العدد : ١٧٣٤٧ - السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٧ - السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

قصف لقوات الدعم السريع بطائرة مسيرة يودي بحياة 75 شخصا في الفاشر

السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

بورتسودان‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬قتل‭ ‬75‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬وفق‭ ‬أجهزة‭ ‬إسعاف‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬بطائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬استهدف‭ ‬مسجدا‭ ‬في‭ ‬الفاشر‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بغرب‭ ‬السودان،‭ ‬نفّذته‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬التي‭ ‬تُواصِل‭ ‬هجومها‭ ‬لإخراج‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬المدينة‭. ‬والفاشر‭ ‬هي‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭ ‬وآخر‭ ‬مدينة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الشاسع‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الجيش‭ ‬وحلفائه،‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬سقطت‭ ‬المدينة،‭ ‬ستكون‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬قد‭ ‬سيطرت‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬دارفور‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬ارتكاب‭ ‬الطرفين‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬ومنهجي‮»‬‭ ‬فيها‭ ‬تستهدف‭ ‬بعض‭ ‬المجموعات‭ ‬العرقية‭. ‬

واستهدف‭ ‬قصف‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الجمعة‭ ‬حي‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬الذي‭ ‬لجأ‭ ‬إليه‭ ‬مدنيون‭ ‬فرّوا‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬للنازحين‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬اكتظاظا‭ ‬ويعاني‭ ‬قاطنوه‭ ‬المجاعة،‭ ‬وفق‭ ‬غرفة‭ ‬طوارئ‭ ‬المخيم‭. ‬وقالت‭ ‬المجموعة‭ ‬الإغاثية‭ ‬إن‭ ‬‮«‬مسيَّرة‭ ‬انتحارية‮»‬‭ ‬استهدفت‭ ‬مسجدا‭ ‬أثناء‭ ‬تجمع‭ ‬للنازحين‭ ‬و«انتُشِلَت‭ ‬جثثهم‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬المسجد‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬أي‭ ‬تعليق‭ ‬فوري‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬الحادث‭. ‬ويقع‭ ‬مخيم‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬كيلومترات‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الفاشر‭ ‬التي‭ ‬تحاصرها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬منذ‭ ‬18‭ ‬شهرا‭. ‬

وأظهرت‭ ‬لقطات‭ ‬للأقمار‭ ‬الاصطناعية‭ ‬نشرها‭ ‬مختبر‭ ‬البحوث‭ ‬الإنسانية‭ (‬هيومانيتيران‭ ‬ريسيترش‭ ‬لاب‭) ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ييل‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬متواصل‭ ‬وأنها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬استراتيجية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬مخيم‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬والقاعدة‭ ‬السابقة‭ ‬لبعثة‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ (‬يوناميد‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مقرا‭ ‬للقوات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهي‭ ‬تحالف‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المتمردة‭ ‬السابقة‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭. ‬

قال‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬اسمه‭ ‬كونه‭ ‬غير‭ ‬مخوّل‭ ‬التحدث‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬‮«‬سيطرت‭ ‬بالكامل‮»‬‭ ‬على‭ ‬مجمع‭ ‬‮«‬يوناميد‮»‬‭ ‬السابق‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬الخميس‭. ‬ووصفت‭ ‬جامعة‭ ‬ييل‭ ‬هذه‭ ‬السيطرة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬محتملة‮»‬،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬الأقمار‭ ‬الاصطناعية‭ ‬الملتقطة‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬والخميس‭ ‬والتي‭ ‬تُظهر‭ ‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬الموقع‭. ‬وأظهرت‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬حللتها‭ ‬الجامعة‭ ‬أن‭ ‬المباني‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬معسكر‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬دُمِّرَت‭ ‬تماما‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬والأربعاء‭. ‬

وتسيطر‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬للنازحين‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬كيلومترات‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬‮«‬يوناميد‮»‬‭ ‬السابق،‭ ‬بحسب‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭. ‬وبالتالي‭ ‬بات‭ ‬مطار‭ ‬الفاشر‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬قاعدة‭ ‬للجيش‭ ‬ومقرا‭ ‬للفرقة‭ ‬السادسة‭ ‬منه،‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬نيران‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وتخشى‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقوع‭ ‬مجازر‭ ‬جماعية‭ ‬إذا‭ ‬سيطرت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬المدينة،‭ ‬تستهدف‭ ‬خصوصا‭ ‬المجموعات‭ ‬غير‭ ‬العربية،‭ ‬كقبيلة‭ ‬الزغاوة‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للقوات‭ ‬المشتركة‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭. ‬

ورأت‭ ‬الخبيرة‭ ‬شاينا‭ ‬لويس‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬آفاز‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أحياء‭ ‬الفاشر‭ ‬ستتلطخ‭ ‬بدماء‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بكثير‮»‬‭. ‬واضافت‭ ‬أن‭ ‬أحدث‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬‮«‬كارثي‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬مساء‭ ‬الأربعاء،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬دارفور،‭ ‬بسبب‭ ‬انقطاع‭ ‬شامل‭ ‬للاتصالات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا