العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

اقتراح في الوقت المناسب.. مبادرة الحوكمة العالمية ترسم الطريق إلى الأمام وسط التحديات العالمية

الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

استحوذ‭ ‬حدثان‭ ‬رئيسيان‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬عالمي‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬أوائل‭ ‬الخريف،‭ ‬فقد‭ ‬أعربت‭ ‬قمة‭ ‬منظمة‭ ‬شنغهاي‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬تيانجين‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬القوي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬التعددية‭ ‬والنظام‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أكدت‭ ‬احتفالات‭ ‬الذكرى‭ ‬الثمانين‭ ‬لانتصار‭ ‬حرب‭ ‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬الصينية‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الياباني‭ ‬والحرب‭ ‬العالمية‭ ‬ضد‭ ‬الفاشية‭ ‬العزم‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬التاريخ‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬المحورية،‭ ‬جاء‭ ‬اقتراح‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬بمبادرة‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ (‬GGI‭) ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭. ‬فهي‭ ‬تُقدم‭ ‬حلولاً‭ ‬صينية‭ ‬لتعزيز‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬ومعالجة‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬المزمنة‭ ‬في‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭. ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬المتصاعدة،‭ ‬تُوفر‭ ‬المبادرة‭ ‬إطارًا‭ ‬مناسبًا‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتُضفي‭ ‬زخمًا‭ ‬جديدًا‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭.‬

ويصادف‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ80‭ ‬للانتصار‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬الصينية‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الياباني‭ ‬والحرب‭ ‬العالمية‭ ‬ضد‭ ‬الفاشية،‭ ‬والذكرى‭ ‬الـ80‭ ‬لتأسيس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

قبل‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬عانى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬أنشئت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فاتحة‭ ‬بذلك‭ ‬فصلاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬ومرسية‭ ‬الأساس‭ ‬للسلام‭ ‬الدائم‭ ‬والتنمية‭. ‬ولا‭ ‬تهدف‭ ‬احتفالات‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تذكر‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬الالتزام‭ ‬بالنظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإصلاح‭ ‬وتحسين‭ ‬نظام‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمي،‭ ‬والعمل‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬اليوم‭ ‬محفوفٌ‭ ‬بعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭. ‬ويتعرض‭ ‬النظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬المتمركز‭ ‬حول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لضغوطٍ‭ ‬متزايدة،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬تتفاقم‭. ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬المشاركة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بلدان‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬نمو‭ ‬نفوذ‭ ‬الأسواق‭ ‬الناشئة‭ ‬والبلدان‭ ‬النامية،‭ ‬ما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬تمثيلها‭ ‬وتصحيح‭ ‬الظلم‭ ‬التاريخي‭. ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬المبادئ،‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بشكل‭ ‬ثابت‭ ‬بأهداف‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ويتم‭ ‬تجاهل‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعمل‭ ‬العقوبات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬تقويض‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭. ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الفعالية،‭ ‬تأخر‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭ ‬عن‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تظل‭ ‬القضايا‭ ‬العاجلة‭ ‬مثل‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬وفجوات‭ ‬الحوكمة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الناشئة‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والفضاء‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭.‬

وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الخلفية،‭ ‬أصبحت‭ ‬الأسئلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنوع‭ ‬نظام‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬بناؤه‭ ‬وكيفية‭ ‬إصلاحه‭ ‬وتحسينه‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬الملحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬وتجيب‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وتمهّد‭ ‬الطريق‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬مُلبّية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المُلحّة‭ ‬لعالم‭ ‬اليوم‭. ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬مبادئ‭: ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬السيادة،‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتعددية،‭ ‬ونهج‭ ‬مُركّز‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعمل‭ ‬ملموس‭. ‬وتُقدّم‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬المُحدّدة‭ ‬بدقة‭ ‬والتطلعية،‭ ‬معًا‭ ‬إجابات‭ ‬منهجية‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬الجوهرية‭ ‬حول‭ ‬من‭ ‬يحكم،‭ ‬وكيف‭ ‬تُطبّق‭ ‬الحوكمة،‭ ‬ومن‭ ‬تخدمه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬وبحسب‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬البيلاروسي‭ ‬ألكسندر‭ ‬لوكاشينكو،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬الخمسة‭ ‬تضرب‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬لمعالجة‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬الآليات‭ ‬الدولية‭ ‬اليوم‭. ‬وتتوافق‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬مقاصد‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتعكس‭ ‬التوقعات‭ ‬المشتركة‭ ‬للغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬إصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتحسينه‭ ‬تفكيك‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬أنظمة‭ ‬جديدة‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬القائم،‭ ‬بل‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وتحسين‭ ‬قدرة‭ ‬وفعالية‭ ‬الأنظمة‭ ‬والآليات‭ ‬القائمة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وشمولاً‭ ‬واستجابةً‭ ‬لواقع‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭. ‬وكما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬دينيس‭ ‬ساسو‭ ‬نغيسو،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬توفر‭ ‬طريقا‭ ‬نحو‭ ‬نظام‭ ‬حوكمة‭ ‬دولي‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وإنصافا،‭ ‬ما‭ ‬يجلب‭ ‬فوائد‭ ‬ملموسة‭ ‬لبلدان‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭.‬

ويتقدم‭ ‬التاريخ‭ ‬مثل‭ ‬سباق‭ ‬التتابع،‭ ‬حيث‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬جيل‭ ‬العصا‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬البشري،‭ ‬ويتحرك‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬العصر‭. ‬وإن‭ ‬الصين‭ ‬مستعدة‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬لتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬والتنسيق،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك،‭ ‬واستكشاف‭ ‬السبل‭ ‬نحو‭ ‬إصلاح‭ ‬وتحسين‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬حوكمة‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وإنصافا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬النبيلة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا