القاهرة - سيد عبدالقادر:
في خامس أيام ما وصف بأنه فيضان غير مسبوق للنيل، تدخلت فيه عناصر الطبيعة مع المنطاحات السياسية الإثيوبية، أطلقت وزارة الزراعة والري السودانية، «الإنذار الأحمر» على طول الشريط النيلي تحسباً لفيضانات محتملة قد تجرف المنازل، والأراضي الزراعية، وتهدد حياة آلاف الأسر، بسبب كميات المياه الضخمة الواردة من اثيوبيا التي اضطرت الى فتح أربعة بوابات رئيسية في سد النهضة، لتصريف المياه المتراكمة فيه.
ومن جانبها جددت مصر تحذيراتها من مخاطر السد الإثيوبي، لكنها أكدت في الوقت نفسه امتلاكها «سيناريوهات جاهزة» للتعامل مع القضية.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم: إن مصر لن تسمح بتأثر المواطن بأي أعمال أحادية في منابع النيل، مؤكدا أن سد النهضة غير قانوني وغير شرعي، وسيظل كذلك حتى يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق مصر المائية.
وكشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن فيضانات السودان سببها تفريغ المياه بقوة من سد النهضة، مشيرا إلى أن «العناد الإثيوبي تسبب في الوضع الحالي، حيث لا تعمل توربينات توليد الكهرباء، ما اضطر أديس أبابا إلى تصريف المياه بقوة أغرقت السودان».
وقال شراقي: منذ افتتاح سد النهضة في 9 سبتمبر الحالي؛ والتصريف من سد النهضة أكثر من 450 مليون متر مكعب يوميا، حتى وصل إلى ذروته 750 مليون متر مكعب خلال الأيام الخمسة الأخيرة، قبل أن ينخفض قليلاً إلى 699 مليون متر مكعب، إلا أنه يظل مرتفعاً أكثر من ضعف الإيراد الطبيعي في هذا الوقت.
ولفت الدكتور شراقي إلى دور «السد العالي» بمصر في حمايتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، خلال ملء خزان سد النهضة، ودوره الراهن في استقبال مياه الفيضان بأعلى كفاءة، من دون تأثر مصر، مضيفاً: أنه «رغم التخبط في تشغيل سد النهضة، فسوف يظل السد العالي شامخاً ومنظماً وحافظاً لأمننا المائي».
وترى مصر أن لإثيوبيا أهدافاً سياسية من بناء السد، وليست أهدافاً تنموية فقط، وقال وزير الري المصري: إن «توليد الكهرباء ليس الهدف الوحيد أو الأول لسد النهضة؛ الهدف الأول له هو الهيمنة على منابع النيل والتحكم السياسي في المنطقة»، مؤكداً أن «مصر لن تسمح بالهيمنة على منابع النيل».
وحذر المستشار الأسبق لوزير الري المصري، الدكتور ضياء الدين القوصي، من ان الأمطار ما زالت مستمرة على الهضبة الإثيوبية، ما ينبئ بمخاطر قد تحدث في أي وقت، حيث قامت أديس أبابا بملء السد حتى سعة 74 مليار متر مكعب، وهي سعة لا يحتملها جسم السد، ومع عدم القدرة على تشغيل معظم التوربينات اضطرت إلى تصريف المياه بقوة.
وذكر الدكتور نادر نور الدين الخبير المصري في الموارد المائية،: أن «إثيوبيا أخطأت بملء البحيرة بكامل سعتها قبل الانتهاء من تركيب جميع التوربينات الـ13»، معتبراً أن «بدء الفيضان في السودان حالياً يكشف كذب ادعاءات إثيوبيا لخداع السودان بأن السد الإثيوبي سيمنع الفيضانات عن السودان».
وتقدمت بمصر بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي فور افتتاح إثيوبيا للسد، مؤكدة أن «سياسات أديس أبابا الأحادية تزعزع استقرار المنطقة»، وتهدد «حقوقها ومصالحها الوجودية في نهر النيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك