العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

مخاوف من استغلال تنظيم الدولة الإسلامية ملايين الأفغان العائدين

الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

كابول‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تحذّر‭ ‬مصادر‭ ‬أمنية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬من‭ ‬إمكان‭ ‬تحرّك‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬ملايين‭ ‬الأفغان‭ ‬المجبرين‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬باكستان‭ ‬وإيران‭. ‬ومنذ‭ ‬يناير،‭ ‬عاد‭ ‬نحو‭ ‬2,6‭ ‬مليون‭ ‬أفغاني‭ ‬أمضى‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬عقودا‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وبعضهم‭ ‬يزور‭ ‬أفغانستان‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭. ‬وقال‭ ‬المنسق‭ ‬السابق‭ ‬للجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬هانز‭-‬ياكوب‭ ‬شندلر‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬إن‭ ‬‮«‬الخطر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفغان‭ ‬الوافدين‭ ‬حديثا،‭ ‬مجنّدين‭ ‬محتملين‮»‬‭. ‬

وتحسّنت‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬عادت‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬بعدما‭ ‬أسقطت‭ ‬الحكومة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ (‬ناتو‭). ‬لكن‭ ‬الفرع‭ ‬المحلي‭ ‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الحاضر‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ينفّذ‭ ‬هجمات‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬ويهدد‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭ ‬والمنطقة‭ ‬الأوسع‭. ‬وأوضح‭ ‬شندلر‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬اغسطس‭ ‬2021،‭ ‬واصلت‭ ‬المجموعة‭ ‬تجنيد‭ ‬عناصر‭ ‬مستائين‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬وأفغان‭ ‬غير‭ ‬منضوين‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‮»‬‭. ‬

وحذّرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬‮«‬بيئة‭ ‬متساهلة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭.. ‬تشكّل‭ ‬تهديدا‭ ‬خطرا‭ ‬لأمن‭ ‬بلدان‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وغيرها‮»‬‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التهديد‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ألفي‭ ‬مقاتل‭ ‬نفّذوا‭ ‬هجمات‭ ‬دامية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬وباكستان‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬الباكستانية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬طالبان‭ ‬الأفغانية‭ ‬رغم‭ ‬العلاقات‭ ‬الوثيقة‭ ‬بينهما،‭ ‬تضم‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬عدد‭ ‬المقاتلين،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تركّز‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الباكستانية‭. ‬ولطالما‭ ‬اتّهمت‭ ‬إسلام‭ ‬آباد‭ ‬سلطات‭ ‬أفغانستان‭ ‬بتوفير‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن‭ ‬للجماعات‭ ‬المسلحة‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬تشدد‭ ‬حكومة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬لم‭ ‬تعد‮»‬‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬

وتتوقّع‭ ‬مفوضية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬عودة‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين‭ ‬أفغاني‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭. ‬ويشير‭ ‬منسق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إندريكا‭ ‬راتواتي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فور‭ ‬وصولهم،‭ ‬يصطدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬‮«‬بتحديات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وظائف‭ ‬أو‭ ‬سكن‭ ‬أو‭ ‬إمكان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬قد‭ ‬يقعون‭ ‬ضحية‭ ‬آليات‭ ‬تكيّف‭ ‬سلبية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استغلالهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬مسلحة‮»‬‭. ‬

وبحسب‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬يعيش‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬أفغانستان‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬48‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬فيما‭ ‬يعاني‭ ‬ربع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و29‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬البطالة‭. ‬وقال‭ ‬مصدر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬أوروبي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأفغان‭ ‬ينضمون‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاقتناع‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ (‬الضرورات‭ ‬الاقتصادية‭)‬‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬أمينة‭ ‬خان‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬إسلام‭ ‬آباد‭ ‬أن‭ ‬الأفغان‭ ‬الذين‭ ‬أمضوا‭ ‬عقودا‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬يعتبرون‭ ‬غرباء‭ ‬لدى‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭. ‬ويشعر‭ ‬بعضهم‭ ‬بالاستياء‭ ‬من‭ ‬باكستان‭ ‬التي‭ ‬صادرت‭ ‬أعمالهم‭ ‬التجارية‭ ‬وممتلكاتهم‭. ‬ويصبح‭ ‬هؤلاء‭ ‬بالتالي‭ ‬‮«‬لقمة‭ ‬سائغة‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وبحسب‭ ‬موسكو،‭ ‬تضم‭ ‬أفغانستان‭ ‬نحو‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬مقاتل‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬منظمة‭ ‬مختلفة‭. ‬وأكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الروسي‭ ‬سيرغي‭ ‬شويغو‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬اغسطس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬القلق‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬نشاط‭ ‬الفرع‭ ‬الأفغاني‭ (‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭).. ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬معسكرات‭ ‬تدريب‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬وشمال‭ ‬وشمال‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا