير معروفة في التركيبة الجينية للزعيم النازي أدولف هتلر، بعد تحليل عينة دم من قطعة قماش نُزعت من الأريكة التي انتحر عليها عام 1945، لتكشف إصابته باضطرابات جينية ونفسية معقدة ربما أثّرت في شخصيته ومسيرته السياسية.
وأظهرت نتائج التحليل أن هتلر كان مصابًا بمتلازمة «كالمان»، وهي اضطراب نادر يؤثر على النمو الهرموني ويعيق تطور الأعضاء التناسلية، ما قد يفسر صعوباته في إقامة علاقات جنسية طبيعية. كما أثبتت الدراسة أن الشائعات التي تزعم انحداره من أصول يهودية لا أساس لها من الصحة.
البروفيسورة توري كينغ المعروفة بتعرفها سابقًا على رفات الملك ريتشارد الثالث قادت الفريق العلمي، وأكدت أنها كانت مترددة في المشاركة بالبحث بسبب حساسيته الأخلاقية، لكنها أرادت إنجازه «بدقة ومنهجية علمية تمنع استغلال نتائجه بشكل دعائي».
وأظهرت التحاليل أيضًا أن هتلر كان ضمن أعلى النسب المئوية في القابلية الجينية للإصابة بالتوحد، والفصام، والاضطراب ثنائي القطب، رغم أن الباحثين شددوا على أن هذه النتائج لا تمثل تشخيصًا سريريًا ولا تعني بالضرورة أنه كان مصابًا بهذه الحالات فعليًا.
من جانب آخر، أكد المؤرخ أليكس جيه كاي أن هذه النتائج قد تفسر انغماس هتلر المفرط في الحياة السياسية وابتعاده عن العلاقات الشخصية، مشيرًا إلى أنه كان «الاستثناء الوحيد بين كبار النازيين في عزوفه عن الحياة الأسرية».
وحذر العلماء في ختام الدراسة من استخدام هذه النتائج لربط الاضطرابات العصبية بالسلوك الإجرامي، مؤكدين أن الغالبية العظمى من المصابين بتلك الحالات «مسالمون ومبدعون»، وأن السلوك البشري لا تحدده الجينات وحدها بل تتداخل فيه عوامل بيئية ونفسية معقدة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك