رئيس الأعلى للصحة: خطوات رائدة للبحرين في تعزيز جودة الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة
كتبت لمياء إبراهيم:
بحضور الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس مجلس إدارة جمعية السكّري البحرينية، انطلقت فعاليات مؤتمر البحرين للسكّري والدورة العالمية للقدم السكّري 2025، والذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر 2025 في فندق الدبلومات راديسون بلو، بتنظيم من جمعية السكري البحرينية وبالتعاون مع المجموعة الخليجية للقدم السكري، وذلك بمشاركة أكثر من 200 متخصص من الأطباء والممرضين وأخصائي القدم من البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
ويُعقد المؤتمر تزامنًا مع اليوم العالمي للسكري الذي يصادف الرابع عشر من نوفمبر. إذ يجسد هذا المؤتمر تأكيد المسؤولين في القطاع الصحي لأهمية تعزيز التعاون الخليجي والدولي في مواجهة التحديات المتزايدة لداء السكري ومضاعفاته.
وفي مستهل افتتاح أعمال المؤتمر، أكد الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة أن مملكة البحرين حققت خطوات رائدة في تعزيز جودة الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة، بفضل الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، والدعم المتواصل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف أن هذا المؤتمر يُجسّد روح التعاون الخليجي والعمل المشترك في مجال مكافحة داء السكري ومضاعفاته، وبالأخص مضاعفات القدم السكرية التي تشكّل تحديًا صحيًا وإنسانيًا عالميًا. وقال: «إن مملكة البحرين تؤمن بأن التعليم الطبي المستمر والتدريب العملي وتبادل الخبرات هما أساس تحسين جودة الرعاية والوقاية».
ومن جهتها أكدت الدكتورة مريم الهاجري، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية السكّري البحرينية، أن المؤتمر يأتي ضمن جهود المملكة المستمرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال خفض نسب الأمراض المزمنة وتحسين أنماط الحياة الصحية. وأوضحت أن مضاعفات السكري تعد أحد أكبر التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية، ليس فقط من الناحية الطبية، ولكن أيضًا من حيث الكلفة الاقتصادية والاجتماعية. ومشيرةً إلى أن الوقاية تبدأ من التوعية والتعليم، ولهذا فإنّ هذا المؤتمر يأتي لترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية مع الجمعيات الأهلية، والمراكز البحثية، والمستشفيات الحكومية والخاصة. منوهةً بأن البحرين تعمل على توسيع نطاق برامج الكشف المبكر للسكري وتطوير عيادات القدم السكري لتقليل نسب البتر وتحسين جودة الحياة للمصابين.
ومن جانبها أكدت البروفيسور دلال الرميحي، استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى العوالي رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، أن المؤتمر يوفر مساحة متميزة لمشاركة الكوادر الشابة من الأطباء والممرضين، من خلال تقديم أوراق علمية وأبحاث مبتكرة. وبينت الجهود المبذولة لغرس ثقافة البحث العلمي والتعلّم مدى الحياة في الجيل الجديد من العاملين في المجال الصحي. خصوصاً أن هذه المؤتمرات تمكّن الشباب من عرض أعمالهم وتبادل التجارب مع الخبراء العالميين، مما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية في المستقبل. كما استعرضت في كلمتها إنجازات جمعية السكري البحرينية على مدى العام الماضي التي شهدت نجاح العديد من البرامج والأنشطة العلمية والتوعوية والمجتمعية لجميع أفراد المجتمع والعاملين في القطاع الصحي ويأتي ذلك تماشياً مع رؤية ورسالة الجمعية في تحقيق أهدافها.
أما الدكتور طلال العنزي، رئيس المجموعة الخليجية للقدم السكري، فقد شدّد على أن الوقاية من مضاعفات القدم السكري لا تعتمد فقط على العلاج المتقدم، بل على التثقيف الصحي المبكر والمتابعة الدورية للقدمين. وأضاف أن اليوم هناك فهم أعمق لأسباب مضاعفات القدم السكري ودور العوامل العصبية والدورانية في تفاقمها. مشيراً إلى أن المؤتمر يوفر فرصة لتدريب الأطباء والتمريض على أحدث التقنيات في الكشف المبكر والعلاج المحافظ قبل اللجوء إلى التدخل الجراحي.
كما أوضحت السيدة عائشة المحرزي أخصائية القدم السكري والعناية بالجروح ونائب رئيس المجموعة الخليجية للقدم السكري من جانبها إلى أن التعاون بين دول مجلس التعاون يشكل حجر الزاوية في تطوير الرعاية الصحية المتخصصة في السكري، حيث تسهم هذه اللقاءات في توحيد المعايير والبروتوكولات الطبية وتحسين نتائج العلاج على المستوى الإقليمي. ومن ضمن الأولويات الاستراتيجية بهذا الصدد استحداث قاعدة بيانات خليجية مشتركة لرصد مضاعفات القدم السكري وتحديد العوامل الأكثر تأثيرًا في نجاح العلاج. حيث إن التكامل الخليجي في هذا المجال هو استثمار حقيقي في صحة الإنسان.
وأوضحت الدكتورة نور جناحي أخصائية القدم أن البرنامج العلمي لهذا العام يتميز بشموليته وتكامله بين الجلسات النظرية والورش العملية، مشيرة إلى أن المؤتمر يشهد إعلان إتمام النسخة الأحدث من الإرشادات الإقليمية لعلاج القدم السكري بالتعاون مع المجموعة الخليجية للقدم السكري تمهيداً لتدشينها قريباً، مما يعزز التكامل بين دول الخليج في وضع سياسات موحّدة للرعاية والعلاج. كما عبرت الدكتورة نور عن الاعتزاز بأنّ مملكة البحرين قد أصبحت مركزًا علميًا إقليميًا في التعليم الطبي المستمر، حيث إن الحدث يمثل خطوة نوعية لتعزيز قدرات الكوادر الصحية وتطوير برامج التدريب المتخصصة في العناية بالقدم السكري.
وقد اختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل لتكريم المتحدثين والمشاركين والداعمين، ويأتي ذلك تأكيداً لأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم البرامج الوطنية للوقاية من السكري. وقد أعربت اللجنة المنظمة عن شكرها للمؤسسات الراعية، وفي مقدمتها الشركاء الاستراتيجيون وعلى رأسهم وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب شركة إديوكير على تنظيمها الاحترافي للمؤتمر.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك