أطلقت لجنة الثقافة والشباب في جمعية الصحفيين البحرينية أولى فعاليات المجلس الإعلامي في هذه الدورة، بالحديث عن التجربة الصحفية للراحل الدكتور محمد جابر الأنصاري، عبر جلسة حوارية مفتوحة مع هالة بنت محمد جابر الأنصاري العضو المؤسس في دارة محمد جابر الأنصاري للفكر والثقافة، التي تناولت تجربة تأسيس الدارة والقضايا الفكرية التي ركز عليها المفكر الراحل وتهم فئة الشباب، وذلك بحضور نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، ويوسف البنخليل وكيل وزارة الإعلام، ورؤساء تحرير الصحف، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين وكتاب أعمدة الرأي.
وأكدت الأنصاري أن والدها الراحل ترك بصمة واضحة في المشهد الثقافي البحريني والعربي، إذ قدم مبادرات عديدة أسهمت في إثراء الساحة الثقافية والفكرية، وأوضحت أن فكرة تأسيس الدارة جاءت من إدراك العائلة أن الإرث الثقافي للشخصيات المؤثرة غالبًا ما يتراجع بعد وفاتها، وهو ما دفعهم إلى إنشاء كيان يحافظ على هذا الإرث ويمنع اندثاره مع مرور الوقت.
وأشارت إلى أن تأسيس دارة محمد جابر الأنصاري للفكر والثقافة يمثل امتدادًا للمشروع الإنساني والثقافي الذي أطلقه الراحل، ويجسد رغبة العائلة في الحفاظ على فكره وتوثيقه للأجيال القادمة، مبينة أن الدارة أسهمت في تخفيف وطأة الفقد لدى أسرته ووفرت لهم مساحة للتواصل المستمر مع فكره وكتاباته، إذ أتاح لهم هذا المشروع فرصة اكتشاف جوانب جديدة من شخصيته وأفكاره العميقة التي لم يكونوا على دراية بها من قبل.
وأكدت الأنصاري أن الدارة تسعى إلى إحياء إرث الدكتور الأنصاري وإتاحته للأجيال والمختصين، وأنها تشكل جسر تواصل بين الجيلين السابق والحالي في مجالي الصحافة والثقافة، موضحة أن المشروع يقوم على فلسفة تعزز استمرارية الفكر النقدي والتنويري في مجتمع يشهد تراجعًا نسبيًا في الاهتمام بالمضامين الثقافية العميقة، ما يستدعي جهودًا إضافية لإعادة الاهتمام بالفكر النوعي والمضمون الهادف.
وبينت أن الدارة تعمل على توسيع حضورها عبر وسائل متعددة، أبرزها حسابها الرسمي في منصات التواصل الاجتماعي الذي يهدف إلى تبسيط المضمون الفكري وتقديمه بأسلوب عصري يتناسب مع فئة الشباب، بما يسهم في تعريف الأجيال الجديدة بالشخصية العربية التي تركت إرثًا فكريًا واسعًا، واجتهدت لتقديم رؤية خليجية منفتحة على العالم.
وأضافت أن الدكتور محمد جابر الأنصاري كان سابقًا لعصره، إذ تناول في كتاباته قضايا الأجيال القادمة، وسعى إلى إيصال الروح الخليجية والعربية إلى العالم من خلال فكر واعٍ ومشروع ثقافي ممتد.
كما أوضحت أن الدارة تعمل على أكثر من مسار في توثيق ونشر أعمال الراحل، من خلال إعادة نشر مقالاته القديمة في مناسباتها المناسبة لإحيائها مجددًا، والتذكير بالأفكار التي لا تزال ذات صلة بالواقع، إضافة إلى إعادة طباعة مؤلفاته التي نفدت من الأسواق.
وأعلنت الأنصاري أن الدارة تعمل على توسيع أقسامها لتصبح مركزًا بحثيًا مفتوحًا أمام طلبة الجامعات، بهدف تشجيعهم على دراسة الفكر البحريني والعربي، والمشاركة في مشاريع بحثية وثقافية مرتبطة بفكر الدكتور الأنصاري وإرثه، وأكدت تطلعها إلى أن تكون الدارة علامة مميزة على الخارطة الثقافية والسياحية في مملكة البحرين، من خلال ما تقدمه من مبادرات وأنشطة نوعية.
كما شددت على أن الدكتور الأنصاري كان من أبرز الداعين إلى تفعيل الحركة النقدية الحية في البحرين، القائمة على الحوار البنّاء والإنصات المتبادل بين المفكرين والمثقفين، وأشارت إلى أن مسابقة «محمد جابر الأنصاري لإثراء الفكر العربي» التي أطلقتها الدارة شهدت مشاركة ثلاثين متسابقًا، وتم تمديد فترة التقديم استجابة للإقبال الكبير وكثرة الاستفسارات التي وردت من المهتمين.
من جانبها، أكدت ياسمين العقيدات رئيسة لجنة الثقافة والشباب في جمعية الصحفيين البحرينية أن انطلاق أولى فعاليات المجلس الإعلامي يمثل بداية سلسلة من اللقاءات والحوارات الهادفة التي تنظمها اللجنة لتعزيز الحراك الثقافي والإعلامي داخل الجمعية.
وقالت العقيدات إن المجلس الإعلامي يهدف إلى خلق مساحة تفاعلية تجمع بين الخبرات الإعلامية والفكرية والأجيال الشابة، بما يسهم في تبادل التجارب والمعارف وترسيخ ثقافة الحوار البنّاء في الوسط الصحفي والثقافي.
وأضافت أن استضافة هالة الأنصاري في أولى جلسات المجلس تعكس تقدير الجمعية للإرث الفكري والإنساني الذي تركه الراحل الدكتور محمد جابر الأنصاري، مشيرة إلى أن اللقاء تناول محطات بارزة من تجربته الصحفية والفكرية، إلى جانب القضايا التي شكّلت محور اهتمامه وأسهمت في تشكيل الوعي الثقافي البحريني والعربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك