لم تعد الجراحات الروبوتية في الكويت مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبحت واقعاً ملموساً يعكس مدى التقدم الطبي والتقني الذي وصلت إليه البلاد؛ فقد سجل القطاع الصحي الكويتي إنجازات غير مسبوقة منذ إدخال أنظمة الجراحة الروبوتية، التي أسهمت في تطوير مستويات الرعاية الطبية وتقليص المخاطر على المرضى.
ومن أبرز هذه الإنجازات إجراء أول عملية استبدال ركبة مدعومة بالكامل بالتقنية الروبوتية، بالإضافة إلى تنفيذ أطول جراحة عن بُعد على مستوى العالم، على مسافة تجاوزت 12 ألف كيلومتر بين الكويت والبرازيل، وهو ما يمثل خطوة نوعية في الجمع بين الخبرة الطبية والبنية التكنولوجية الرقمية المتطورة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية فقد تجاوز عدد العمليات الروبوتية المنفذة في مستشفيات الكويت أكثر من 1800 عملية منذ عام 2014، شملت تخصصات متنوعة مثل استئصال البروستاتا، أورام الكلى، استئصال المثانة، تصحيح التشوهات الخلقية في المسالك البولية، وجراحات دقيقة في البطن والسمنة والقولون. وتوفر هذه العمليات مزايا عدة، منها تقليل النزيف، تقصير فترة التعافي، والحد من الحاجة إلى الإقامة الطويلة في المستشفى، ما يعزز جودة الرعاية الصحية بشكل ملحوظ.
وأشار وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إلى أن الوزارة تركز على تدريب الكوادر الوطنية على هذه التقنيات، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوطين التكنولوجيا الطبية، مشدداً على أن الاستثمار في الجراحات الروبوتية جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز الكفاءة الطبية وتقليل نسب الخطأ.
كما يعكس هذا التقدم الاستراتيجي في الكويت النمو الاقتصادي للقطاع، حيث بلغت قيمة سوق أنظمة الجراحة الروبوتية 38 مليون دولار في عام 2024، مع توقعات بأن يصل إلى نحو 60 مليون دولار بحلول 2030، ما يوضح التوجه المستمر نحو التحوّل الرقمي في الرعاية الصحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك