العدد : ١٧٣٤٩ - الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٩ - الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

ألوان

على مسرح البحرين الوطني:
هيئة الثقافة وسفارة الصين تنظمان أمسية فنية صينية زاخرة بالإبداع

الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬علي‭ ‬

تصوير‭: ‬رضا‭ ‬جميل‭ ‬

في‭ ‬إطار‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬المتنامية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬نظمت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬سفارة‭ ‬الصين‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬أمسية‭ ‬فنية‭ ‬استثنائية‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬همسات‭ ‬من‭ ‬الشرق‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭. ‬وشكلت‭ ‬الأمسية‭ ‬احتفاءً‭ ‬مميزاً‭ ‬بالثقافة‭ ‬الصينية‭ ‬وأبرزت‭ ‬عراقة‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬وتنوعه،‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬متكاملة‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الرقص‭ ‬والموسيقى‭ ‬والأوبرا‭ ‬والفنون‭ ‬القتالية‭ ‬والعروض‭ ‬البهلوانية‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الهيئة‭ ‬لتعزيز‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وإبراز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كمنصة‭ ‬حيوية‭ ‬لاستضافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الحضارات‭. ‬

وتخلل‭ ‬برنامج‭ ‬الحفل‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬أسرت‭ ‬الحضور‭ ‬بجمالياتها‭ ‬وإبداعها،‭ ‬حيث‭ ‬تألقت‭ ‬الرقصة‭ ‬العالمية‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬مطر‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬ربيعية‮»‬،‭ ‬المستوحاة‭ ‬من‭ ‬قصيدة‭ ‬صينية‭ ‬قديمة،‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬جوائز‭ ‬دولية‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬محافل‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬ومهرجان‭ ‬بريكس‭ ‬السينمائي‭. ‬كما‭ ‬قدم‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬أسرار‭ ‬البرونز‮»‬‭ ‬مزيجاً‭ ‬أخاذاً‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬البهلوانية‭ ‬والسرد‭ ‬المسرحي،‭ ‬مستحضراً‭ ‬عناصر‭ ‬الطبيعة‭ ‬والرموز‭ ‬الثقافية‭ ‬الصينية‭ ‬التقليدية‭.‬

أما‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬ليلة‭ ‬مقمرة‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬الربيع‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬تميز‭ ‬بدمج‭ ‬رائع‭ ‬بين‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬الصينية‭ ‬والتوزيعات‭ ‬الغربية‭ ‬الحديثة،‭ ‬ترافقه‭ ‬لوحات‭ ‬فنية‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬القتال‭ ‬التقليدية‭ ‬‮«‬تشانغتشيوان‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬أضفى‭ ‬أجواءً‭ ‬مفعمة‭ ‬بالقوة‭ ‬والحيوية‭. ‬ولم‭ ‬يخل‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬لمسة‭ ‬الطبيعة‭ ‬الصينية‭ ‬ورمزيتها،‭ ‬حيث‭ ‬قدم‭ ‬عرضا‭ ‬‮«‬المونال‭ ‬الصيني‮»‬‭ ‬و«موطن‭ ‬الباندا‭ ‬العملاقة‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬لوحات‭ ‬راقصة‭ ‬تحتفي‭ ‬بجمال‭ ‬البيئة‭ ‬الصينية‭ ‬ورمزية‭ ‬الباندا‭ ‬كأيقونة‭ ‬ثقافية‭ ‬وحضارية‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬أبهرت‭ ‬الفرق‭ ‬المشاركة‭ ‬الجمهور‭ ‬بعروض‭ ‬استعراضية‭ ‬مثل‭ ‬فن‭ ‬تغيير‭ ‬الوجوه‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬أوبرا‭ ‬سيتشوان،‭ ‬الذي‭ ‬أذهل‭ ‬الحاضرين‭ ‬بسرعة‭ ‬التحولات‭ ‬البصرية‭ ‬والدقة‭ ‬الأدائية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استعراضات‭ ‬السيف‭ (‬الداو‭) ‬والتلاعب‭ ‬بالأقدام‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬مستوى‭ ‬عالياً‭ ‬من‭ ‬البراعة‭ ‬الفنية‭ ‬والقدرات‭ ‬البدنية‭. ‬هذه‭ ‬اللوحات‭ ‬المتنوعة‭ ‬عكست‭ ‬ثراء‭ ‬المخزون‭ ‬الثقافي‭ ‬الصيني‭ ‬وتكامله‭ ‬بين‭ ‬الفنون‭ ‬الأدائية‭ ‬والموروث‭ ‬الشعبي‭.‬

وقد‭ ‬حظيت‭ ‬الأمسية‭ ‬بتفاعل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬الذين‭ ‬أعربوا‭ ‬عن‭ ‬إعجابهم‭ ‬بما‭ ‬حملته‭ ‬العروض‭ ‬من‭ ‬تناغم‭ ‬بين‭ ‬الموسيقى‭ ‬والحركة‭ ‬والسينوغرافيا‭ ‬المسرحية‭ ‬المتقنة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭. ‬واعتبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحاضرين‭ ‬أن‭ ‬الأمسية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬عرض‭ ‬فني،‭ ‬بل‭ ‬تجربة‭ ‬ثقافية‭ ‬متكاملة‭ ‬نقلت‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬عبر‭ ‬عصور‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬الصيني‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الحاضر‭.‬

وبهذا،‭ ‬رسخت‭ ‬أمسية‭ ‬‮«‬همسات‭ ‬من‭ ‬الشرق‮»‬‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬كحاضنة‭ ‬للفعاليات‭ ‬الفنية‭ ‬العالمية،‭ ‬ومكان‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬الإبداع‭ ‬الإنساني‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكاله،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬تظل‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬وتوحد‭ ‬القلوب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا