أنهى الرحالة البحريني علي مرهون رحلته الاستثنائية على الأقدام من المكسيك إلى كندا، في مغامرة استمرت أكثر من خمسة أشهر، قطع خلالها آلاف الكيلومترات، معتمدًا فقط على حقيبة ظهر صغيرة احتوت كل ما يحتاج اليه خلال مسيرته الطويلة، لتجسد رحلته روح التحدي والإصرار.
وفي مقطع مصور نشره عبر حسابه على منصة «إنستغرام»، قال مرهون: «حياتي كلها في شنطة»، مشيرًا إلى بساطة الرحلة واعتماده على الأساسيات فقط، بعيدًا عن الرفاهيات. وأضاف أن الرحلة لم تكن مجرد انتقال من دولة إلى أخرى، بل تجربة إنسانية عميقة لاكتشاف الذات والتواصل مع الطبيعة، موضحًا أن المشي مسافات طويلة يكشف قدرات الإنسان الحقيقية ويضعه أمام تحديات جسدية ونفسية مستمرة.
وأشار مرهون إلى أن فكرة الرحلة بدأت بدافع استكشاف الحدود القصوى للطاقة البشرية واختبار معنى الحرية من خلال العيش ببساطة، مؤكدًا أن المغامرة علمته كيف يمكن للإنسان أن يعيش بالقليل ويستمتع بأكثر ما تقدمه الطبيعة من تفاصيل.
ولم تخلُ الرحلة من الصعوبات، فقد واجه تغيرات مناخية قاسية وقطع مسافات طويلة في مناطق نائية تفتقر إلى الخدمات والمأوى، إلا أن عزيمته وإيمانه بهدفه ساعداه على الاستمرار بثقة وإصرار. كما كانت الرحلة فرصة للتواصل الإنساني، إذ التقى أشخاصًا من ثقافات متعددة وتبادل معهم القصص والمعارف، لتتحول التجربة إلى رحلة ثقافية وروحية بجانب كونها تحديًا بدنيًا.
وختم مرهون حديثه بقاعدة اعتبرها خلاصة تجربته: «كل ما كنت أخفّ، كل ما قدرت تروح أبعد»، مؤكدًا أن السفر الحقيقي لا يتعلق بعدد الحقائب أو مستوى الرفاهية، بل بصدق التجربة وثراء اللحظة. ودعا الشباب إلى خوض المغامرات وتحدي الذات ضمن حدود الأمان، معتبرًا أن مثل هذه التجارب تعزز الشخصية وروح الاكتشاف والمسؤولية تجاه النفس والطبيعة.
وقد حظيت رحلة مرهون، التي وثقها بالصوت والصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بتفاعل واسع من المتابعين الذين أشادوا بشجاعته وروحه المغامرة، معتبرين تجربته نموذجًا ملهمًا للشباب البحريني والعربي في خوض تجارب السفر غير التقليدية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك