يتساءل كثير من المسافرين عن السبب وراء اختفاء بعض نوافذ الطائرات أو عدم تطابقها مع مواقع المقاعد، ليتضح أن الأمر ليس خطأ في التصميم، بل نتيجة مباشرة لاختلافات تجارية وهندسية بين الشركات المصنعة وشركات الطيران.
فبينما تصمم شركات مثل بوينغ وإيرباص هيكل الطائرة بمواقع نوافذ ثابتة، تتولى شركات الطيران لاحقًا إعادة توزيع المقاعد داخل المقصورة وفقًا لاستراتيجيتها التشغيلية، سواء بزيادة عدد الركاب أو توسيع المساحات المخصصة للراحة، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى وجود مقاعد ملاصقة لجدران بلا نوافذ. ويعتمد تثبيت المقاعد على قضبان معدنية قابلة للتحريك تمر في أرضية الطائرة، ما يسمح بتحريك الصفوف للأمام أو الخلف دون أي علاقة بمواقع النوافذ. وتستخدم بعض الشركات منخفضة التكلفة هذا النظام لإضافة صفوف إضافية وتقليل المسافات بين المقاعد لزيادة السعة التشغيلية.
وتشير أمثلة مقارنة بين شركات مثل Jetstar وQantas إلى أن الفارق في توزيع المقاعد وحده يمكن أن يغيّر تجربة الركاب جذريًا، إذ توفّر الأولى 314 مقعدًا في الدرجة الاقتصادية بمسافة 76 سم بين المقاعد، بينما تقلل الثانية عدد المقاعد إلى 166 مع مساحة 81 سم، وهو ما يفسّر وجود مقاعد بلا نوافذ في بعض الرحلات. ووصل الأمر مؤخرًا إلى المحاكم بعد شكاوى من ركاب دفعوا رسوماً إضافية لمقاعد «بجانب النافذة» ليكتشفوا أنها بلا نافذة فعلية. وينصح خبراء السفر بالتحقق مسبقًا من تفاصيل الطائرة والمقاعد عبر مواقع متخصصة قبل الحجز، لتفادي هذه المفاجأة في الرحلات الجوية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك