كتبت: زينب علي
تصوير: رضا جميل
في إطار العلاقات الثقافية المتنامية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع سفارة الصين لدى المملكة أمسية فنية استثنائية حملت عنوان «همسات من الشرق»، وذلك على مسرح البحرين الوطني. وشكلت الأمسية احتفاءً مميزاً بالثقافة الصينية وأبرزت عراقة هذا التراث وتنوعه، في لوحة متكاملة جمعت بين الرقص والموسيقى والأوبرا والفنون القتالية والعروض البهلوانية.
وقد جاءت هذه الفعالية كجزء من جهود الهيئة لتعزيز جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، وإبراز مكانة البحرين كمنصة حيوية لاستضافة الفعاليات الدولية التي تجمع بين مختلف الحضارات.
وتخلل برنامج الحفل سلسلة من العروض التي أسرت الحضور بجمالياتها وإبداعها، حيث تألقت الرقصة العالمية الشهيرة «مطر سعيد في ليلة ربيعية»، المستوحاة من قصيدة صينية قديمة، التي نالت جوائز دولية وشاركت في محافل كبرى مثل قمة العشرين ومهرجان بريكس السينمائي. كما قدم عرض «أسرار البرونز» مزيجاً أخاذاً من الحركات البهلوانية والسرد المسرحي، مستحضراً عناصر الطبيعة والرموز الثقافية الصينية التقليدية.
أما عرض «ليلة مقمرة على نهر الربيع» فقد تميز بدمج رائع بين الموسيقى الكلاسيكية الصينية والتوزيعات الغربية الحديثة، ترافقه لوحات فنية من فنون القتال التقليدية «تشانغتشيوان»، ما أضفى أجواءً مفعمة بالقوة والحيوية. ولم يخل البرنامج من لمسة الطبيعة الصينية ورمزيتها، حيث قدم عرضا «المونال الصيني» و«موطن الباندا العملاقة» وهي لوحات راقصة تحتفي بجمال البيئة الصينية ورمزية الباندا كأيقونة ثقافية وحضارية.
إلى جانب ذلك، أبهرت الفرق المشاركة الجمهور بعروض استعراضية مثل فن تغيير الوجوه الشهير في أوبرا سيتشوان، الذي أذهل الحاضرين بسرعة التحولات البصرية والدقة الأدائية، بالإضافة إلى استعراضات السيف (الداو) والتلاعب بالأقدام التي أظهرت مستوى عالياً من البراعة الفنية والقدرات البدنية. هذه اللوحات المتنوعة عكست ثراء المخزون الثقافي الصيني وتكامله بين الفنون الأدائية والموروث الشعبي.
وقد حظيت الأمسية بتفاعل كبير من الحضور، الذين أعربوا عن إعجابهم بما حملته العروض من تناغم بين الموسيقى والحركة والسينوغرافيا المسرحية المتقنة، مؤكدين القيمة الفنية التي قدمتها هذه الفعالية. واعتبر العديد من الحاضرين أن الأمسية لم تكن مجرد عرض فني، بل تجربة ثقافية متكاملة نقلت الجمهور في رحلة عبر عصور مختلفة من التاريخ الصيني وصولاً إلى الحاضر.
وبهذا، رسخت أمسية «همسات من الشرق» صورة البحرين كحاضنة للفعاليات الفنية العالمية، ومكان يجتمع فيه الإبداع الإنساني بمختلف أشكاله، في مشهد أكد أن الثقافة تظل لغة عالمية تتجاوز الحدود وتوحد القلوب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك