خالد نجيبي: البحرين نموذج في التحول الاقتصادي منذ 200 عام
انطلقت في العاصمة العمانية مسقط فعاليات منتدى الأعمال العماني البحريني، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عمان، بحضور واسع من كبار رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين الشقيقين، حيث ترأس المنتدى من الجانب البحريني خالد محمد نجيبي النائب الأول لرئيس غرفة البحرين، فيما ترأسه من الجانب العماني الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان.
وبحث المنتدى تعزيز آليات تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين البحرين وسلطنة عمان، واستكشاف فرص الشراكة في قطاعات متعددة تشمل الإنشاء والعقار والصناعة والطاقة والتكنولوجيا وغيرها العديد من القطاعات إلى جانب بحث سبل تسهيل الإجراءات وتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية ذات الأولوية، كما تركزت المناقشات على مجموعة من القطاعات منها القطاع المصرفي، وقطاع التجزئة، والاتصالات والتكنولوجيا، والصناعة والطاقة، والقطاع الصحي، والنقل والخدمات اللوجستية، والأغذية، والقطاع المالي، إلى جانب الإنشاءات والعقارات. 
بدوره، أكد نجيبي أهمية المنتدى العماني البحريني في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، قائلاً : إن هذا اللقاء الاقتصادي الذي يجمع بين بلدين شقيقين على أرضٍ جمعت بين التاريخ والرؤية وبين الأصالة والطموح ليس مجرد فعالية اقتصادية، بل هو جسر من التعاون والإيمان المشترك بأن ازدهار أحدنا هو قوة للآخر، مضيفاً أن انعقاد المنتدى يأتي ترجمة لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة وتجسيدًا لحرصهما المشترك على دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب.
وتحدث نجيبي في كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى عن الرحلة الاقتصادية التي خاضتها البحرين على مدى أكثر من 200 عام، قائلاً: لقد خاضت البحرين رحلة تحول اقتصادي فريدة جعلت منها نموذجا في التكيّف والابتكار، مشيرا إلى دور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تحقيق التحول الاقتصادي في البحرين وذلك حين أسس مجلس التنمية الاقتصادية لتحويل التنويع الاقتصادي من شعار إلى نظام تشغيل للدولة عبر مرتكزات جوهرية وإصلاحات عملية شملت: تهيئة بيئة أعمال جاذبة، وتحديد قطاعات أولوية واضحة إلى جانب تمكين الشباب والمرأة، وترسيخ الاستثمار في رأسِ المال البشري باعتباره المحرك الأول للتنمية. 
وأضاف أن هذا المنتدى هو تجسيد عملي لتلاقى الرؤى الوطنية المشتركة بين البحرين وعمان، حيث تتلاقى رؤية البحرين الاقتصادية 2030 مع رؤية عمان 2040 في أهدافٍ واحدة: تنويع الاقتصاد، تمكين الإنسان، واستدامة النمو، لافتاً إلى أن هذا المنتدى فرصة عملية لترجمة تلك الرؤى إلى مشاريع واقعية، وشراكات نوعية، واستثمارات تُضيف قيمة للبلدين الشقيقين. 
بدوره، أكد الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان في كلمته خلال منتدى الأعمال العماني البحريني أهمية المنتدى في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين سلطنة عمان ومملكة البحرين، مشيرا إلى أن المنتدى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقال إن المنتدى الذي يجمع بين سلطنة عمان ومملكة البحرين في إطار من التعاون المشترك والرؤية المستقبلية ليس مجرد حدث اقتصادي، بل هو فرصة حقيقية لاستكشاف فرص التعاون في عدة قطاعات حيوية، وتوسيع آفاق الشراكة بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، مشيراً إلى أن المنتدى يعكس التوجيهات السامية لقادة البلدين، في دفع العلاقات الاقتصادية نحو آفاق جديدة، مع تعزيز الشراكة في مجالات متعددة مثل الصناعة، والطاقة، والتكنولوجيا، والصحة.
من جانبه، شدد السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان على أهمية التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، ولا سيما التجارة والاستثمار، مشيراً إلى أن الشراكات بين رواد الأعمال في البلدين بلغت نحو 500 شراكة حتى الآن، ما يعكس التقدم الكبير في التعاون الاقتصادي، كما أن هذه الشراكات تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، بدءًا من السياحة والصناعات التحويلية وصولًا إلى قطاعات التكنولوجيا والابتكار، ما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين ويشكل قاعدة صلبة لتوسيع الفرص الاستثمارية المستقبلية. فيما استعرض عضو المكتب التنفيذي لغرفة البحرين باسم الساعي نبذة عن الغرفة باعتبارها أقدم غرفة تجارية في منطقة الخليج منذ تأسيسها عام 1910، ودورها كممثل رئيسي للقطاع الخاص البحريني، حيث تضم في عضويتها أكثر من 38000 مؤسسة نشطة، منها نسبة كبيرة من المشاريع الفردية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح الساعي أن الغرفة تُعد شريكًا أساسيًا للحكومة في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال مشاركتها الفاعلة في عدد من اللجان الوطنية ومجالس الإدارات المشتركة، إلى جانب علاقاتها الاستراتيجية مع المنظمات الإقليمية والدولية مثل اتحاد الغرف الخليجية، والغرفة العربية الألمانية، والاتحاد العام لغرف التجارة العربية.
وفي الجلسة الحوارية التي تم تنظيمها ضمن فعاليات المنتدى تحدثت سوسن أبو الحسن عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، عن القطاعات الاقتصادية الواعدة في المملكة، مشيرة إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية يعد من أبرز القطاعات التي تبرز كفرصة استثمارية استراتيجية، مؤكدة أن البحرين تتمتع بقاعدة بنية تحتية مصرفية قوية منذ السبعينيات، ما يوفر الأساس المثالي لتعزيز هذا القطاع وتحقيق خطوات متقدمة في مجال التكنولوجيا المالية.
 
 
                	
                	
                	
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك