دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، برج «النور» السكني في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ما أدى إلى تشريد مئات الفلسطينيين من سكانه ومن النازحين المقيمين في خيام ملاصقة له.
وقال شهود عيان: إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة عنيفة على البرج، ما أسفر عن تدميره بشكل كامل، وتضرر عشرات الخيام التي كانت تؤوي نازحين في محيطه وتحوُّل كثير منها إلى قطع قماشية غير صالحة للاستخدام.
وأشار الشهود إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر السكان بالإخلاء قبل نحو 5 دقائق من القصف، ما أثار حالة من الذعر والخوف بين المدنيين الذين لم يتمكن معظمهم من أخذ مستلزماتهم الأساسية.
في الاثناء أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تكثيف الهجمات للسيطرة على المدينة، فيما اتهم الدفاع المدني بغزة الجيش الاسرائيلي بالكذب بشأن هذه الأعداد.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس: إن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة إلى مناطق أخرى من القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ تكثيف هجومه على المدينة، بعدما كان عدد سكانها ممن بقوا فيها أو نزحوا إليها يقدر بنحو مليون شخص وفق اندبندنت عربية.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» أنه، بحسب تقديرات الجيش، «انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة إلى خارج المدينة حفاظاً على سلامتهم».
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل تكثيف الجيش هجماته للسيطرة على غزة وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يريد السيطرة على مدينة غزة، التي قال إنها تشكل آخر معاقل حركة «حماس» في القطاع.
في المقابل، حثت الأمم المتحدة وأطراف أخرى في المجتمع الدولي الجيش الإسرائيلي على التخلي عن خطته السيطرة على المدينة، محذرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية المستفحلة أصلاً.
في السياق، أكد الدفاع المدني في غزة أن عدد النازحين من غزة إلى الجنوب يقارب الـ 68 ألفاً فقط، مشيراً إلى أن كثيراً من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء، بينما لا يجد آخرون مكاناً يقيمون فيه في الجنوب.
وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل: إن «مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة».
من جهته، قال المدير العام لمستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية: إن حركة النزوح لا تزال مستمرة داخل مدينة غزة من الشرق إلى الغرب، وتابع أن «هناك عدداً قليلاً ممن خرجوا إلى جنوب قطاع غزة لعدم توافر أماكن في غرب مدينة غزة... حتى أولئك الذين يفلحون في الفرار إلى الجنوب غالباً لا يجدون مكاناً للإقامة، فمنطقة المواصي ممتلئة تماماً ودير البلح مزدحمة أيضاً». وأضاف أن كثراً عادوا الى مدينة غزة بعدما فشلوا في تأمين مأوى أو خدمات أساسية وسط الوضع الكارثي.
وأوضح أبو سليمة «بعد انتهاء الاحتلال من قصف المدارس والبيوت والأبراج والخيام، يعود المواطنون الى المناطق نفسها وينصبون خيامهم من جديد، فالمواطنون متشبثون بمدينتهم».
وقال بكري دياب (35 سنة) الذي كان نازحاً من الشمال إلى غرب مدينة غزة، وقد نصب خيمته في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة: «القصف مستمر هنا أيضاً، فالجنوب ليس مكاناً آمناً كما يدعي الاحتلال... كل ما فعلوه هو دفع الناس إلى التكدس في أماكن بلا مقومات حياة، بلا خدمات، وبلا أمان أيضاً».
وأفاد الدفاع المدني في القطاع عن استشهاد 12 فلسطينياً منذ فجر أمس بعمليات قصف إسرائيلي، غداة إعلانه استشهاد 50 شخصاً في الأقل في مختلف أنحاء القطاع المحاصر والمدمر جراء العدوان المستمر منذ 23 شهراً.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك