أنهت شركة «كادينا» بشكل مفاجئ أنشطتها التشغيلية، مسببة موجات من الصدمة في عالم العملات المشفرة وقادت انخفاض قيمة عملة «KDA» المشفرة بأكثر من 70%.
وذكر موقع «العربية نت» أن القرار الذي جاء دون مقدمات، كشف هشاشة بعض المشاريع الرقمية التي تعتمد على دعم المجتمعات فقط، وأثار موجة من التساؤلات بين المستثمرين والمستخدمين حول مستقبل العملة ومصير شبكة كادينا. السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة الجذرية، وفقاً لما كشفته إدارة كادينا، يعود إلى «تدهور الظروف السوقية»، وهي عبارة باتت تحمل دلالات ثقيلة في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها عالم العملات المشفرة. تراجعت القيمة السوقية للعملة المشفرة من 546 مليون دولار في ديسمبر الماضي إلى نحو 20 مليون دولار حالياً بانخفاض يقترب من 96%.
ومع غياب الإدارة المركزية، يجد المعدّنون المستقلون أنفسهم في مواجهة تحديات كبيرة، خاصة مع توقف الحوافز التي كانت تدعم عمليات التعدين. هذا الارتباك قد يدفع الكثيرين إلى إعادة النظر في استثماراتهم داخل شبكة باتت بلا قيادة واضحة.
ومنذ الإعلان، شهدت عملة KDA تراجعاً حاداً في قيمتها، حيث هبطت من مستويات 0.22 دولار إلى أقل من 0.06 دولار وسط توقعات باستمرار الانخفاض. ورغم تخصيص 566 مليون وحدة من KDA لدعم عمليات التعدين حتى عام 2139، إلا أن الأمل في انتعاش العملة يبدو ضعيفاً في ظل غياب الحوكمة والتنظيم. المحللون يرون أن عودة الثقة تتطلب أكثر من مجرد ضخ عملات جديدة، بل تحتاج إلى رؤية واضحة وإدارة فعالة. إغلاق كادينا يسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه استدامة العملات الرقمية، خصوصاً تلك التي تعتمد على المبادرات المجتمعية دون دعم مؤسسي. ورغم أن نماذج مثل «تيرا ريبلز» أثبتت قدرة المجتمعات على إحياء مشاريع متعثرة، إلا أن التاريخ يحذر من أن هذه المبادرات قد لا تصمد طويلاً دون هيكل تنظيمي قوي. في ظل أزمة كادينا، تتجه الأنظار إلى مشاريع بديلة مثل BlockDAG، التي تقدم نموذجاً مختلفاً يقوم على مشاركة المستخدمين الفعالة ومكافأتهم عبر تطبيق X1 للتعدين من الهواتف الذكية. هذا النموذج يمنح المستخدمين سيطرة حقيقية على أصولهم، ويعيد تعريف مفهوم الملكية الرقمية بعيداً عن المضاربات العشوائية التي تميز عملات مثل Shiba Inu وDogecoin.
وما حدث مع كادينا يمثل جرس إنذار للمستثمرين والمطورين على حد سواء، ويكشف عن المخاطر الكامنة في عالم العملات الرقمية. وبينما تتلاشى الحماسة التي أحاطت بالمشروع في بداياته، تبقى الدروس المستخلصة من هذه التجربة ذات قيمة كبيرة لمن يسعى لبناء منظومة رقمية أكثر استدامة.
في زمن تتزايد فيه الشكوك، يبدو أن الرهان على المشاريع التي توازن بين الابتكار والحوكمة هو الطريق نحو مستقبل أكثر أماناً للعملات الرقمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك