واشنطن - (أ ف ب): بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع أمس الأحد زيارة رسمية غير مسبوقة لواشنطن حيث يلتقي الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الاثنين، بعد أيام من إزالة الولايات المتحدة اسمه من قوائم الإرهاب. وسبق للشرع الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، أن أجرى أول زيارة له للولايات المتحدة في سبتمبر، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة، لكن زيارته لواشنطن هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال عام 1946.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن الشرع وصل ليل السبت بتوقيت دمشق الى العاصمة الأمريكية، حيث التقى وفدا من المنظمات السورية في واشنطن، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني. وسبق للشرع أن التقى ترامب في السعودية خلال الجولة الإقليمية التي قام بها الرئيس الأمريكي في مايو.
ويُتوقع أن تتخلل زيارته للعاصمة الأمريكية، توقيع دمشق اتفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن، كما أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك.
وأنزل التحالف هزيمة عسكرية بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد وتتفاوض حاليا للاندماج مع الجيش السوري. وتعتزم الولايات المتحدة في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في سوريا فرانس برس. وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمّر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار. وقبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.
وكانت الخطوة التي أعلنتها وزارة الخارجية متوقعة في ضوء تعاون الشرع مع الولايات المتحدة منذ توليه السلطة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت «هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد وأكثر من خمسين عاما من القمع في ظل نظام عائلة الأسد». وقبل عام فقط، كان الشرع الملقّب حينها بأبي محمد الجولاني، يتزعّم هيئة تحرير الشام المنبثقة من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل إعلان فك ارتباطها به. وفرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات في عام 2013 بصفته زعيما للجبهة.
منذ توليه السلطة، قطع الشرع علانية علاقته بالجهاديين وكثف مبادراته مع الغرب ودول المنطقة، كما أجرى مفاوضات مع إسرائيل التي مازالت نظريا في حالة حرب مع سوريا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك