العدد : ١٧٤٤٩ - الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٩ - الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ رجب ١٤٤٧هـ

ألوان

رجل يقاضي زوجته بعد رفضها التبرع له بجزء من كبدها

الأربعاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

رفع‭ ‬رجل‭ ‬كوري‭ ‬جنوبي‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬زوجته‭ ‬بتهمة‭ ‬‮«‬الهجر‭ ‬الخبيث‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفضت التبرع‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬كبدها‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياته‭.‬‮ ‬

وبحسب‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬فإن‭ ‬الزوجين‭ ‬في‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬مرتبطان‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ولديهما‭ ‬طفلان‭ ‬صغيران،‭ ‬وتغيرت‭ ‬حياتهما‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تشخيص‭ ‬الزوج‭ ‬بمرض‭ ‬نادر‭ ‬في‭ ‬الكبد‭ ‬يُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬تليف‭ ‬القنوات‭ ‬الصفراوية‭ ‬الأولي‮»‬‭ ‬Primary Biliary Cirrhosis‭.‬

وأخبر‭ ‬الأطباء‭ ‬الزوج‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬كبد،‭ ‬فإن‭ ‬حياته‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬عامًا‭ ‬واحدًا‭. ‬وتم‭ ‬إدراج‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الانتظار‭ ‬لإجراء‭ ‬الزرع،‭ ‬وتلقى‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬والديه‭ ‬اللذين‭ ‬تكفلا‭ ‬بمصاريف‭ ‬العلاج‭ ‬الطبي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬زوجته‭ ‬له‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬المرض‭.‬

وفي‭ ‬لحظة‭ ‬أمل،‭ ‬اكتشف‭ ‬الأطباء‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬مؤهلة‭ ‬للتبرع،‭ ‬وبلغ‭ ‬توافق‭ ‬الأنسجة‭ ‬البشرية‭ ‬بينهما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬95‭%‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتُبر‭ ‬فرصة‭ ‬نادرة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياته‭. ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أخبرت‭ ‬الزوجة‭ ‬الأطباء‭ ‬وعائلة‭ ‬زوجها‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬‮«‬رهاب‭ ‬مرضي‭ ‬من‭ ‬الإبر‭ ‬والأدوات‭ ‬الحادة‮»‬‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬الجراحة‭ ‬للتبرع‭ ‬بالكبد‭.‬

هنا‭ ‬شعر‭ ‬الزوج‭ ‬بالصدمة‭ ‬وبدأ‭ ‬ينتقد‭ ‬جهود‭ ‬زوجته‭ ‬في‭ ‬رعايته،‭ ‬بينما‭ ‬ضغط‭ ‬والداه‭ ‬عليها‭ ‬أيضًا،‭ ‬متهمينها‭ ‬بعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إنقاذه‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬لاحقًا‭ ‬على‭ ‬متبرع‭ ‬آخر‭ ‬دماغه‭ ‬ميت،‭ ‬وخضع‭ ‬الزوج‭ ‬لعملية‭ ‬زراعة‭ ‬ناجحة‭.‬

وبعد‭ ‬شفائه،‭ ‬بدأ‭ ‬الزوج‭ ‬بالتحقق‭ ‬من‭ ‬خوف‭ ‬زوجته،‭ ‬واكتشف‭ ‬أنها‭ ‬خضعت‭ ‬لعدة‭ ‬فحوصات‭ ‬وعمليات‭ ‬جراحية‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مشاكل،‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬خوفها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الإبر‭ ‬نفسها،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬محتملة‭ ‬أثناء‭ ‬العملية‭ ‬قد‭ ‬تترك‭ ‬أطفالها‭ ‬بدون‭ ‬أم‭.‬

ورغم‭ ‬تبرير‭ ‬الزوجة،‭ ‬رفع‭ ‬الزوج‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية،‭ ‬لكن‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬سيول‭ ‬رفضت‭ ‬الدعوى‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬التبرع‭ ‬بالأعضاء‭ ‬مسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬الجسدية‭ ‬للفرد‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬واجبًا‭ ‬زوجيًا،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الزوجة‭ ‬كان‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬سبب‭ ‬منطقي‭ ‬يتعلق‭ ‬برعاية‭ ‬أطفالها‭.‬

وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬اتفق‭ ‬الزوجان‭ ‬على‭ ‬الطلاق،‭ ‬وحصلت‭ ‬الزوجة‭ ‬على‭ ‬حضانة‭ ‬الطفلين،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬دعمها‭ ‬المالي‭ ‬لزوجها‭ ‬السابق‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬العملية‭.‬

وأثارت‭ ‬القضية‭ ‬جدلًا‭ ‬واسعًا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬واستقلالية‭ ‬الجسم‭ ‬مقابل‭ ‬الواجبات‭ ‬الأسرية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا